خذوا من الفقراء وأعطوا الأغنياء!!
نعم.. تلك هي القاعدة التي كانت عصابة مبارك تعمل بها!!
واللص بطرس غالي أعلن صراحة في سنواته الأخيرة عن خطته لزيادة حصيلة الضرائب عدة مليارات عن طريق التركيز على صغار الممولين (يعني الطبقة المتوسطة المطحونة، ومن أشهر تداعيات ذلك إضراب الصيادلة بسبب محاولته "التركيز" عليهم كممولين!!)
والآن لكي تتحقق العدالة الاجتماعية، دعونا لا نتكلم عن ضرائب تصاعدية ولا إلغاء الدعم عن الطاقة والخدمات التي تذهب لمصانع الأثرياء.. دعونا فقط ندعو الحكومة إلى إعادة النظر في الإعفاءات الضريبية التي تمنح للأثرياء مقابل مصالح حفنة من الفاسدين في قطاعات الدولة المختلفة.. فمثلا:
- الإعلان في الجرائد والتلفزيون تقابله إعفاءات ضريبية.. وطبعا توزع أرباح الإعلانات على رؤساء التحرير وكبار الصحفيين والمذيعين، بينما الصحف والقنوات نفسها تخسر كل عام ملايين الجنيهات!!.. والسؤال الذي يحيرني: كيف تصرف المكافآت والأرباح لموظفين يجعلون مؤسساتهم تخسر سنويا؟!!.. ونتيجة لذلك امتلأ تلفاز الدولة بإعلانات هابطة ضيعت وقت المشاهدين، وخصمت نقودها من موارد الدولة، وذهبت لحفنة من اللصوص!!
- وتجميل ميادين المحافظات يكون مقابل إعفاءات ضريبية.. لهذا تشاهدون نافورة هنا أو هناك مكتوب عليها إهداء من شركة كذا أو محل كذا.
- وهناك إعفاءات ضريبية عن التصدير، بل معونات من الدولة لبعض الشركات لتشجيع التصدير، وهو باب فساد كبير لتوزيع نقود الدولة على شركات شبه وهمية!!
ومثل هذا الكثير من الأمور.
ناهيكم عن أن معظم الأثرياء لا يدفعون الضرائب ويتهربون منها أصلا، وحينما تكتشف الدولة تلاعباتهم وتأخرهم عن دفع مئات الملايين، تخرج شعارات التيسير على المتعسرين ومفاوضات لإسقاط جزء من الضريبة، وتسديد الباقي على أقساط مريحة بدون إضافة الفائدة المعمول بها في البنوك الربوية!!
الغريب أنه لا توجد إعفاءات ضريبية لمن يتبرع للجامعات والمستشفيات وما شابه، وهو أمر معمول به في الدول المتقدمة لتشجيع العلم وتحسين الخدمات الصحية.
وفي النهاية نكتشف أن الفقراء فقط هم من يدفعون الضرائب في مصر، بينما لا يصل إليهم معظم الدعم الذي ينهبه الأغنياء واللصوص!!
يجب تطهير عش الفساد الضريبي كاملا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.