دعونا نبدأ مهرجان الدم!!
شيعة وسنة.. عرب وعجم.. مسلمون ومسيحيون.. أحمدك يا رب!!
شاهدت بالأمس جزءا من أحد البرامج على قناة الناس، وكان يرد على ذلك الحقير الذي يهاجم أمنا عائشة رضي الله عنها.
والرد على الاتهامات بالحجة أمر جيد بالتأكيد، لكن ما أدهشني وأرعبني، هو أن مقدم الحلقة لم يكتف بالرد على ذلك الحقير، وإنما اتسع الأمر ليتحول إلى هجوم شامل على الشيعة وعلمائهم وأحمدي نجاد وخامنئي وحسن نصر الله!
وقد آلمني هذا بشدة.. ليس لأني أحب هؤلاء أو أنتمي إليهم بأي شكل، ولكن لأني أدركت أن المخططات الصيهو_أمريكية ما زالت تنفذ بكفاءة ونجاح منقطعَيِ النظير، وأن الصورة الكبيرة ستئول في النهاية إلى تحول المنطقة بأسرها في نصف القرن القادم إلى حمام دماء، يقتتل فيه مجموعة من الهمج بلا أي هدف، تحت تقسيمات ومسميات مثل:
- سني وشيعي
- مسلم ومسيحي
- عربي وكردي ونوبي وأمازيغي وأفريقي... إلخ.
وللأسف، طلائع هذه الفوضى ظاهرة الآن في العراق واليمن والسودان، التي سيكون انفصال جنوبها المثل الأعلى لكل الأقليات الطامحة إلى الاستقلال في المنطقة!.. ولا ننسى أن السعودية دخلت حربا ساخنة بالفعل ضد الحوثيين الشعية في شمال اليمن في العام الماضي.. لقد تجاوزنا مرحلة التنظير وتبادل الشتائم، إلى الحروب الفعلية!
ناهيكم عن تسخين الفتنة الطائفية في مصر تدريجيا في العقد الماضي بسياسة مدروسة.. أرجو مشاهدة هذه الحلقة من برنامج بلا حدود مع محمد سليم العوا عن الفتنة الطائفية في مصر، وكيف وصل الأمر إلى اكتشاف شحنة متفجرات قادمة من إسرائيل على سفينة يملكها ابن وكيل مطرانية بورسعيد: اضغط هنا.
وسيكون من المفيد أيضا مشاهدة هذه المناظرة السريعة بين المهندس فاضل سلميان ونجيب جبرائيل في برنامج ما وراء الخبر، عن الجدال الدائر حول السيدة كاميليا: اضغط هنا.
في جزء من الحوار يقوم فاضل سليمان بفضح نجيب جبرائيل على الملأ، حيث كشف أن 18 من أعضاء الكونجرس كتبوا تقريرا يدعي أن المسيحيين مضطهدون في مصر، وأن المسلمين يخطفون بناتهم ليتزوجوهن غصبا، وفي الصفحة الرابعة من هذا التقرير يتم تقديم الشكر الجزيل للدكتور نجيب جبرائيل لإمداده لهم بأكثر المعلومات المطلوبة لعمل هذا التقرير!
ولعلنا لا ننسى أيضا الأحداث العجيبة التي وقعت بين المصريين والجزائريين بسبب مباراة تافهة في كرة القدم، وكيف تسابقت كل وسائل الإعلام في الدولتين لسكب النار على البنزين وإثارة النعرات الوطنية وسب مقدسات كل من الشعبين!!!
واضح أن العمل يتم على قدم وساق، وأن الفتن قادمة كقطع الليل المظلم، على جميع الجبهات!
والمؤكد بالنسبة لي، أن أيا من هذا كله، لا يخرج عن المخطط الأمريكي المعلن منذ عام 2004 عن الإسلام المدني الديمقراطي وتجفيف منابع ما أسموه بالإرهاب (وهم يعنون تجفيف منابع الإسلام نفسه لأنه في نظرهم منبع الإرهاب)، وضرورة البحث عن بديل للعلمانيين كوكلاء لهم في المنطقة بعد فشل مشروعهم، وعلى رأس البدلاء الصوفية، لأنهم لا يحملون أي مشروع جهادي مقاوم للغزو الغربي.. وقد واكب ذلك الضغط على السعودية لتغيير مناهجها الإسلامية والعبث بوضع المرأة في المجتمع السعودي، وفي مصر تم منح السيطرة على الأزهر للصوفيين، مع تدريس المذهب الجعفري الشيعي في مناهج الأزهر، وهذا العام قرروا تدريس المذاهب الفقهية من كتبها القديمة بحجة تقوية مستوى الطلاب وتلقي العلم من منابعه، وهو أمر في ظاهره الحكمة، لكن وجود المذهب الجعفري بين هذه المذاهب يعني أن الأزهر سيكون منارة التشيع الرسمية في مصر، إضافة إلى كونه منارة التصوف!!.. ليضاف هذا إلى دور الأزهر القديم كجسر للعلمانية عن طريق عصرانية محمد عبده وجمال الدين الإيراني (المعروف خطأ بالأفغاني) وأتباعهما!!
والسؤال الذي يجب أن يسأله كل عاقل لنفسه: كيف يمكن تفسير التناقض بين الهجوم الإعلامي والسياسي على إيران وحزب الله (لكونهما شيعة) والقبض على دعاة التشيع في مصر، وبين تدريس المذهب الجعفري الشيعي في الأزهر بمثل هذا الحماس، وظهور تصريحات ومطالبات بتطبيق بعض أحكامه التي تناسب القوانين الأمريكية المفروضة علينا، في قوانين الأحوال الشخصية؟!!
