بين العقل والقلب
حاولت كثيرا أن أدعوكِ إلى مملكتي، لكنك أغلقتِ جميع سبل الاتصال، وصار من المستحيل علينا أن نلتقي..
وإذا التقينا فلن نتكلم..
وإذا تكلمنا فلن نتصارح..
لأني أعرف يقينا أنك لا تعرفينني!
لم تسكني عقلي كما سكنتِ قلبي!
وعقلي سيد قلبي.
وعقلي يقول لي إن الحواجز بيننا كثيرة وأعلى من أن نجتازها.
حواجز وضعتُها أنا وأخرى وضعتِها أنتِ، وثالثة وضعها المجتمع.
وأنا أضعف من أقفز كل هذه الحواجز.. وأكسل حتى من أن أفكر أن أفعل!
فلقد ألفتُ العزلة في عالمي منذ أمد طويل، وركنت إلى الراحة، واستكنت للدعة.
وصرتُ أخاف على حريتي مثلما تخافين على حريتك.
صرتُ أتهيبُ أثقالك كما تتهيبين غيرتي وقيودي.
وأنا جواد بري، وأنت فرس شاردة، فإن جمعنا القدر على ينبوع الإبداع يوما، فدرب كل منا مختلف لا محالة.. ببساطة لأننا بلا دروب.. بلا أسوار.. بلا قيود.. بلا ألجمة.
ولأننا لا نعرف التنازل.. ولم ننضج بعد لتعركنا التجارب، فنوازن بين الحرية والمسئولية.
نعم.. ما زلنا مراهقين.. وأنا أكثر مراهقة منك.. أكثر طفولة وعنادا.. وشاعرية.. وخيالا.. وبعدا عن الواقع.. وتمردا عليه.. ولفظا له.. ورغبة في تغييره بكل السبل.
وأنت جزء من هذا الواقع.. جزء يناديني لكي أروض وأنتمي إليه!
وأنا لا أستطيع.. لا أستطيع!
***
فيا درية العينين، ويا ساكنة القلب، ويا أميرة العشق.. اعذريني فقد حاصرتني الأسئلة، وعذبتني الاختيارات المعقدة، فاخترت أن أعود أهرب بعيدا، جامحا عن كل مخاوفي وهواجسي، محلقا في عوالم خيالي من جديد!
كان هذا حديث عقلي إليك.. فعيه جيدا وصدقيه، ولا تصدقي قلبي مهما قال لك، فهو لا يملك من أمري شيئا!
إنْ هو إلا تائه في عالم من الأحلام، لا يفيق إلا على لطمات الأحزان بين الحين والحين!
فدعيه ودعيني، وليواصل كل منا جموحه المستحيل.
محمد حمدي غانم
1/9/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.