اللـقـــاءُ الأخـيـــــر
جلسنا
لم نَقُلْ شيئًا..
لأنّ الصخرَ ألجمَ مهجتينا
ولم يَغْفُ الحنانُ براحتينا
لأن الشوكَ عشّشَ في يدينا
تحسّرنا بإطراقٍ حزينِ
رسمنا دمعتينِ بلا أنينِ
تلافينا التقاءاتِ المعاني في العيونِ
فهنّ بالبردِ احتفينَ
نهضنا
فانتهينا
أكنّا لحظةً ما في طريقٍ؟
نُزيّفُ من خطايانا خُطَيّاتِ المُنى؟
نغنّي للزّمانِ كنسمتينِ من السَنَا
ونحن نُكِنُّ أحقادَ الرّياحْ؟!
عرفتُ الآن كيفَ رأيتُ زهرةَ عمرِنا
ـ في شَعْرِكِ المجدولِ قُضبانًا ـ
تموتُ بلا صباحْ
وكيف اغتالتِ الأشباحُ نَجوانا
بليلٍ مثلِ ظنّي
وكيف وكيفَ ...
لا يُجدي الكلامُ عن الجراحْ
لأنّا لم نكُنْ شيئًا تعبنا
عزفنا نبضَ قلبينا معانيَ لم نكُنْ أهلا لها
لأنّا طولَ ما قُلنا كَذَبنا
لأنّي خائنٌ شرّيرُ أحلامٍ
وأنتِ موائدُ السُّمِّ الزُّعافِ،
وكعكةٌ منقوشةٌ بالشّهدِ تحملُ شَمعَنا
وصدّقنا.. وذُقنا!
وعشنا في غضونِ الزّورِ نبني قبرَنا
بعيدا فلتغيبي الآن عنّي
فلا أنا منكِ في شيء ولا ما كنتِ منّي
لقد زالت غشاواتُ التّمنّي
وداعا.. ليس يجمعُنا طريقْ
محمد حمدي غانم
2003
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.