وسؤال آخر لقناة الناس ومقدم البرنامج الذي كان يطلق أحكام التكفير بمنتهى السخاء: كيف يمكن أن نلوم نجاد وخامنئي ونصر الله على أقوال شخص كويتي مشبوه في لندن (سحبت الكويت مشكورة جنسيته الكويتية اليوم)؟
(بالنسبة لي، ليس عندي أي شك في أن هذا شخص مدفوع من قبل المخابرات البريطانية والأمريكية والصهيونية لتأجيج الفتنة في المنطقة).
وهل سمعتم أحمدي نجاد يكفرنا لأن سيد القمني حصل على جائزة الدولة التقديرية من وزارة الثقافة المصرية على كتبه التي يتهم فيها الرسول بأنه تحايل ليسقى والد السيدة خديجة الخمر لكي يوافق على تزويجها له، وغير ذلك من افتراءاته على سيد الخلق والشريعة الإسلامية؟
هل قام خامنئي بتكفيرنا بأفعال الصوفية في موالدهم التي تصل إلى حد الشرك والطواف حول القبور، وسؤال الأموات الذين لا يملكون لهم نفعا ولا ضرا؟
وهل قام نصر الله بتكفيرنا بسبب ما يقوله جمال البنا أو نوال السعداوي وغيرهما في وسائل إعلامنا؟.. هل كفّرنا عندما نشرت وزارة الثقافة رواية وليمة لأعشاب البحر التي تسب القرآن والله سبحانه وتعالى؟.. هل كفّرنا حينما كرمت مكتبة الإسكندرية مؤلفها الكلب حيدر حيدر منذ عام أو عامين؟
هل قام الشيعة بتكفير العرب والسنة لأنهم يحاصرون غزة، وساهموا في تدمير أفغانستان والعراق وتفتيت السودان، في ظل تحالفهم غير المشروط مع أمريكا وذيولها؟
المخيف أننا نتحول بكفاءة إلى مجموعة من الحمقى الجهلة المجانين سهلي الانقياد، لنكتشف أن إشعال الفتن الطائفية والعرقية بيننا ليس بالصعوبة التي كنا نتصورها، وهو ما يعني أننا سنضيف إلى تخلفنا التقني والعلمي، حروبا باردة وساخنة وأهلية، وسنحول كل ثرواتنا إلى أرصدة أعدائنا، لنشتري بها الأسلحة التي نبيد بها أنفسنا ونفتت بها دولنا، وبغير هذا لن تعوض أمريكا وحلفاؤها كل خسائر هزيمتهم في أفغانستان والعراق!
وفي مثل هذا المناخ، الذي يعلو فيه ضجيج الغوغاء ونباح مثيري الفتن وفحيح الشهوة إلى الدماء، يخفت صوت العقل، ويضيع كلام العقلاء سدى.. لكني أرجو فقط أن نتذكر قاعدة واحدة بسيطة وسط كل هذا الضباب:
عدونا الأول هو كل من يحتل بلادنا ويقتلتنا ويقتل إخواننا من المسلمين.. والخائن هو كل من يتحالف معه ويعينه على هذا بأي طريقة كانت، مباشرة أو غير مباشرة.
رفعت الأقلام وجفت الصحف.
محمد حمدي غانم
21/9/2010
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
ردحذفالعقيدة و نقاءها و حرية العبادة هم قمة الحرية الإنسانية : و مش ح قولك قال الله و قال الرسول
في شاعر اسمه فؤاد حداد أكيد سمعت عنه: بيقول: من حمى لي الدار حمى ديني
الشيعة عقيدتهم فاسدة : أوكيه : ده شأنهم:... و لكنهم يحاولون إلباس الحق بالباطل مستهدفين شعوب أهل السنة بحملات تبشيرية واسعة
غير كده سعادتك: لو نتعب نفسنا شوية و نقرا التاريخ: اقرا سعادتك تاريخ الدولة الفاطمية الصفوية الأصل الشيعية الدين في مصر و ما فعلت من فظائع بالمسلمين السنة و حتى من وافقهم بالتشيع
وكذلك تاريخ الدولة الصفوية بالعراق و إيران
سعادتك لحد دلوقتي في مدن أهل السنة بإيران الناس بتتعلق مشنوقين في الشارع بالإيام بلا ذنب و بشكل أصبح روتيني
السيد فضل الله أحد مؤسسي حزب الله قال بالحرف و أنا سمعته محدش قاللي: حزب الله الآن يحمي حدود إسرائيل
برضه ما تقوليش حرب لبنان الأخيرة: ده صراع مصالح سعادتك من وجهة نظري المتواضعة: وكفاية المكاسب السياسية اللي حققه حزب الله اللبناني
صورة الخوميني التي لا يتورع السيد حسن نصر الله بتعليقها وراءه في أغلب خطبه : ذلك الخوميني الذي قال: غدًا مكة... و بعد غد القدس
واللا إحنا دماء حجاجنا إللي سالت في الحرم نسيناها و أصبحت رخيصة علينا أمام مكاسب مظنونة من سماحة الإمام حسن نصر الله و أشياعه
آآهه يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
و كيف تثق بأناس يتعبدون بالكذب و التقية
الإمام مالك قال : لم أجد أكذب من الروافض
و ابن حزم قال: ليسوا منا
و كذا معظم علماء أهل السنة
نييجي للنصارى
حبيب قلبي: ده بيقولك المسلمين ضيوف علينا
وقبل كده الأب ماكسيموس -اللي شنوده طرده بعد ما شال منه من أيام السادات وواقعة العزل- قال: إن شنوده كان بيقول للشباب في الكنيسة : أنا عايزكوا ترفعوا راية الإستشهاد و ما ترجعوليش الكنيسة إل...ا أموات
يعني ما نحذرش منهم حتى
يعني نموت و ندفن سكيتي كده من غير صويت ولا عياط
يعني إحنا سايبيين بيشوي و ح نمسك في العوا
آه يا بلد عايزه ولد
أنا عايز سعادتك تقرا التقرير الأمني بتاع دير أبوفانا: بيقولك الرهبان كان معاهم سلاح آلي حديث
مش آلي و بس يا بشمهندس : لأ : و حديث كمان
يا فضيحتي يا فضيحتي
...غير كده : سعادتك وجدي غنيم اعتقل في التمانينات على أثر نقله عن مصدر أمني رفيع بالداخلية إن الدولة عارفة إن الكنائس مليانة سلاح
مليانة يا بشمهندس
مش نص مليانة
إذن إيران تتآمر و الكنيسة تستعد و احنا ح نشيل حسام البدري إن شاء الله
و دمتم
يا أخي الفاضل.. أنت تنظر إلى التفاصيل الملتبسة.. وأنا أنظر إلى الصورة الكاملة في مجملها.. وأنا أقول لك إن أبلة كوندي رايس منذ أن قالت إن أمريكا ستتبع سياسة الفوضى الخلاقة في المنطقة، ونحن ننفذ ما قالته بحذافيره كقطيع أعمى!
