المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

مقترحات هامة بخصوص حركة المحافظين الجديدة

مقترحات هامة بخصوص حركة المحافظين الجديدة

(1)
في حركة المحافظين الجديدة، أرجو أن يتقلص عدد لواءات الجيش والشرطة إلى أقصى حد، وحبذا لو لم يعينوا محافظين أصلا!.. فهم معتادون على إصدار الأوامر بلا نقاش، ومجاملتهم بتعيينهم محافظين ووزراء بعد انتهاء خدمتهم، يعني وضعهم في مواجهة مشاكل مدنية غير معتادين عليها، كما استخدامهم للديكتاتورية العسكرية في مواجهة المدنيين إلى قمع الأفكار الخلاقة وتأجيج المشاكل.. كما أن الناس بعد ثورة يناير لم تعد تسمع وتطيع في رعب كما كان في الماضي، ووجود قيادات عسكرية في المحافظات يتسبب في حدوث احتكاكات كثيرة، خاصة أن هؤلاء اللواءات لا يحتملون النقد.
إذن فهناك ضرورة ملحة في تعيين مدنيين من مختلف التخصصات كمحافظين، بحيث يوضع كل شخص ناجح خبير، في المحافظة التي تتناسب خبراته ومشاريعه مع طبيعتها الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية.
وأقترح تعيين لواءات الجيش والشرطة كمستشارين عسكريين وأمنيين للمحافظ المدني، وبهذا نضمن السيطرة الأمنية والسياسية على المحافظة، دون حرمانها من الخبرات المدنية الخلاقة.

(2)
كذلك أحذر من تعيين محافظين مسيحيين بنظام المحاصصة،
فلا توجد محافظة واحدة في مصر أغلبيتها من النصارى، وبالتالي سيوضع المحافظ المسيحي في الحرج عند معالجة شئون طائفته خوفا من اتهامه بالمجاملة، كما أن أي خطأ يقع فيه تجاه المسلمين وشعائرهم أوقافهم، يمكن أن يؤدي إلى كارثة.. بل ربما تحدث مشاكل بينه وبين التيارات السياسية الإسلامية التي من المتوقع أن تكتسح انتخابات المحليات، وقد يفسر المشادات بين الطرفين على أنها طائفية، مع أنها ستحدث لا محالة لأنها جزء من العمل السياسي.. علينا أن نعترف أن ثقافة الناس لم تنضج بعد.
ولحل هذه المشكلة، أقترح تعيين عدة نواب للمحافظ منهم نائب مسيحي لرعاية شئون طائفته، وكذلك نائب نوبي في المحافظات التي يكثر فيها الإخوة النوبيون كمحافظة أسوان.. وبهذا نحقق كل الفوائد والمصالح ونُرضي جميع الأطراف دون تهميش ودون الدخول في صراعات وحزازات، ونستفيد من كل الخبرات.

(3)
أخيرا: يجب ألا يبقى أي محافظ في منصبه بعد سن الخامسة والستين، ليكون قادرا جسديا وصحيا على أداء مهامه.. وفي هذا الخصوص أرجو من سيادة الرئيس توجيه تعليمات حازمة للمحافظين الجدد بعدم الجلوس في مكاتبهم المكيفة في مبنى المحافظة، وبدلا من ذلك يخرج كل محافظ يوميا لزيارة قرية أو مدينة صغيرة أو حيا من أحياء عاصمة المحافظة، ليتفقد أحوال محافظته وأهلها.
أليس المحافظ هو نائب رئيس الجمهورية في محافظته؟.. فلماذا لا يكون عينه التي تطلع على أحوال رعيته، ويتابع بنفسه بطريقة حية كل ما يعجز الرئيس عن متابعته إلا من خلال التقارير الصماء؟
من وجهة نظري أن مسئوليات المحافظ يجب أن تعدل ليكون دوره الرئيسي هو المرور على كل شبر في محافظته في جولات منتظمة وعادلة، وتترك المهام المكتبية والورقية لنوابه ووكلائه والإداريين من موظفي المحافظة.. هذا سيحقق الفوائد التالية:
-  سيدعّم هذا انتماء المحافظ للمحافظة، ويجعله يشعر بهموم الناس ويتفاعل معهم، ويسمع مشاكلهم منهم مباشرة دون وسيط، مما يمكنه من نقل صورة حقيقة للرئيس عن أحوال البلاد والعباد.. ويشترط لكي يتحقق هذا أن تخصص للزيارة معظم ساعات اليوم، وألا تقتصر الزيارة على منطقة الاستقبال الرسمي، بل يجوب المحافظ معظم أرجاء القرية أو  المدينة أو الحي، ليعايش معاناة الناس بنفسه.. ومن جميل الاتفاق أنني بعد كتابتي لهذا، شاهدت لقاء أجرته "الجزيرة مباشر مصر" مع محافظ الفيوم، وقال فيه إنه زار الكثير من القرى، ولمس معاناة الناس بنفسه، حتى إنه تأثر جدا بمشاكلهم، وصار عاجزا عن النوم دون حلها، وأنه يتذكر معاناة الناس من أجل الحصول على المياه كلما فتح صنبور المياه ليتوضأ.. وجود المحافظ بين الناس يحولهم من أرقام على ورق إلى كائنات حية تعيش في وجدانه.. نريد أن يكون هذا من صميم عمل المحافظ وليس تطوعا يفعله البعض أحيانا ويغفله الآخرون طول الوقت!
-  احتكاك المحافظ بالناس يوميا سيجعله يعاملهم بمنتهى الاحترام والاهتمام، خوفا من ردود فعلهم الغاضبة وهو بينهم :).. وهذه بالتأكيد مهارة سياسية ستضاف إلى رصيد خبراته :)
-  كالمعتاد: كل مكان سيزوره المحافظ سيلقى عناية فائقة قبل الزيارة من قبل موظفي المجلس المحلي، مما يعني إصلاح الأعطال ورصف ما تكسر من الطرق، وحل ما تعثر من المشاكل، وتنظيف الشوارع.. إلخ.. بهذا سنضمن على الأقل أن 27 قرية في مصر ستحصل على الاهتمام كل يوم :)
-  التقاء المحافظ في كل زيارة بالمثقفين والسياسيين والشباب والأعيان، يتيح له سماع اقتراحاتهم وتصوراتهم لتطوير بلدتهم أو محافظتهم ككل.. وهذا يساعد على إخراج المسئولين في مصر من الصندوق المغلق أحادي الفكر الذي اعتادوا التقوقع فيه!
-  ومن المزايا الهامة لهذا الاقتراح، أنها ستجبر متخذ القرار على اختيار محافظين أصغر سنا، ما بين الأربعين والخامسة والستين، ليمتلكوا الحيوية الكافية للتجوال اليومي في محافظاتهم.. لقد سقمنا من الديناصورات الهرمة التي لا تفعل شيئا سوى توقيع الأوراق في الغرف المغلقة!
-  كما سيجبر هذا الاقتراح متخذ القرار على اختيار محافظين لبقين لهم شعبية وشخصيات مؤثرة، ولديهم طلاقة في الكلام وثقافة عامة، وفهما شاملا بظروف المحافظات التي يعينون فيها، ورؤية تنموية لتطويرها.. وهذا بالتأكيد سيحطم قالب الجبس العتيق الذي يحصر المحافظات على لواءات الجيش والشرطة والمستشارين وأساتذة الجامعات!
ولضمان تنفيذ هذه الفكرة، يجب أن يحاسبهم عليها مجلس الشعب والمجلس المحلي للمحافظة.. وتُلزم القناة المحلية التي تغطي المحافظة بمرافقة كل زيارة وتصويرها، مع نشر تقارير عنها في جرائد المحافظة.. يجب ألا يترك الموضوع لمزاج المحافظ.. ومن لا يعجبه الأمر منهم أو لا يجد نفسه أهلا له وقادرا عليه، يقدم استقالته، أو لا يقبل المنصب منذ البداية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر