حكايات لم تكتمل قَط !
(1)
الواقع (على أمّ رأسه)
يقال يا أميرنا المطاع، إنّه يشاع في منطق الرعاع، أنّ ما ذاع راع، وما قلّ ضاع، فالواقع صدق وإن كانت وقعته على رأسه، والحقّ تاريخ عليه أن ينكفئ على نفسه، والكثرة تغلب الشجاعة، والقلة ضعيفة المناعة، مسكينة ملتاعة!
وبينما كان الأمر كذلك، في بلاد بعيدة المسالك، فشت في الناس المهالك، وكثرت في دروبهم المزالق، فصار المجرمون كثرة، وانعدم الأمن يا حسرة، واحتار أمير البلاد، وارتاع منه الفؤاد، فكيف يسجن المجرمين الأوغاد، وهمّ جلّ العباد؟!
فلا السجون تكفي لإيوائهم، ولا البلاد يمكن أن تسير بدونهم!
هنا تفتق ذهنه المتقد، عن فكرة رامها من أمد، فأمر بحبس الصالحين في السجون، ليحميهم من المجرمين ويصون، فهذا في رأيه هو التفكير الواقعي، على أمّ رأسه الألمعي!!
(2)
القرد والبلّورة السحرية
ذات يوم في غابة، عاش قرَدَة غلابة، فقُوتُهم محدود، وذهنهُم مكدود، وخيالُهم أفقُه مسدود.
وكان بينهم قرد أصلع، طموح متطلع، عثر في إحدى جولاته، على بلّورةٍ حققت كلّ أمنياته، فعاد للقرود مسرورا، وتفاخر بينهم مغرورا، فقد بان العز عليه، وصارت العجائب تجري بين يديه، دون أن يعلموا بسر ما دهاه، ولا بسبب المجد الذي اعتراه.
فقرر بعضهم أن يراقبه، ليعرف سره ويسلبه، فانتبه لذلك القرد، ووجد في دهائه الرد، فاصطنع بعض الطقوس السحريّة، ليرَوها فيُشيعوا في البَرّيّة، أنّها سبب تلك العطيّة.
فلو مررت بذات الغابة، ورأيت تلك القرود الغلابة، تضع الطين على رأسها، وتصفع نفسها بنفسها، وواحد منها يضحك على حُمقها، فلا يأخذك العجب، من مثل هذا المنقلب!
(3)
.........
اهئ اهئ:
لا مزيد من الحكايات، ليس لأنّ الأمير مات، ولكن لأنّه اكتشف احمرارا في خده، وبقايا طين على قدّه، فخاف من أن يثور عليّ الرعاع، لو انكشف السرّ وذاع، فاستشار وزيره الأصلع، الطموح المتطلع، فأشار بأن يودعني المعتقل، ليحميني من جحافل الخَطَل!
محمد حمدي غانم
2004
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.