ردحذفوفجأة وبدون سابق إنذار، صارت الحكومة اليمنية تحارب الشعب اليمني كله: شيعة حوثيين، وقاعديين، وانفصاليين.. وجنوب السودان في حكم الانفصال فعليا ويتم ترسيم الحدود الآن قبل حتى الاستفتاء، بينما تفاقمت أزمة دارفور لتأخذ دورها في طابور الانفصال.. ناهيك عن مشاكل الجزائر مع الأمازيغ، ومع التيارات الإسلامية.. حتى فلسطين المحتلة، صارت إمارتين متعاديتين!!.. ولبنان كل يوم على شفا حرب أهلية جديدة.. وأسهل لعبة في العراق قتل السنة والشيعة لتأجيج غضب الطرفين، مع أننا نعرف أن هذا سيحدث منذ دخل الأمريكان بغداد.
الإسلام دين عقل وليس دين صراخ أجوف.. لا يعقل أن يدمر أعداؤنا بلادنا بهذه الأساليب الرخيصة: مُعمم في بريطانيا يسب أم المؤمنين، وكاهن هنا أو هناك يطلق تصريحات مستفزة بين الحين والآخر، ومعروف من الذي يدفعه إليها.
على كل حال لم تخبرني: من أين اشتريت السلاح الذي ستستخدمه في الفتنة الطائفية؟.. أم أنك تعرف كل هذا وتنتظر الذبح بهدوء كما تقول؟
وبماذا تنصحنا في نظرك؟.. هل نخرج غدا لإبادة الشيعة والنصارى ونستريح؟.. هذه ضربات استباقية كما رأينا جورج بوش يفعل، ومن الطريف أنه دفع الثمن فادحا من دماء شعبه، ودمر اقتصاد أمريكا وأوروبا، ولم ينجح في وئد الإرهاب من منبعه!!.. فهل نفهم أن الدنيا لا تدار بهذه الهمجية؟
الآن عادت أمريكا إلى اللعب القذر، بعد أن علمت أنها لن تستطيع كسب الحرب مع الإسلام مباشرة.. وللأسف: أرى أن إشعال الفتن صار لعبة سهلة جدا.. لقد علمت أننا في الهاوية منذ أن رأيت العبط الذي حدث في مباراة مصر والجزائر، وكيف اشتعل جنون الجميع بلا مبرر، مثقفين وعامة.. فأدركت أن القادم لا يبشر بخير، وسط كل هؤلاء الغوغاء.
وربنا يستر.
مقال محكم, ونظرة شاملة ثاقبة. ولكن ماذا نفعل؟؟ ماذا نفعل إن كان محاربتنا للمعتقدات الفسدة والحفاظ على دين الله سيؤدي حتما إلا الصدام مع أطراف كثيرة ولابد, ماذا نفعل لو كان هذا سيصب في مصلحة أعدائنا. نعم دفاعنا عن ديننا ومقدساتنا سيقرقنا ويصب في مصلحة أعدائنا كما ذكرت. ماذا نفعل؟؟ الأصل هو إقامة الدين والرد على المخالفين حتى لا يتفشى الجعل بالله وبشريعة الدين الخاتم ولا يعنينا يصب في مصلحة من. المهم أنه يصب في مصلحة المسلمين ككل كدين. تذكر أن أبوبكر رضي الله عنه حارب المرتدين ومانعي الزكاة, رغم إعتراض عمر رضي الله عنه للأسباب التي ذكرت. فمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة قد تصب في مصلحة الروم والفرس الذين بالفعل في ذالك الوقت - بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - قد أعدوا العدة لإستأصال المسلمين بالفعل. ولكن فهم أبو بكر كان أعمق من فهمنا للسياسة الخارجية فبدأ بالعرب لتوحدهم... وكذالك فهم صلاح الدين ذالك أيضا فغذا الشام وضمها قبل محاربة الصليبيين. فحفظ الدين مقدم على كل شيء. وجزاك الله خبرن على الكتابة وجعلها الله في ميزان حسناتك, فإعلم أن هذا الفكر ليس بصائب, وإن كنت لازلت لا تصدقني فقل لي. ماذا نفعل؟؟ ما الحل؟؟
ردحذفأمجد جابر:
ردحذفمرحبا بك..
