لحظات للحلم
حقّي
أحلمُ
أنّي
أذرعُ شطّي موجًا
مثلَ
الحلمِ الخافقِ جوفي
أنّي
أزرعُ حلمي دُرًّا
مثلَ
رمالِ الشاطئِ حولي
أنّي
قلتُ قصيدةَ عشقٍ
صدحَتْ
مثلَ بلابلِ دَوْحي
رسمَتْ
كُوخًا قامَ بِرَوْضٍ
تَمرحُ
فيه قصيدةُ عشقي
أحلمُ
أنّي ليلُ النجوَى
داعبَ
نهرًا يحملُ طَوْفي
فوق
ضياءِ البدرِ الراقصِ
حتّى
مدِّ الأُفقِ بجوفي
حقّي أحلمُ
أنّي ضوءٌ
يُشرقُ فيه صباحُ حبيبي
في عينينِ كلذّةِ ليلي
حينَ تَوسّطَ بدرَ الزُّبْدِ
أنّي أملِكُ كلَّ الدنيا
حينَ تغّني في خدّيها
بسمةُ طُهرِ
أنِّي شِعرٌ
في عينيها الحيرَى أَلقَى
أُلفةَ رُوحِ الطيرِ العائدِ
وقتَ أصيلٍ دِفءَ العُشِّ
أنّي في كفّيها أغفو
فتُدثِّرُني زهرةُ خَجَلٍ
شَفَّتْ مِثلَ غلالةِ عِطرِ
أنِّي القلبُ العاشقُ يُمسي
عزفًا في سَرْمَدةِ الكونِ
حقّي
أحلمُ
أنّي
نجمٌ يهتفُ شَغَفًا:
وَيْكُمْ
ذاكُمْ سِحرُ البدرِ
أَلقَى نَفسي
في الأسمارِ هَشاشةَ همسٍ
يَحملُ طعمَ الحبِّ ويَسرِي
أنّي الوجدُ الذائبُ دفقًا:
فوقَ شفاهٍ صامتْ صمتًا
لكِنْ تَدوي:
حُبّي.. حُبّي
حقّي أحلمُ
أنّي سيفٌ
ماضٍ لكنْ يَشطرُ خُبزًا
يُطعمُ ثَغرَ الطفلِ الجائعِ طعمَ الأمنِ
أنّي طيفُ الطفلِ الحالمِ
يَضحكُ مثلَ فَراشِ الجنّةِ
يلهو.. يَجري
أنّي قَدَمٌ راحتْ تَسعَى
فوقَ لهيبِ الشوكِ وتَدمَى
كي تَسكبَني جَرعةَ ماءٍ
تَروِي زهرةَ حلمٍ كادتْ
أن تتردَّى بينَ الصخرِ
أنّي نايٌ عاشَ يُغنّي
ماتَ يُغنّي
رغمَ الحزنِ
حقّي أحلمُ
أنّي بسمةُ أمٍّ كَلْمَى
ثمّ أخيرًا تفتحُ صدرًا
كي تستقبلَ لهفةَ الابْنِ الغائبِ عنها
طولَ الدهرِ
أنّي أجري
لهفةَ الابْنِ الغائبِ، حُلمي
أن تدفنَني أمّي عُمري
في طيّاتِ حنانِ الصدرِ
أنّي بين جنونِ الدنيا
دوما أعزفُ لَحنَ سلامٍ
يَكسِرُ عن أفئدةِ الحَمقَى
غُلَّ الغِلِّ
حقّي أحلمُ
أن الواقعَ زالَ أخيرًا
وأتَى فجْري
محمد حمدي غانم
1996
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.