المتابعون للمدونة

السبت، 1 فبراير 2014

هيا نعود


هيا نعود

 

إذا ما تجنّى علينا البعادُ فقولي لمَن سيُغنّى الوجودْ؟
لمن سيمصُّ الفراشُ الرحيقَ، لمن سيَضوعُ عبيرُ الورودْ؟
ومن سيُفيضُ السلامَ البديعَ على نفسِ هذي الحياةِ الحَـقُودْ؟
ومن سيُحيلُ ظلامَ الليالي لآفاقِ حُلمٍ عَصِيِّ الحدودْ؟


لأنّي وأنتِ ـ وأنتِ امتدادي ـ مِدادُ الخيالاتِ وقتَ الشرودْ
لأنكِ أنتِ ينابيعُ نورٍ تُوزّعُ بينَ سمائي السُّعودْ
لأنكِ تِرياقُ عمري إذا ما تذكّرتُ سَهمَ الفَناءِ اللَّدودْ


يُسرُّ الزمانُ لعينيكِ سِحرًا تَوارثَهُ كاهنٌ عن جدودْ
ويَرمي بتعويذةٍ في فؤادي: سؤالٍ عنِ الحبِّ حُلوِ الردودْ
لأني وأنتِ ـ وأنتِ كِياني ـ كِيانٌ من الحُبِّ فوقَ القيودْ


خُلقنا نجمّلُ هذا الوجودْ


أنا نادمٌ فامسحي الليلَ عنّى، كفاني ارتحالي بقلبٍ وحيدْ
ألا تعرفينَ عن الموتِ شيئا؟.. لقد ذُقتُ مِيتةَ ألفِ شريدْ
تعالَيْ أريكِ متاهاتِ نَفسي، وأشباحَ مَنْ عنْ هواكِ طريدْ


أحقًّا صمتنا انشطرنا انتهينا كدفءٍ تبعثرَ بينَ الجليدْ؟
أحقًّا إذا ما التقينا تغيمُ العيونُ وتنأى بعيدًا بعيدْ؟
أحقًّا نُضيعُ سَفينَ الأماني ونَغرقُ في بحرِ كِبْرٍ عنيدْ؟
أحقًّا؟.. وقلبي الذي في يديكِ؟.. وحبُّكِ هذا الذي في الوريدْ؟


إلهي كأنّي جننْتُ، كأنّي انتحرتْ، كأنّي رجيمٌ مَرِيدْ!
أنا نادمٌ فاجذبيني احتويني ابعثي فيَّ ذاك الكِيانِ الرشيدْ
فإن شِئتِ أن تُنقذيني، فضُمّي شتاتَ وجودي بِحُبٍّ شديدْ


وإنْ شئتِ لا، فلتُعزّي الفقيدْ!

 

أحبُّكِ مثلَ اشتياقِ الثواني، لِعُرسِ الهُدَى في زمانِ الخلودْ
أحبّكِ مثلَ ابتسامِ الأماني لِفجرٍ يُوزّعُ أحلى الوعودْ
أحبُّكِ مِثلَ احتفالِ الجَمالِ بِثغرٍ نَدِيٍّ وشِعرٍ وعودْ
أحبُّكِ مثلَ مُذنَّبِ حُلمٍ يُعانقُ ذِكراكِ حتّى يَعودْ


أحبُّكِ مِثلَ انطلاقِ المعاني على وجهِ طفلٍ لِطَيْـفٍ ودودْ
أحبُّكِ مثلَ دُمَيعاتِ (قيسٍ) تُسائلُ (ليلَى) ابتسامَ الخدودْ
أحبُّكِ مثلَ عناقِ الحُروفِ بتعويذةِ الخوفِ وقتَ الرّعودْ


أحبُّكِ مثلَ انتحارِ الزمانِ على مُقلتيكِ عُقودًا عُقودْ
أحبّكِ مثلَ احتياجي إليكِ لأمتازَ بالكَنزِ بينَ الحُشودْ
أحبُّ أحبُّ أحبّكِ حُبًّا قويًّا عنيفًا غيورا يَذودْ!


دعي الكلماتِ فَداكِ الوجودْ

 

إذا ما تَجنّى علينا البعادُ فقولي "كفاكَ"، وهيّا نعودْ


تَعالَيْ فلنْ تستحيلَ السدودْ

 

محمد حمدي غانم

1998

 

 

 

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر