عشرون عاما من الكتابة
(1/5)
عشرون عاما مضت منذ أن أمسكتُ القلم لأول مرة لأكتب شيئا من إبداعي.
عشرون عاما من المتعة الممزوجة بالألم.. فالكتابة معاناة، وذات الأديب قلقة لا تهدأ، نهمة لا تشبع، طموح لا تقنع.
عشرون عاما غيرتني فيها كتاباتي، وأضافت إليّ مثلما أضفت إليها.. فقد دفعتني الكتابة إلى القراءة، والتأمل والتفكير والبحث، وتمحيص الواقع والتحليق في عوالم الخيال، كما أنها تدخلت في كل اختياراتي وغيرت مسار حياتي أكثر من مرة.
عشرون عاما أعترف أني خسرت خلالها الكثير بسبب الكتابة، أو بمعنى أصح: تنازلت عنه طواعية.. لكني من وجهة نظري كسبت أكثر.
عشرون عاما لم أتوقف خلالها عن الكتابة.. فقط كنت أتنقل كالفراشة بين أزهار الأنواع الأدبية والفكرية المختلفة..
فإن توقفت عن كتابة القصة انغمست في كتابة الرواية..
ثم يجذبني المقال لأتركه إلى عوالم الشعر والخواطر..
فإن هجرت كل هذا كتبت المسرحيات القصيرة..
وحتى حينما أدهشني عالم البرمجة بسحره الرائع، كنت أكتب برامج لوزن الشعر والتحليل الصرفي والبحث في المعاجم، وكان ذلك سببا في إجادتي لعلم العروض وكتابتي لدروس مبسطة فيه، وتعرفي على الكثير من جذور اللغة العربية ومفرداتها.
ثم تطور الأمر إلى ترجمة مرجع علمي، لأصل بكل هذه الخبرات إلى تأليف كتبي الخاصة في مجال البرمجة، محاولا أن أبسط التعليمات البرمجية بأسلوب عربي صحيح وواضح مرن غير متجهم وخانق، والأهم هو نحت بعض المصطلحات العربية المعبرة المستساغة لترجمة المصطلحات البرمجية الجديدة التي لا يمكن أن يقبل القارئ العربي ترجماتها الحرفية المباشرة.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.