مطرودون : لا يُسمح بالذكاء!
Expelled: No intelligence allowed
المقطع الثامن
في هذا المقطع، نقابل الدّكتور ريتشارد ويكارت مؤلف كتاب "من داروين إلى هتلر"، الذي يؤكد لنا أن هتلر والكثير من الأطباء الذين نفّذوا برنامج إبادة المرضى والمعاقين، كانوا من الدارونيين شديدي التعصب، وهم نتاج الفكر العنصري الذي ساد أوروبا وأمريكا في عشريات وعشرينات القرن العشرين، والذي كان من طرحوه يعدون من العلماء البارزين، لاستنادهم على أفكار داروين والصراع من أجل البقاء وسباق الأجناس إلى آخر هذه الخزعبلات التي نفاها العلم الحديث، فتحليل DNA يثبت أن الفروق بين أي فردين في الشفرة الوراثية لا تتجاوز 15%، سواء كانوا من نفس العرق أو اللون أو البلد أو لم تكن تربط بينهم أي صلة نسب أو مواطنة جغرافية!
ورغم أن الإعلام اليوم يركز هجومه على العنصرية النازية، إلا أن الولايات المتحدة نفسها شهدت في القرنين الماضيين أسوأ مظاهر العنصرية والتمييز ضد الزنوج والآسيويين وبقايا الهنود الحمر، بل وصل الأمر إلى أبعد من هذا، فقد تورط الطب الأمريكي في النصف الأول من القرن العشرين في أسوأ وصمة في تاريخه، تحت ذريعة ما أسموه باليوجينيا، أو علم تحسين النسل، فتم تعقيم أكثر من 50 ألف إنسان في أمريكا إجباريا لمنعهم من التناسل، بحجة أنهم مرضى أو ضعفاء أو من أجناس منحطة.
ويدق الفيلم ناقوس الخطر، ليحذرنا من أن منبع هذه الأفكار القاتلة والمريضة ما زال موجودا إلى اليوم (وهو الداروينية)، وأن مثل هذه الممارسات غير الآدمية ما زالت تحدث إلى اليوم، وأكبر دليل على هذا، الجدل الدائر في الولايات الأمريكية حول إباحة الإجهاض والقتل الرحيم (أي قتل المريض الميئوس من شفائه بحجة إراحته من عنائه، وفي الحقيقة هو لتوفير تكاليف العلاج!!)، وكلاهما في النهاية أمران نابعان من النظرة الداروينية الدونية للإنسان، التي تعتبره مجرد نتاج صدفة ولا تختلف حياته عن موته في شيء، وأنه إذا صار عبئا اقتصاديا فيجب التخلص منه فورا!
لعل هذا يستدعي إلى أذهاننا كيف يشيطن الأمريكان أعداءهم، ويجعلونهم أدنى من البشر وأقرب إلى الوحوش، ويصورونهم كأعداء للبشرية والإنسانية، حتى يسهل عليهم إبادتهم بضمير مستريح!!.. لقد فعلوا هذا عندما أبادوا الهنود الحمر الذين ينعتوهم إلى اليوم في كتبهم التاريخية بالهمج المتوحشين الوثنيين، وفعلوه عندما استعبدوا الزنوج الذين اعتبروهم أدنى في سلم التطور وأقرب إلى القرود، ويفعلونه الآن مع المسلمين الذين يصورونهم كإرهابيين مجرمين بلا رحمة ولا إنسانية!.. إنه فكر استئصالي عنصري مريض، جذوره قديمة، وقد أذكته نظرية داروين، وما زال حيا ومضطرما وفعالا إلى اليوم!
ثم يأخذنا بين ستاين إلى نصب تذكاري ليذكرنا بمجازر هتلر ضد اليهود.. بالطبع لا يستطيع بين ستاين أن يكون يهوديا دون ذكر الهولوكوست!