هناك فرق بين المناظرات الرصينة، والبرامج النقدية الجادة والهادئة، والنقاش بالحسنى، وبين التهييج والتهييج المضاد، والسباب والسباب المضاد، والتكفير والتكفير المضاد.
في الأسبوع الماضي أعجبني مقال قرأته عن الستة عشر مصلوبا فداء للبشرية في الأديان الوثنية، فنقلته حيثما استطعت.. هذا نقد منتهجي هادف لجزء من العقيدة المسيحية، وليس سبابا ودعوة للعنف.
وتلاحظ في هذه المدونة أني أنقد الداروينية وهي بالضرورة أساس الإلحاد.. هذا حوار عقلي وليس إثارة لمشاعر الغوغاء.
وكنت سأسعد كثيرا لو اكتفى ذلك المذيع في قناة الناس بالرد على ذلك العاسر المقيت الذي سب السيدة عائشة، حجة بحجة، دون أن يفقد أعصابه، ويتحول إلى ذم المذهب الشيعي كله وإطلاق أحكام التكفير بمثل تلك العصبية، وجر رموز سياسية ودينية شيعية في القضية بدون لزوم.. ففي الحالة الأولى كان يمكن أن يقتنع بكلامه من يسمعه من الشيعة إن أحسن تقديم حججه، أما في الحالة الثانية، فالأمر يتحول إلى استفزاز متبادل، وتهييج لمشاعر العامة من الطرفين يمكن أن يؤدي إلى كوارث.. وما على أي شيعي متعصب، إلا أن يسجل مقاطع من كلامه، ويظل يبثها على العامة، ليقرروا أن أفضل الجهاد هو قتل السنة، ولو كان دونه الهلاك!
بخصوص استدلالك بحروب الردة، فأراه في غير محله.. فهذه كانت حنكة سياسية للم شمل الدولة قبل أن تتفتت، لأنك لو تركتَ القبائل ترتد وتتمرد لخسرتَ سلطة الدولة، ولو تركت القابل تمتنع عن دفع الزكاة، لخسرت مواردها الاقتصادية.. فلم تكن الردة أو منع الزكاة فردية، بل كانت جماعية.. فهل هنا رأيتني أقول لك إن على أي دولة التفريط في سيادتها، وترك الشيعة أو النصارى يتمردون عليها ويستقلون عنها؟.. على العكس تماما: المقال يهدف إلى أن نقي أنفسنا من الوصول إلى هذه المرحلة، بضبط النفس، وإيجاد وسيلة للتعايش السلمي.. فلا أحد ينتمي إلى وطن يظلمه ويحرمه من الأمان، ويهين مقدساته.. ومن السهل اليوم أن تجد من يعينك على هدم الوطن الذي تكرهه!
لهذا إن سألتني ماذا نفعل، فسأجيبك:
رد على المسيء فقط، وأفحمه بحجتك، وعاقبه إن استطعت.. لقد سحبت الكويت مشكورة جنسية ذلك العاسر المقيت، وتبحث إمكانية ملاحقته قضائيا. هذا مسعى جميل ورادع.. كما نستطيع أن نفند اتهاماته للسيدة عائشة بالدين والعقل والمنطق والتاريخ.
إنك لن تستطيع قتل كل شيعي (لقد ظلوا موجودين 14 قرنا من الزمان)، لكنك تستطيع أن تحاول تغيير قناعاتهم المتوارثة.
ولاحظ أنه لا أحد سيكون لديه أي استعداد ليفكر في حججك وأنت تشتمه وتخوّنه وتكفّره.. لأنه إنسان طبيعي مثلك، يغضب فيعمي غضبه عقله، ولا يفكر في أي شيء سوى في الانتقام ورد الإساءة بأسوأ منها.
ولعلي أعود بك إلى منبع كل هذه الفتن في الأساس.. إلى فتنة في زمن الخلافة الرشيدة، دفعت الصحابة إلى أن يقاتل بعضهم بعضا وكل فريق منهم يظن أنه على الحق.. فماذا كانت النتيجة؟
عشرات المذاهب والنحل، وآلاف الحروب والفتن، وملايين القتلى من يومها إلى الآن.. ومما يؤسف له أن السيدة عائشة رضى الله عنها كانت على رأس من حاربوا خليفة المسلمين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، رغم كل ما نعرفه عن حرمة الخروج على ولي الأمر، وهذا هو السبب الجوهري الذي جعل الشيعة يكرهونها كل تلك الكراهية، التي تحولت إلى قلة أدب وبذاءة وظلم وعدم إنصاف، تراكمت محرفة في كتبهم جيلا بعد جيل.. فإن كنا نحن نرى أن من خرجوا على سيدنا علي من الصحابة اجتهدوا فأخطأوا، فقد غالى الشيعة في الأمر، وحملوه ما لا يحتمل، وافترضوا سوء النية والطوية في الصحابة الكرام.
والشاهد يا أخي الفاضل: الأفكار لا تنتصر بالسيف والعنف والغضب، وإصرار كل فريق على إبادة الفريق الآخر.. هذا درس لم نتعلمه من أحداث الفتنة الكبرى منذ 14 قرنا وحتى اليوم، ولا أدري لماذا؟.. أليس الحِلم وتحكيم العقل والرد بالحجة أولى وأنجح وأنجع؟
لكن أتعرف أين تكمن الكارثة الآن؟
لقد صار كل منا جهاز إعلام كامل، وكلماتنا تخترق كل الحدود، ولم تعد مجرد مناقشات فردية في غرف مغلقة.. وكنت أتوقع أن يؤدي هذا إلى تحول جذري في الأفكار والعقائد واختفاء الكثير مما بطل منها، لكن المؤسف أن القنوات الفضائية والمنتديات تحولت بكفاءة إلى قاذفات للهيب لإثارة الغضب والكراهية والتعصب، بدلا من استغلال الفرصة المتاحة غير المسبوقة في التاريخ، لاختراق الحصار الفكري الذي فرضه الكهنة والمفتون على عقول أتباعهم!
