مذبحة بورسعيد دروس وعبر
(2)
نداء إلى كل المسئولين: اليوم قبل غد:
تخلصوا من كل البوابات التي تفتح إلى الداخل!!
استوقفني ما ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق عن بوابات ملعب بورسعيد التي تم لحامها، وأن البوابة الوحيدة التي لم تلحم وتركت لدخول وخروج الجماهير كانت تفتح إلى الداخل!!
للأسف: كما توقعت في مقالي السابق، الذي تكلمت فيه عن حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف عام 2005، الذي كانت أبوابه تفتح للداخل، مما أدى إلى انسحاق معظم من حاولوا الهرب من الحريق على الباب المغلق، واحتراق معظم الموجودين بسبب عجزهم عن فتح الباب!!
ذكرت ذلك، وأنا على يقين تام أن جميع أبواب وبوابات كل مباني مصر ما زالت تفتح إلى الداخل، وأن شيئا لم يتغير ولن يتغير، وأن أحدا لا يتعلم، رغم أن هذا كان أحد أهم أسباب سقوط النظام السابق!!
(بالمناسبة: أخشى أن تكون أبواب قاعة مجلس الشعب المصري تفتح إلى الداخل أيضا، لأن هذا معناه كارثة محققة لو تدافع 500 نائب محاولين الخروج من هذه الأبواب في أي حالة طارئة!!)
ونظرا لأن هذه الجزئية البسيطة قد تكون سببا في حياة أو وفاة مئات الأشخاص في السنوات القادمة، لهذا اسمحوا لي أن أعيد التوصيات التي ذكرتها في المقال السابق مرة أخرى، فالتكرار كما تعلمون يعلّم... الشطار!!
1- بغض النظر عن وجود تواطؤ أو تقصير من عدمه، الدرس الذي يجب أن تتعلمه الداخلية وكل مؤسسات الدولة، هو إيكال الأمر إلى أهله، وتعيين المسئولين في المناصب بناء على سيرة ذاتية حافلة بالمؤهلات العلمية والخبرات العملية وتاريخ من الإنجازات، وليس فقط بناء على الٌدمية أو درجة الولاء أو الواسطة والصلات القوية بذوي النفوذ!!
2- يجب تشكيل هيئة لإدارة الكوارث والأزمات في وزارة الداخلية (وإن كانت موجودة، فيجب أن يعاد هيكلتها وتطويرها).. مهمة هذه الهيئة هي الاستعانة بالخبراء في كل التخصصات لدراسة كل الكوارث التي حدثت في مصر في نصف القرن الماضي من شغب وحرائق وسيول وزلازل وانهيار للمباني وغرق للسفن والعبارات وحوادث للقطارات وغيرها، من واقع التحقيقات الجنائية والصحفية والمقابلات الإعلامية، وذلك للوقوف على أوجه التقصير في تلك الحوادث، والأسباب التي ساعدت على تأخر وصول النجدة وزيادة أعداد الضحايا، ومعرفة التصرفات التي لو كانت قد اتخذت قبل هذه الكوارث لقللت من خسائرها، وتوضع نتائج هذه الدراسات في شكل خبرات وتعليمات تدرس في مناهج طلاب كلية الشرطة، وتلقن لضباط الشرطة والدفاع المدني في دورات تدريبية، كما تتولى هذه الهيئة مهمة الأمن الوقائي، بالتفتيش على كل المؤسسات والمباني والأماكن المعرّضة لمثل هذه الأخطار، للتأكد من تلافي أخطاء الماضي، وأولها التأكد من أن جميع أبواب المسارح وقاعات المؤتمرات والمحاضرات ومدرجات الملاعب تفتح إلى الخارج (لأني أظن أن شيئا لم يتغير حتى الآن منذ كارثة مسرح بني سويف، فمن الواضح أننا نملك ذاكرة الذباب ولا نتعلم أبدا!!).. ولو حدث هذا، فلن نفاجأ مرة أخرى بمدير أمن جاهل غبي لم يسمع في حياته عن حريق مسرح بني سويف، تَهديه عقليته الفذة إلى لحام أبواب مدرجات الملاعب ليموت الناس سحقا تحت النعال!!
3- يجب التخلص من كل البوابات الحديدية الموجودة حاليا في الملاعب، فقد ثبت أن من السهل تحطيم أقفالها (أو قيام الأغبياء بلحامها على سبيل التأمين!!)، وبدلا من هذا يتم تركيب أبواب الكترونية حديثة تخضع للتحكم المركزي (ولا يقل لي أحد إن هذا مكلف.. ملاعب كرة القدم تكسب الملايين في المباراة الواحدة.. كما أن حياة الناس أغلى).. هذا سيجعل من السهل في حالات الفزع والكوارث فتح جميع البوابات الالكترونية في ثانية واحدة بضغطة زر.. وبهذا لا يضطر شخص جاهل غبي إلى إطفاء الأنوار ليدوس الناس بعضهم في الظلام، ظنا منه أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للسيطرة على الموقف!!
أرجو أن توصلوا هذه المقترحات إلى من يعنيه الأمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.