لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
جاء
في صحيح البخاري:
حدثنا
عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة قال:
لقد
نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الجمل، بعد ما كدت
أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى، قال: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)
(أيام
الجمل) أي كان إنتفاعي بتلك الكلمة، أيام وقعة الجمل، التي وقعت بين علي رضي الله
عنه ومن معه وعائشة رضي الله عنها ومن معها، وسميت بذلك لأن عائشة رضي الله عنها
كانت تركب في هودج على جمل كان مرجع الناس ورمز ارتباطهم، وحوله كانوا يلتفون وعن
التي تركبه يدافعون، وإليه الخصم في ضرباتهم يسددون. وكان إنتفاع أبي بكرة رضي
الله عنه بتلك الكلمة أن كفته عن الخروج والمشاركة في الفتنة. (لن يفلح) لا يظفرون
بالخير ولا يبلغون ما فيه النفع لأمتهم. (ولوا أمرهم امرأة) جعلوا لها ولاية عامة،
من رئاسة أو وزارة أو إدارة أو قضاء].
***
صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا ينطق عن الهوى.
أولا:
هناك عدة أخطاء من أخطاء المنطق في الاستدلال بميركل واللاجئين للإيحاء بخطأ
الحديث، مثل القياس الخاطئ والمغالطة في الاستنتاج والتلاعب العاطفي.. فالمنهج
الصحيح هو استقصاء هذه الأسئلة:
- هل الحديث صحيح عن طريق تتبع الرواة وضوابط علم الحديث؟
- لو كان صحيحا (وهو كذلك) فهل محمد بن عبد الله صادق؟ (=
هل هو رسول فعلا)؟!
- هل ناشر هذا التشكيك مؤمن بوجود إله أصلا، أم أنه
دارويني ملحد، وكل هدفه التشكيك في الإسلام؟
إجابة
هذه الأسئلة، ستقطع الطريق أمام الجدالات العبثية الطويلة، لأنها ستركز على مصدر
التشكيك، بدلا من الخوض في تقييم الواقع ووجهات النظر المختلفة فيه!.. لهذا في
أحيان كثيرة أحول مثل هذه الجدالات إلى تشكيك مضاد في خرافة داروين، لأن كل شيء
آخر مبني عليها!..ولهذا كتبت كتاب خرافة داروين، بناء على كثير من هذه النقاشات:
ما
علينا J
طريقة
أخرى لضرب مثل هذه التشكيكات، هي استخدام منهج الاستنتاج الرياضي: سنفترض أن ما
تقوله صحيح، وسنبني عليه وننظر إلام سيقودنا هذا من استنتاجات، فإن وصلنا إلى
نتائج متضاربة أو غير منطقية، إذن فالفرض الأول بصحة القاعدة خاطئ، والقاعدة
خاطئة.
بما
أن ألمانيا متقدمة، والمسلمين يلجأون إليها، إذن فالإسلام دين مزيف رجعي متخلف
يجعل أتباعه لاجئين!!.. ومخالفة الألمان له وكفرهم به هي التي جعلتهم متقدمين!!
أظن أنه حتى غير المسلم
المنصف، سيتفق معي في أن هذا منطق مغلوط في الحكم على المعتقدات!
الطريقة
الثالثة للتفنيد:
هل
أفلح الألمان فعلا؟
هل
مجرد هجرة السوريين الهاربين من حرب أهلية ترعاها روسيا وأمريكا وأوروبا، يدل على
تقدم ألمانيا وتخلف المسلمين؟
فلنر
بعض الحقائق البسيطة:
- ألمانيا مثل كثير من دول أوروبا تعاني من خطر
الانقراض!!!
ميركل نموذج للمرأة التي ترى أن توليها منصبا عاما أهم من الزواج والإنجاب
وتربية أطفال، وحفظ النوع!!.. هذا انتحار بيولوجي، يدل على عبط أيدلوجي!!.. في
النهاية سنرث نحن اللاجئين المشردين أرضهم وبيوتهم وممتلكاتهم بعد أن ينقرضوا، ومن
تتبقى من نسائهم ستكنّ إماءً لنا طواعية بعد تجاوز حد الزوجات الأربع :).. ميركل
نموذج إبادة جماعية!.. فهل أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة؟
تعتبر ألمانيا الدولة الأكثر سكانا في أوروبا, إلا أنها تعاني من تقهقر في السكان, بسبب تناقص في
الزيادة الطبيعية . مما جعلها تعاني من الشيخوخة, وتمثل فئة الاعمار الأقل من 15
سنة(16 بالمئة) من مجموع السكان.وهي وضعية جعلت ألمانيا تستقبل أكثر من 5 ملايين
مغتربا من اتراك و إيطاليين و يوغسلاف.. بلغ تعداد السكان في الجمهورية الفدرالية
العام 2010 نحو 82 مليون نسمة. لكن معدل الخصوبة الكلي لديها من أدنى المعدلات في
العالم حيث يبلغ 1.38 طفل لكل امرأة، ويتوقع المكتب الفيدرالي الألماني للإحصاء أن
ينكمش سكان ألمانيا إلى ما بين 65 و 70 مليون بحلول العام 2060 (65 مليون في حال
كان عدد المهاجرون السنوي إليها 100,000 و70 مليون في حال كان عدد المهاجرون
200,000 سنوياً).
- رغم أن ألمانيا تقود قاطرة الاقتصاد الأوروبي، فإن لديها
معدلات بطالة مرتفعة، وإن كانت انخفضت إلى 2.7 مليون عاطل هذا العام (في دولة قلنا
إنها عجوز، نسبة الشباب فيها منخفضة أصلا!!).. هذا داء عضال في كل دولة تشجع
نساءها للخروج لمزاحمة الرجال في سوق العمل بلا حاجة حقيقية إليهن! .. مقال عن هذا
وكقاعدة عامة: ارتفاع تعليم المرأة + ارتفاع عدد النساء العاملات + إباحية =
بطالة + عنوسة + طلاق + انهيار سكاني
هذا مقال عن ارتفاع نسبة العنوسة في ألمانيا:
- الأهم من كل ذلك: ألمانيا ما زالت دولة محتلة إلى اليوم،
منذ هزيمتها في الحرب العالمية الثانية (نفس الحال بالنسبة لليابان) ومفروض عليها
قيود في عدد الجيش والتسليح، ولا تملك سيادة حقيقية في قرارها السياسي .
بغض
النظر عن كل ما سبق، وبالعودة إلى المغالطات المنطقية:
بافتراض
أن ألمانيا لا تواجه أي مشاكل حاليا.. الحكم على تأثير ميركل على ألمانيا يحتاج
إلى فترة زمنية طويلة تمتد لما بعد مغادرتها الحكم، لأن كل قرار سياسي واقتصادي
وثقافي له تبعات على المدى البعيد تظهر في أجيال تالية!.. هذا إن كانت هناك أجيال
قادمة من الألمان أصلا :D
صدق رسول الله صلى الله
عليه وسلم.. وصدق سبحانه إذ أقسم بالشفرة المعلوماتية للذكر والأنثى على اختلاف مسعى
الجنسين: "وما خلق الذكر والأنثى.. إنّ سعيكم لشتى"
هذا
مكتوب في شفرتنا البرمجية الأساسية، وتحديه لا يجني إلا التعاسة وصراع الإنسان مع
نفسه وتهلهل المجتمع.. لهذا يقول سبحانه:
(ولا
تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما
اكتسبن).
كلام جميل جدا ، مقالتكم هذه أجمل ما كُتِبت في الموضوع: لو طبعن كتاب مستقل لأهميته
ردحذف