تحياتي
تعليق رقم 1
ردحذفزادك الله غيرة وحبا لدينيه
واسمح لي بالتعقيب على بعض ما تفضلت به
تقول :(كيف يمكن أن نلوم نجاد وخامنئي ونصر الله على أقوال شخص كويتي مشبوه)
سؤالك يوحي بأن قول ياسر الحبيب مجرد قول رجل شاذ
لا يمثل علماء الشيعة
فلم نلوم القوم إذن ؟!
أقول لك إن ياسر هذا وأمثالة لم يأتوا بهذا الشذوذ من قبل أنفسهم
لكن هذا ما تعلموا في الحوزات من مراجعهم الشيعية الكبرى المليئة بمثل هذا الشذوذ
ولذا نلومهم
لإصرارهم على اتخاذ هؤلاء الشواذ مراجع معتبرة
ونلومهم لامتناعهم عن إصدار حكم صريح في من قال بتحريف القرآن أو نقصانه أو تكفير الصحابة والمسلمين من غيرهم
حسن نصر الله هذا هو الذي وصف أستاذه الخميني بقوله :
(الإمام الذي لن تغيب شمسه على الإطلاق)
وإذا أردت أن تعرف شئ بسيطا عن شذوذ الخميني فأدعوك لقراءة كتاب (الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف)
لمؤلفه الدكتور سعيد حوى المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا سابقا مع العلم أن الدكتور سعيد حوى كان مناصرا للخميني وثورته في بدايتها
________________
كثيرا هي ما شاهدت مناظرات بين السنة والشيعة على قناة المستقلة
وكان الطرف السني دائما يطلب فقط أن يتبرأ من الشيعة من علمائهم الذين كفروا الصحابة والمسلمين السنة وقالوا بتحريف القرآن أو نقصانه ولكن لم يحصل لهم مرادهم
لماذا ؟
لأن الشيعة لو فعلوا لترتب عليه إسقاط أكبر مراجعهم العلمية ومن ثم إسقاط التشيع ذاته
استمع هنا لشهادة الشيخ القرضاوي واعترافه بأن أغلب الشيعة يؤمنون بنقصان القرآن
http://www.youtube.com/watch?v=52QIC6bLz8Uو إليك بعض طوامهم على سبيل المثال لا الحصر
يقول يوسف البحراني وهو من المراجع المعتبرة عندهم : ( على أنا لا نسلم أنها في حياته كانت من المنافقين لجواز كونها مؤمنة في ذلك الوقت وإن ارتدت بعد موته صلى الله عليه وسلم كما ارتد الجم الغفير المجزوم بإيمانهم سابقا ) أهـ
كتاب الشهاب الثاقب ص ـ 236
أبعد ذلك نلوم ياسر الحبيب المسكين لتكفيره وسبه لأم المؤمنين !
ويقول المجلسي في بحار الأنوار ( عن أبي على الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين عليه السلام قال كنت معه عليه السلام في بعض خلواته فقلت إن لي عليك حقا ألا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر وعمر ؟ فقال كافران كافر من أحبهما وعن أبي حمزة الثمالي أنه سئل على بن الحسين عليهما السلام عنهما فقال كافران كافر من تولاهما
قال : وتناصر الخبر عن على بن الحسين و محمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام من طرق مختلفة أنهم قالوا : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولاهم عذاب أليم : من زعم أنه إمام وليس بإمام ومن جحد إمامة إمام من الله ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا ...) أهـ
من كتاب بحار الأنوار - باب كفر المخالفين والنصاب صـ 137-138
أما نعمة الله الجزائري فيقول ( إنا لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبوبكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) أهـ
الأنوار النعمانية صـ 278
ولو أتيتك بروايات من الكافي وهو من أهم مراجعهم فلن ننتهي
ويمكنك الرجوع لكتاب (كسر الصنم) تأليف آية الله العظمى السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي
وهو شيعي مجتهد عندهم ضاق به الأمر مما وجده في الكافي من تناقضات للقرآن والعقل
وهو مع ذلك الكتاب الرئيس لقومه فألف هذا الكتاب لتحطيم صنم الكافي
والكتاب مطبوع وموجود في مصر
قد يقول لي قائل ولم تأخذ على الشيعة بقول هؤلاء فلعلهم قلة منبوذة ؟
أقول ادخل على هذا الموقع
وهو موقع رسمي تابع لأكبر مرجعية شيعية على الأطلاق (السيستاني)
وانظر في قائمة مراجع وعلماء
وابحث عن أسماء هؤلاء الذين ذكرت لك بعض أقوالهم من كتبهم
فإن رأيتهم فاعلم أن هذه عقيدة القوم وأن هؤلاء ليسوا بشواذ منبوذين كما يدعي البعض ____________________
تعليق رقم 2
ردحذفتقول أخي الكريم : (وهل سمعتم أحمدي نجاد يكفرنا لأن سيد القمني حصل على جائزة الدولة التقديرية منوزارة الثقافة المصرية على كتبه التي يتهم فيها الرسول بأنه تحايل ليسقى والدالسيدة خديجة الخمر لكي يوافق على تزويجها له، وغير ذلك من افتراءاته على سيد الخلقوالشريعة الإسلامية؟
هل قام خامنئي بتكفيرنا بأفعال الصوفية في موالدهم التي تصلإلى حد الشرك والطواف حول القبور، وسؤال الأموات الذين لا يملكون لهم نفعا ولاضرا؟
وهل قام نصر الله بتكفيرنا بسبب ما يقوله جمال البنا أو نوال السعداويوغيرهما في وسائل إعلامنا؟.. هل كفّرنا عندما نشرت وزارة الثقافة رواية وليمةلأعشاب البحر التي تسب القرآن والله سبحانه وتعالى؟.. هل كفّرنا حينما كرمت مكتبةالإسكندرية مؤلفها الكلب حيدر حيدر منذ عام أو عامين؟
هل قام الشيعة بتكفيرالعرب والسنة لأنهم يحاصرون غزة، وساهموا في تدمير أفغانستان والعراق وتفتيتالسودان، في ظل تحالفهم غير المشروط مع أمريكا وذيولها؟ )
في الحقيقة , نعم
الكثر من علمائهم يكفر السنة لكن لغير تلك الأسباب التي ذكرتَ
هم يكفروننا لعدم إيماننا بالركن الركين في الإيمان عندهم ألا وهو الإمامة
ولكن اسمح لي
فسؤالك غلط من الأصل
أنت تسأل وكأن المسلمين يعيشون أزى عصورهم التاريخة
حيث الحكومات العادلة المنتخبة والإسلام المهيمن على نظام الدولة وأبواب الجهاد المفتوحة
ولكنهم برغم ذلك اختاروا نوال السعدوي والقمني وخذلان إخوانهم في غزة!