على كل حال، شكرا له، فقد لفت انتباهنا إلى ثلاث مفارقات في غاية السخرية:
الأولى: أن اليهود لا يقلون عنصرية عن النازيين، فهم ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم شعب الله المختار، وباقي الأجناس أدنى منهم ويحق لهم استعبادهم وصرقتهم وقتلهم.. هذا رغم أنهم جماعة دينية مختلطة الأجناس وليسوا جنسا صافيا!.. فلم يلوم بين ستاين النازيين والداروينيين؟
الثانية: أن مجازر اليهود ضد الفلسطينيين وتهجيرهم من بلادهم وسجنهم وتعذيبهم وهدم منازلهم طوال العقود الستة الماضية، يفوق بمراحل ما زعموا أن هتلر فعله بهم!
الثالثة: أن هناك قوانين في كل دولة أوروبية وفي أمريكا تجرم من يشككك في حقيقة الأرقام التي ادعاها اليهود عمن أبيدوا منهم في الهولوكوست، والتي كان هدفها الأساسي إرعاب يهود أوروبا وحثهم على الهجرة إلى فلسطين، فالحقيقة أن اليهود كانوا مجرد جزء ممن عذبهم هتلر في معتقلاته العنصرية من مختلف الأجناس، ورغم أن هذا لا يقلل من بشاعة ما حدث، إلا أنه لا يبرر التهويل اليهودي في الأمر، واستمرارهم في ابتزاز ألمانيا بالتعويضات المالية والعسكرية إلى اليوم، دونا عن باقي الشعوب والأجناس التي أجرم في حقها النازيون.
ما يعنينا هنا هو التركيز على وجه الشبه بين قمع أنصار نظرية التصميم الذكي في الأوساط العلمية والإعلامية، وقمع كل من يجرؤ على التشكيك في الهولوكوست، مما يعطينا فكرة واضحة للغاية عن مدى حرية الرأي التي يتمتع بها الغرب فعلا!!!
وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- في عام 1979م اتهمت الجمعيات اليهودية في فرنسا الفرنسي (روبير فوريسون) بتهمة تزوير التاريخ وإثارة الحقد العنصري من خلال كتابه "الأكذوبة التاريخية" وقد صدر حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر والغرامة بمبلغ 5000 فرنك ودفع تعويضات قدرها 10000 فرنك مع إجباره على نشر الحكم على نفقته في الصحف الفرنسية.
- وفي عام 1986 تحرك اللوبي الصهيوني في فرنسا لإلغاء رسالة الدكتوراه التي حصل عليها الفرنسي (هنري روك) من جامعة "نانت" الفرنسية، والتي انتقد فيها مصادر الهولوكوست ، وأكد أن غرف الغاز والمحارق النازية لاوجود لها؛ لذلك ألغيت الرسالة وطرد من الجامعة ، وتم إيقاف الأستاذ المشرف على الرسالة عن عمله.
- وفي عام 1988 في كندا حوكم الناشر الكندي (ارنست زندول) بتهمة نشر مواد غير حقيقية في كتيّب فنّد فيه مزاعم اليهود في قضية الهولوكوست، وأكد أنها " وسيلة لابتزاز الشعب الألماني ". وقد تمت تبرئته من هذه التهمة دعماً لحرية الرأي في كندا.
- وفي عام 1990 نجح اليهود في فرنسا باستصدار قانون "غايسو" الذي يعاقب كل من ينكر تعرض اليهود للمحارق النازية . وبموجب هذا القانون حوكم المفكر الفرنسي (روجيه جارودي) بسبب كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية " والذي فضح فيه أكاذيب اليهود الدينية والتاريخية والسياسية ، ووضح العلاقة بين أكذوبة الهولوكوست وقيام دولة إسرائيل ، وقد حُكم على جارودي بالسجن لمدة سنة مع وقف التنفيذ نظراً لكبر سنه.
لمزيد من التفاصيل، أرجو قراءة هذه المقالات:
أخيرا: هذا هو رابط المقطع الثامن من فيلم Expelled:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.