مطرودون : لا يُسمح بأي ذكاء!
Expelled: No intelligence allowed
المقطع الرابع
في هذا المقطع سنستمع إلى آراء المعسكر الآخر، حيث يقطن الداروينيون البارزون مثل ريتشارد داوكينز، الذي قاده إيمانه الأعمى بنظرية التطور إلى الإلحاد والدعوة إليه، واتهام من لا يتبعه في داروينيته وإلحاده بالجهل والغباء!
وهذا سيقودنا إلى سؤال هؤلاء الملحدين عن كيفية ظهور أول خلية حية إلى الوجود، حيث سنسمع نظريات مضحكة عن أشعة برق تضرب خليطا من المواد فتصنع منها الخلية الحية، وهي النظرية التي يزدريها العلم اليوم بعد 50 عاما من ظهورها، ليتبنى نظريات أخرى بديلة لا تقل عنها إضحاكا، مثل نظرية العالم الدارويني البارز مايكل روز، التي يتخيل فيها أن المواد الأولية تجمعت على أسطح البلورات، مما حولها تدريجيا من تراكيب بسيطة إلى تراكيب معقدة!!
هنا سنشاهد مقطعا كارتونيا ساخرا طريفا، يرينا استحالة حدوث ما يتوهمه هؤلاء الناس، حيث يتم تمثيل الطبيعة بصالة قمار، والصدفة بمقامر، عليه أن يحصل على التوافق الصحيح في 250 لعبة قمار متتالية!
ملحوظة:
حسب العلماء احتمال ظهور بروتين واحد بالصدفة على أنه 1 من كل (10 أس 950) محاولة.. أما احتمال ظهور خلية حية واحدة بالصدفة، فهو 1 من كل (10 أس 40 ألف) محاولة!.. هذا مستحيل طبعا، وفرصة حدوثه هي صفر!
وهذا يحيلنا إلى نظرية فرانسيز كريك الفائز بجائزة نوبل، الذي اقترح بأن الحياة "بذرت" على الأرض بواسطة مخلوقات فضائية!
هنا يتساءل المذيع في سخرية:
"ظننت بأنّنا كنّا نتكلّم عن العلم، وليس الخيال العلمي".
من ثَمّ نصل إلى نقطة الضعف القاتلة في نظرية داروين، وهي أن داروين نفسه لم يكن يعرف شيئا أصلا عن تركيب الخلية:
- فلم يكن المجهر الالكتروني قد اخترع بعد، وبالتالي لم يكن داروين يعرف شيئا عن العمليات المعقدة التي تحدث في الخلية، ولا أننا لو كبرناها لبدت لنا كمدينة عملاقة حافلة بتقنيات تفوق كل ما توصلت إليه علومنا حتى اليوم.
- ولم يكن مندل قد اكتشف قوانين الوراثة التي تنص على ثبوت الأنواع لا تطورها أو تغيرها!
- ولم يكن داروين يعرف شيئا عن تركيب نواة الخلية وآليات التكاثر التي تحدث فيها.
- ولم يكن واطسن وكريك قد اكتشفا الحمض النووي الوراثي DNA والمعلومات الهائلة المكتوبة عليه.. هل كان داروين يتخيل أن الخلية التي قطرها أصغر من نصف مم، تحتوي على نواة، بها صبغيات (كروموزومات)، مكتوب عليها أكثر من 3 مليار شفرة وراثية، ملفوفة في أزواج من أشرطة DNA، يصل طول الواحد منها إلى 2 متر، وأننا لو فردنا أشرطة DNA الموجودة في جسم إنسان واحد وأوصلناها معا، لكانت كافية للتوصيل بين الأرض والشمس أكثر من ألف مرة، ولو كتبنا المعلومات الموجودة عليها على شريط من الورق، لكان كافيا للتوصيل بين القطب الشمالي وخط الاستواء؟
- ولم نكن قد رسمنا خريطة الجينوم، وأدركنا كم الإبداع الهائل في تصميم الشفرة الوراثية، التي تحتوي على مكتبة كاملة فيها عشرة آلاف مجلد، تبني جسد المخلوق الحي ومخه، وتتحكم في كل صغيرة وكبيرة من العمليات الحيوية المعقدة التي تحدث في كل أجهزته، وتحرك غرائزه وتحدد علاقته بالبيئة والمخلوقات الأخرى، مما يجعل هذه الشفرة الوراثية أبدع وأعقد نظام تشغيل Operating System مكتوب على ظهر الأرض، يتفوق على كل أنظمة التشغيل والبرمجيات التي كتبها المبرمجون حتى اليوم، وهو ما يؤكد أن من المستحيل أن تكون الصدفة أو التغييرات العشوائية التدريجية قد كتبت كل هذه المجلدات والبرمجيات بأي شكل من الأشكال، ولو في تريليون عام!
كل هذه أمور لو علمها داروين في عصره لما جرؤ على التفوه بحرف واحد عن نظرية التطور أصلا!
ويلخص لنا الفيلم كل هذا بأن الخلية إذا كانت في نظر داروين مجرد سيارة بويك من الخمسينيات، فإن الخلية اليوم في نظرنا أشبه بمجرة كاملة.. وإذا كانت في نظره مجرد بيت من الطين، فالخلية بالنسبة لنا اليوم هي كوكب زحل!
باختصار: الخلية هي عالم كامل لم يكن يدري عنه داروين شيئا.. أو على حد وصف عالم الأحياء الجزيئية دوج آكس: الخلية هي مصنع كامل دقيق الحجم يستخدم الأوامر الرقمية لبناء مكوناته!
هذا هو رابط تحميل هذا المقطع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.