لم هذا الخلط بين موقف الحكومات وموقف الشعب ؟
الحكومات العربية كما تعلم أخي الكريم وكما يعلم القاصي والداني
حكومات دكتاتورية لا تمثل إرادة شعوبها
بقدر ما تمثل إرادة الغرب ومصالحه
وبخصوص ما ذكرت فقد قام علماء ومفكرو مصر بكل ما يستطيعونه للتصدي للقمني وأمثاله
وقامت الشعوب الإسلامية بما تستطيع لنصرة أهل غزة
مما يدل على نخوتها وأن الحمية الدينية لا تزال فيها حية
ووجه كثير من العلماء كلمتهم إلى الحكام وطالبوهم بوجوب فتح باب الجهاد
(لكن الدور والباقي على اللي معاه السلاح والجيش وعند الجد مفيش غير الجعجعة والحنجرة)
تقول أخي الكريم : (عدونا الأول هو كل من يحتل بلادنا ويقتلتنا ويقتل إخواننا من المسلمين.. والخائن هوكل من يتحالف معه ويعينه على هذا بأي طريقة كانت، مباشرة أو غير مباشرة. )
جميل جدا
ماذا تقول في قتل الشيعة للمسلمين السنة في العراق وتصفية علماء المسلمين السنة في إيران ؟
استمع لشهادة الدكتور الكبيسي عضو هيئة علماء المسليمن في العراق
http://www.youtube.com/watch?v=n3rdASGksVQماذا تقول عن التحالف الأمريكي الإيراني في العراق وأفغانستان ؟
هل تعلم أن الاحتلال الأمريكي لم يكن ليتم لولا المساعدة الإيرانية ؟
في النهاية أقول :
الشيعة منهم أناس طيبون لا يرضون بسب الصحابة ولا يرضون بهذا الشذوذ
وهؤلاء في الحقيقة ليسوا بشيعة بل يمكن إدراجهم في أهل السنة
ومنهم الجهلة المغرر بهم وهؤلاء ندعوهم بلطف وعقل عسى الله أن يهديهم بنا
وأختم بهذا المقطع الذي يمثل وجهة نظري في التعامل مع عوام الشيعة
http://www.youtube.com/watch?v=G7N35vEJ3Xo
أخي الفاضل سررت بمعرفت حقا, هذ قبل كل شيء,
ردحذف1- أنا معك فقد أقنعتني
2- الواجب علينا ألا تنفلت أعصابنا أثناء النقد
3- الشيخ خالد عبد الله له الكثير من الحسنات فلا تغفلها
4- يسعدني أن ترى هذا الفيديو http://www.facebook.com/video/video.php?v=131986163515979&ref=mf
أمجد جابر:
ردحذفشكرا لتقديرك وتفهمك أخي العزيز.. وأشكرك على مقطع الفيديو.. هذا هو نوع النقاش المثمر الذي قد يكون سببا في هداية بعضهم، وتصحيح المغالطات التاريخية التي لديهم.
تحياتي
من خلال النقاشات التي خضتها حول هذا الموضوع في عدد من المنتديات، والتي أكدت أن هناك تيارا كاسحا من النفور وعدم الثقة والتخوين، وشيطنة الشيعة، أحببت أن أضع هذه النقاط هنا، لعل كل طرف يعرف أنه لا توجد فئة معصومة، ولا توجد فئة شيطانية:
ردحذف- يستفزني جدا من يقول إنه لولا إيران ما سقطت كابل وبغداد، ويتناسى بطريقة مدهشة أن غزو أفغانستان انطلق من باكستان السنية (منبع حركة طالبان) وأن الخيانة وصلت إلى أن صار الجيش الباكستاني يحارب الباكستانيين الإسلاميين ويشرد في سبيل ذلك ملايين المدنيين ويهدد بتمزيق البلاد، وأن غزو العراق انطلق من الكويت وقطر، وكان المجال الجوي السعودي مفتوحا أمام صواريخ وطائرات أمريكا، وكانت قناة السويس المصرية مفتوحة أمام حاملات طائراتهم، ومطارات المقطم محطة التزود بالوقود لقاذفاتهم القادمة من أوروبا.. فإن دقت إيران مسمارا في نعش كابول وبغداد، فقد صنع العرب والسنة كل أخشابه ودقوا كل مساميره الأخرى!!
- الحديث عن جرائم الشيعة العراقيين وخيانة السيستاني وباقي مراجعهم، هو كلام ظالم حاقد انتقائي، فالخونة في العراق منهم السنة والشيعة، ومجلس الحكم والحكومة العميلة فيهما سنة.. والأكراد السنة شاركوا في الغزو منذ بدايته وهاجموا الجيش العراقي من المشال بينما الجيش الأمريكي يزحف من الجنوب!!.. وكلنا شاهدنا آلاف التفجيرات التي حدثت في التجمعات والمزارات الشيعية، فلماذا لا تقولون إن السنة يبيدون الشيعة، كما تقولون العكس.. وكلنا توقعنا أن يحدث هذا منذ أول يوم للغزو، فهناك أطراف خارجية يهمها إشعال الفتنة كانت تقتل هؤلاء وهؤلاء، بل إن الشركات الأمنية الأمريكية كانت تقتل العراقيين في الشوارع على سبيل الترفيه دون اهتمام بدينهم ومذهبهم، وهذا مسجل بالصوت والصورة وظهر جزء من فضائح وجرائم هذه الشركات في المحاكم الأمريكية!!.. بل إن أكثر من تضرر في العراق هم النصارى، الذين قتلوا وهربوا من أحيائهم بل وهرب كثيرون منهم خارج العراق كله، رغم أنهم من نفس دين المحتل!!.. أرجو من الإخوة أن يتحلوا في نقاشهم بالعدالة القرآنية: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى".
- حزب الله الشيعي اللبناني، ظل يحارب إسرائيل وعملاءها في الجنوب عشرين عاما إلى أن هربوا كالجرذان.. وحينما حاربته إسرائيل عام 2006 وقف العرب السنة يسبونه ويساندون إسرائيل إعلاميا بالهجوم عليه.. وهو نفس ما فعلوه أثناء ضرب غزة عام 2008.. كانت الصواريخ تتساقط على النساء والأطفال وقناة العربية تذيع حوارات مع من ادعت أنهم فلسطينيون يلعنون حكم حماس للقطاع ويقولون إنها استبدادية فاشلة في إدارة القطاع، وبسبب الحصار الذي جلبته ارتفعت أسعار الطعام والسلع الأساسية.. وكانت قنواتنا المصرية تلقب خالد مشعل بنيرون العصر، وتلوم حماس على أنها السبب في قتل المدنيين برفضها الخضوع والاستسلام.. فهل سمعتم شيئا من هذا على قناة شيعية واحدة عربية أو إيرانية؟.. أفيقوا يرحمكم الله.. الحقيقة أنني لو كنت إيرانيا أو شيعيا لآمنت بيقين تام أن العرب السنة هم أكبر خطر يهدد الإسلام في هذا العصر!!.. وعلى رأي المثل: من كان بيته من زجاج، فلا يقذف الناس بالحجارة!.. إنني أحمد الله أني أعرف إلى أي مدى وصلت خيانات حكامنا، وأن من يحكموننا هم علمانيون لا يربطهم بالإسلام سوى خانة الديانة في البطاقة، وأن شعوبنا تختلف عن هؤلاء اختلافا جذريا.
- في حرب أكتوبر 1973 حاربت مصر وسوريا إسرائيل، واشتركت القوات العراقية على الجبهة السورية، وشارك طيارون عراقيون على الجبهة المصرية، كما شاركت قوات كويتية وجزائرية، وطائرات ليبية، وشاركت السعودية في التمويل، وكذلك عدة دول أخرى.. معروف أن سوريا دولة يحكمها شيعة وجيشها به شيعة ونصارى، ومعرف أن الجيش العراقي كان به شيعة ونصارى، كما كان بالجيش المصري نصارى.. بل شارك معنا في الحرب طيارون وثنيون من كوريا الشمالية وهذه معلومة كشفها الفريق الشاذلي رئيس الأركان في مذكراته عن حرب أكتوبر.. كما هو واضح: كل هؤلاء كان لهم عدو واحد مشترك، واختلطت دماؤهم جميعا في محاربته.. وهذا ينفي الأفكار المريضة التي تشكك في انتماء الشيعة أو غيرهم لأوطانهم.. على الأقل الجميع يشتركون في كراهيتهم لليهود وإسرائيل، وهو إرث مشترك يجب علينا تنميته واستثماره لأننا في أشد الحاجة إليه.. لكن المثير للسخرية أن محور الاعتدال لا يضم إلا السنة، بينما محور المقاومة اليوم لا يضم إلا الشيعة (باستثناء حماس الذي وصموها بالتحالف مع إيران بدورها)!!
>>> يتبع
- لاحظوا أنكم لا تكرهون سوريا (المحكومة شيعيا) كما تكرهون إيران.. السبب هو تركيز الحملة التنفيرية ورسائل الكراهية على إيران لا غيرها.. وأكبر سخرية في الأمر، هو أن من خاننا في حرب أكتوبر هو الملك حسين السني سليل الهاشميين، الذي أخذ طائرته العمودية وذهب ليحذر إسرائيل من أن مصر وسوريا تخططان للحرب فلم يصدقوه!!.. وقبلها حينما شن حربه القذرة على ياسر عرفات والفلسطينيين في الأردن في أيلول الأسود، خرجت الدبابات السورية لإنقاذ الفلسطينيين، فلم يوقفها إلا الطائرات الإسرائيلية!!
ردحذفإن الخيانة بلا دين ولا وطن.. ولا أحد يولد خائنا، بل العكس هو الصحيح، فحب الوطن فطرة في كل بشري مهما كان دينه، والتاريخ حافل بمن ضحوا بأرواحهم لحماية أزواجهم وأولادهم وأوطانهم، وثنيين كانوا أو موحدين!.. كما أنه حافل أيضا بمن باعوا كل شيء في سبيل كراسيهم!!
- إذا صدقنا زعما أن بن العلقمي الشيعي هو الذي ضيع الخلافة العباسية (وقد كانت تحتضر أصلا وكانت صورية، ولم يتدخل أمير واحد من أمراء الشام أو مصر أو أي ولاية أخرى لإنقاذ بغداد، بسبب الحروب بينهم وعدم ولائهم للخلافة، ولم يتحرك الجيش المصري لصد المغول إلا بعد سقوط الشام فعلا وتهديد المغول لمصر).. فماذا نقول إذن عن أكبر خيانة سنية عربية في العصر الحديث، وهي الثورة العربية على الأتراك (السنة) أثناء الحرب العالمية الأولى بقيادة الشريف حسين وآل سعود، بدعم وتحريض من الإنجليز، وهي الخيانة التي أدت إلى خروج الأتراك من فلسطين واحتلال الإنجليز لها، فكانت البداية الفعلية لدولة إسرائيل، التي هي سبب كل ما نعانيه حتى اليوم، وخسرنا بسببها أموالا طائلة ومئات الآلاف من الشهداء، وتخلفنا عن كل الأمم التي حولنا؟.. وكانت هذه الخيانة، سببا في ضياع القدس، كما كانت من أسباب انهيار الخلافة الإسلامية نهائيا، لأنها ساعدت على هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى!.. فإن كان العلقمي الشيعي ضيع (خلافة)، فقد ضيع حكام السنة (الخلافة) كلها!!.. وما زالوا يكافئون على هذه الخيانة بحكم الإمارات التي رسمها لهم الإنجليز حتى اليوم!!
- الذين يستشهدون بأن الشيعة يكفروننا، لا ينتبهون إلى المفارقة الساخرة في كلامهم، فنحن أيضا نكفر الشيعة!!.. فإن كان تكفيرهم لنا خطيئة فماذا عن تكفيرنا لهم؟.. سيقول لي شخص إننا على الحق.. يا عزيزي: هم أيضا يظنون أنهم على الحق!.. كل إنسان في هذه الدنيا يظن أنه على الحق، وهذا هو السبب في اختلاف عقائد الناس.. هل تظن أن هناك من يؤمن بشيء لا يصدقه أو لا يظن أنه الحق؟.. إذن فالسباب والعصبية ورسائل الكراهية ليست هي الحل.. الحوار والجدال بالحسنى وتبيان الأدلة ودحض المزاعم بالحجة، هي الطريق الأمثل لتغيير قناعات الناس.. مثلا: إن كان هناك من الشيعة فعلا من يؤمن بنقص القرآن، فهذه فرصة ذهبية لردهم عن باطلهم، بآية واحدة من القرآن نفسه: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".. فإن حرف أئمتهم تأويلها، وضحناها لهم وأثبتنا لهم زيف أئمتهم.. لكن البعض يستسهل بدلا من هذا أن يلقي باتهامات التكفير، وكيل السباب وإرسال رسائل الكراهية.. ناسيا أن عليه أمانة إنقاذ هؤلاء الناس من جبال من الكتب المضللة والتفاسير الزائفة التي تراكمت على عقولهم طوال 1400 عام، فحجبت عنهم الحقيقة، وجعلتهم يوجهون طاقتهم لمحاولة هدايتنا إلى باطلهم الذي يظنونه حقا.. ولاحظوا أن هذا التراث المتوارث لا يفلت منه إمام أو مأموم.. أي أن عامتهم وأئمتهم في ذلك سواء، وتكفير أئمتهم بفتاوى تعود إلى أكثر من ألف عام، يتجاهل أن أئمتهم الموجودين الآن لم يكتبوا شيئا من تلك الكتب، وتم غسيل أمخامخم عبر هذا التراث الذي تشربوه من طفولتهم رغما عنهم.. فبأي حجة تكفرونهم دون أن تجادلوهم أولا وتثبتوا لهم الحقيقة، وتتركوا لهم الفرصة لمراجعة تراثهم؟!
- إيران ستصير دولة نووية.. وأمامنا احتمالان لا ثالث لهما: إما أن تهددنا نحن بسلاحها النووي الذي لن تسمح لنا أمريكا بامتلاك مثله، وإما أن تهدد أمريكا بهذا السلاح.. فلماذا تحاولون جعل الاختيار أمام الإيرانيين والشيعة سهلا لهذه الدرجة؟.. مع ملاحظة أن تهديد إيران لنا بقوتها العسكرية، لن تحمينا منه قواعد أمريكا وحلفائها التي ستملأ أرضنا وستستنزف ميزانياتنا.. فالتهديد الأكبر الذي بدأ يلوح، هو الثورات الشيعية المتحمسة التي ستحدث في بلادنا، ورأينا بوادرها في اليمن والبحرين.. إن صراخ شيوخنا وردهم على الاستفزاز بالعصبية والغضب المجنون، لن يؤدي إلى شيء إلا تسريع هذه الثورات والفوضى!!.. وبدلا من هذا علينا أن نتحلى بضبط النفس، واستخدام الحجة ووسائل الإعلام المتاحة كأقوى سلاح في يدنا في الوقت الحالي، لمحاولة استمالة الشيعة العرب أولا، قبل أن نجد طريقة لمخاطبة شيعة إيران.
تحياتي
الأخ غير معروف:
ردحذفوجدت منذ قليل تعليقيك في البريد غير المرغوب فيه (ولا أدري لماذا) فنشرتهما.. لعل في ردي السابق ما يرد عليك.
تحياتي