المتابعون للمدونة

الجمعة، 24 فبراير 2012

أيتها القاسية

أيتها القاسية

أنتِ علّمْـتِني القسوة..
فلا تسألي إذن أين حبكَ الذي كنتَ تقول إنه أكبر من عدد ما أنتجته خلية حية تنقسم انقساما ثنائيا بسيطا منذ خلقِ الأرض إلى يومنا هذا!
لا تسأليني أين شوقكَ الذي كنتَ تقولُ إنه يفوق جاذبية ثقب أسود!
لا تسأليني أين الأماني التي كنتَ تقولُ إنها أكبر من الكون ذاته!
لا تسأليني..
فقد ذهب كل ذلك في نفخة هواء، كأنه ذرات تراب بعثرتها تنهيدة حزن!
ولا تقولي إن هذا يدل على ضعف مشاعري نحوك، فقد كانت بالفعل أثبت من طود راسخ، وأعلى من قمة افرست، وأطول من جبال الإنديز، وأوسع وأعمق من المحيط الهادي، وأضخم من النجوم العمالقة الحمر، وألهب من باطن الشمس، وأنشط من البوتاسوم وأصلب من الفلاذ وأصلد من الماس و.... و..... !!
كانت كذلك بالفعل..
ولكنّ الزلازل والبراكين والأعاصير والجفاف والخسوف والنيازك والتأكسد والصدأ والتآكل وكل تلك الكوارث التي ابتلاني بها هجركِ قد محتها محوا!
أنتِ علمتِني كيف أقسو..
كيف أنسى وأتناسي وأتشاغل..
كيف أتبلد حسا وأموت..
كيف حينما أفكر فيكِ أتذكر جفاءكِ فأطرد أفكاري.
وكيف حينما أراكِ أرى إعراضكِ فأصر على أن أنساك.
أنتِِ علمتِني كيف أقسو..
فها أنا ذا تلميذك النجيب، أحمل شهادة تخرجي بامتياز مع مرتبة الشرف والفَخَار، ومع سبق الإصرار والترصد!
فلا تسألي اليوم كيف مات الحب..
أيتها القاسية!

محمد حمدي
1994

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر