يا زهرَ هذا المرجْ
هل أنتِ (هَيْزِنْبِرجْ)؟
"نظريةُ الكَمِّ" التي في الحبِّ أنتِ
وَضَعتِها، قالتْ لقلبي "لا يقينْ"
خدّاعةٌ عيناكِ في بَحريهما: لا تَعشقينَ وتَعشقينْ!
يا قاربا لا يَستكينْ
أينَ اتجاهُ الموجْ؟
***
كي لا بوهمي أسهرْ
أحتاجُ أعرفُ أكثرْ
تبا له (شرودنجرْ)!
محمد
حمدي غانم، 2016
______________________
* وضع هايزنبرج نظرية ميكانيكا الكم Quantum Mechanics، ومبدأ عدم التأكد (عدم اليقين) Uncertainty Principle، الذي ينفي حيادية الراصد وعدم دقة عملية الرصد، لأن عملية الرصد
نفسها تغير من حالة النظام المرصود بإدخال طاقة إليه أو أخذ طاقة منه، لهذا لا
يمكن مثلا تحديد موضع وسرعة الإلكترون بدقة، فقياس سرعته تغير موضعه، وتحديد موضعه
يغير سرعته (لان الموجات الكهرومغناطيسية أو فوتونات الضوء المستخدمة في عملية
الرصد تغير طاقة الإلكترون، فتغير سرعته أو موضعه).. لهذا تستخدم الدوال
الاحتمالية للتعامل مع هذه الحالات، لتوقع الأماكن التي يحتمل وجود الإلكترون فيها
وتوقع سرعته.. وهذه هي الطبيعية الموجية للإلكترون، إذ يبدو أنه لا يتحرك كجسيم
مفرد، وإنما كموجة منتشرة.. وقد بسط شرودنجر هذا المفهوم بمثال قطة شرودنجر، الذي
يفترض فيه وجود قطة داخل صندوق مغلق مع مادة قاتلة.. لا يمكن للراصد من الخارج
معرفة إن كانت القطة ما زالت حية أم ماتت، لهذا عليه معاملتها في المعادلات على افتراض
أنها حية وميتة في نفس اللحظة!
وأنصح بالرجوع إلى ويكيبيدا للحصول على تفاصيل أكبر.
ملحوظة:
هناك فهم خاطئ عند الملحدين أن ميكانيكا الكم تقول إن
عالم الجسيمات الذرية عالم فوضوي غير محكوم بمعادلات صارمة، وبالتالي فإن كل هذا
الكون الذري نراه مبني على الفوضى!!.. هذا غير صحيح، وإنما أدواتنا نحن هي العاجزة
عن الوصول إلى رصد دقيق لهذا العالم الغيبي لصياغة معادلات دقيقة تصفه بدلا من
المعادلات الاحتمالية.. فكما قلنا، أدواتنا نفسها مصنوعة من الذرات وتعمل بالطاقة،
لهذا عند استخدامها لقياس العالم تحت الذري، فإنها تؤثر في جسيمات الذرة وتجعل
عملية القياس غير دقيقة.. هذا فارق جوهري بين القدرة الإلهية المطلقة وعلم البشر
المحدود.. وفي النهاية: الكون كله قائم على قوانين دقيقة ثابتة تحقق مبدأ السببية،
وهذا لم يكن ليحدث لو كانت الجسميات الذرية تعيش في فوضى عشوائية بلا قوانين،
فالفوضى لا تبني النظم. (ولو كانت ميكانيكا الكم مجرد معادلات فوضوية، لما كنت
تقرأ الآن هذا الكلام على حاسوبك أو محمولك، فلم نكن لنتوقع سلوك الالكترونات في
الشرائح الالكترونية الدقيقة التي تعمل بها هذه الأجهزة!)
وبالمناسبة أيضا: يسيئ الفوضويون والملحدون تفسير نظرية
الفوضى Chaos Theory ، التي تقول إن كثيرا من الظواهر
التي تبدو عشوائية (مثل الرياح) هي في الحقيقية ظواهر منتظمة لكنها تخضع لمتغيرات
كثيرة، لهذا تحتاج إلى معادلات معقدة غير
خطية Non-Linear يصعب علينا وعلى حواسيبنا صياغتها
وحلها.. ورغم أن هذا يقول بوضوح إن علمنا قاصر، وإن كل شيء يخضع للسببية ولقوانين
الفيزياء حتى لو لم ندرك معادلاته، يقدم الفوضويون والملحدون فهما مقلوبا لهذا،
فيقولون إن العشوائية والفوضى يمكن أن تصنعا النظم، ويطبقون هذا في الأدب والفن في
صورة عك وقرف وعبثية، مدعين أن ما يبدو لنا قبيحا لأنه فوضوي قد يحتوي على بعض
الجمال الذي لا ندركه مباشرة!
باختصار: كل شيء عند الملحد مقبول وجميل وممكن وجائز..
ما عدا وجود خالق!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.