لماذا يريد الشعب الانتخابات،
ولماذا يرفضها أعداء الثورة؟
الانتخابات هي شرط نجاح الثورة نفسها، وبدونها يظل الوضع الفوضوي المريض الحالي مستمرا إلى أن تنهار مصر.
منذ شهر مارس الماضي من قبل الاستفتاء، ونحن نقول إن طول مدة بقاء المجلس العسكري في الحكم ستورطه في المشاكل وتدخله في صراعات لا ناقة له فيها ولا توكتوك، وتهدد بدمار آخر عمود في البيت.. أليس هذا ما يحدث الآن؟
وقد قلنا نعم لتكون هذه الانتخابات في شهر 6 الماضي، لكن العلمانيين لعنهم الله، إضافة إلى زيارة هيلاري كلينتون لمصر، جعلوا المجلس العسكري يماطل ويؤخر الانتخابات، ويخسر تأييد 77% من الشعب لصالح أقلية ملعونة زينت له سوء عمله، فانظروا إلى أين أوصلوه؟!
والانتخابات هي التي ترسم حجم كل قوة سياسية على الأرض، وتعطي الشرعية لمن يختارهم الشعب.. والشرعية هي الكلمة السحرية في أي نظام حكم، فالناس تخضع لمن تظن أنه يملك هذه الشرعية، بل وتدافع عنه بدمائها وأبنائها إن لزم الأمر.. وفي النظم الملكية يصعب الانقلاب على الحكم الوراثي، لأن كل ولي عهد يملك هذه الشرعية.. وفي النظام الجمهوري أطاح الشعب بمبارك وابنه لأن توريث السلطة غير شرعي من وجهة نظرهم.
وحينما تجري الانتخابات، سيصير وضع المجلس العسكري وحكومته غير شرعي، ولن تنفعه دباباته وطائراته في فرض الأمر الواقع، لأنه يعلم جيدا ماذا يمكن أن يفعل الناس به إذا انقلب على الشرعية.. لكن الذين يعرفون أن الانتخابات ستسحب منهم الشرعية وتحرمهم من مصالحهم، يفعلون المستحيل لإشعال البلد لمنع الانتخابات.
الانتخابات هي كل شيء.. هي الثورة وشرعيتها، ودليل نجاحها في فرز نخبة حاكمة جديدة من اختيار الشعب لأول مرة، كنقيض لمجلس شعب 2010 المزور المنحل ورموزه القابعين حاليا في سجن طره.. وهذه النخبة الجديدة ستزيح النخبة القديمة المتعفنة من أماكنها، وستحاسب من بقي منها في منصبه، وتعمل على إزالته.
الانتخابات هي سبب قيام الثورة، وهي دليل نجاحها، وسرعة إجرائها هي الضمانة الوحيدة لحماية جيش مصر في ثكناته، بدلا من أن يظل في الواجهة معرضا لمواجهات داخلية ليس مسئولا عنها.. كما أن الانتخابات هي الضمانة لتطهير باقي المؤسسات من سرطانات عهد مبارك، والتأسيس لعهد جديد بدستور شرعي وقوانين تجتث الفساد بدلا من أن تحميه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.