المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

شهداء الدستور!!!

شهداء الدستور!!!

تخيلوا أن كل هذه الفوضى والصدامات والجدل العقيم وعشرات الشباب الذين سقطوا قتلى عبثا، هي بسبب الصراع على من سيكتب الدستور: الإسلاميون أم العلمانيون؟!!
لكن السؤال الذي يغيظني هو: لماذا يجب أن نكتب الدستور الآن أصلا؟
إن هو إلا كلام على ورق.، والذين وضعوا لنا دستور 23 ليس لديهم دستور مكتوب أساسا (الإنجليز).
وأنا أقول منذ بدأت هذه المعركة الهلامية الوهمية، إن كتابة الدستور آخر ما يجب أن نفعله في هذه الثورة، ولو كان هناك رجل شجاع في مصر، لطالب بتأجيل كتابة الدستور لعشر سنوات إلى أن تستقر الدولة، ويتضح شكل الحكم فيها، وهويتها التي يريدها الناس، ونظامها الاقتصادي الذي يحقق النمو والعدالة الاجتماعية.. بعد هذا ندوّن كل هذا في الأوراق ويصير دستورا.
أما الآن، فإن كل فريق يريد أن يكتب ما في رأسه وهواه لفرضه على الآخرين وعلى الشعب، وهذا وهم فوقيّ غبي، لأننا في حالة ثورة قامت بسبب مثل هذا التسلط القمعي وفرض الأفكار بالإكراه، وكل كلمة لا تعجب الناس سيرفضونها عمليا على أرض الواقع بالصدامات والمظاهرات والاعتصامات.
وإلا فليخبرني أحد: أين هو قانون تجريم التظاهر والاعتصام الذي يضر بالمصالح العامة ويعطل العمل؟.. هل استطاع أحد تطبيقه؟
والأهم من كل هذا:
لقد كتب الذين طردوا السفير الإسرائيلي مادة من مواد هوية مصر في الدستور.
وكتب الدمايطة مادة من مواد حماية البيئة في الدستور.
وكل تصرف سيستقر عليه الناس في السنوات العشر التالية، سيكون جزءا من الدستور، وأي تعارض بينه وبين الكلام المكتوب بالحبر، سينتهي في النهاية إلى تغيير الدستور عشرات المرات!
لكل هذا، كنت منذ أول لحظة واحدا من أشد أنصار إجراء الانتخابات أولا، فالانتخابات خطوة عملية على أرض الواقع لإفراز نخبة الثورة الممثلة للإرادة الشعبية.. أما كتابة الدستور الآن، فهي الوسيلة المضمونة لجعل حفنة من البشر، يفرضون علينا كيف نعيش حاضرنا ومستقبلنا!
أرجو أن تتبنوا معي دعوتي هذه لتأجيل كتابة الدستور النهائي لمصر إلى عشر سنوات على الأقل، والعمل بالإعلان الدستوري إلى ذلك الحين.. هذا كفيل بإيقاف كل هذه الحروب الكلامية المسعورة، والصدامات الدموية على الأرض، وإنقاذ مئات الشباب من الموت في عمر البطيخ، وجعلنا نتفرغ للعمل من أجل إنقاذ دولة منهارة مفلسة على وشك إشهار إفلاسها علنا!
وألسنا مسلمين يحكمنا شرع الله أولا وآخرا؟.. فإن اختلفنا في شيء فلماذا لا نرده إلى الله ورسوله (أي كتابه وسنة نبيه) كما يأمرنا القرآن الكريم؟
إن الدستور ليس قرآنا نتعبد به، ولا هو حجابا للرقية يحمي من العين، لا ولا هو يعالج الأمراض إن نحن بللناه وشربنا ماءه!.. إنه مجرد بدعة، هناك من سادتنا الذين علموها لنا من لا يعمل بها أصلا، فلماذا نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه، ودستوريين أكثر من مخترعي الدساتير؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر