وأنا أتحوّل
إلى حانوت وسيارة وقطعة لحم!!
كلُّ
الدقائقِ سوفَ تَقفـزُها العقاربُ في الإزاحةْ
كلُّ
المتاجرِ لا تَنِي تَغترُّ تلتهمُ المساحةْ
الطوبُ
والرملُ الغبيّةُ تَستبدُّ بكلِّ ساحةْ
وقطعةًُ
الأرضِ البريئةُ حيثُ تَعرفُنا الصغارْ
أصواتُ
رَكْلاتِ الكُرَاتِ، ضَجيجُ صيْحاتِ انتصارْ
تلُّ
الترابِِ، الأَوْجُهُ السَّمراءُ في عَرَقِ النهارْ
بعضُ
القذائفِ للنوافذِ بالكُراتِ، والانكسارُ والانتثارْ!
والهروبْ
ضِحْـكاتًُ
ذاتِ ضفيرةِ الأحلامْ، والقلبُ اللعوبْ
والحبُّ
في مَهدِ النقاوةِ، لا ذُنوبْ
بَعضُ
الزجاجِ يُصيبُ قَدَمًا حافيةْ
والاعْـتراكُ
بكلِّ رُوحٍ صافيةْ
وحماسُ
الاسْتحمامِ قَصفًا مِن صواريخِ الترابْ!
والعَلْقةُ
المحمومةُ الضرباتِ في وقْتِ التلصّصِ للإيابْ!
والنّومُ
تَعبًا، كي نكرّرَ الاجتماعَ، والاتفاقَ، والاختلافَ، والانسحابْ
كنّا
هُنا
والآنَ
هذا (المترُ في المترِ) العزيزُ يَضيعُ يَحملُ كلَّنا
شخصٌ
مَـقِيـتٌ حازَ كَومًا مِن نقودِ الكِبْرِ، يأتي ثُمَّ يَسرقُ رضنَا
يا
أيّها الزَّلَطُ اللعينُ ستَستَبيحُكَ فكُّنا
لو
جاءَتِ الكَرّاكَةُ الرَّعْـناءُ تَنبشُ كَنْزَنا
لو
هدَّدَتْ ضِرسي المُسوَّسَ قد غَفا دَهْرًا هُنا
لو
قامتْ الأسياخُ تُعلنُ عنْ قبورٍ رِيعُها بعضُ الألوفْ
فَأَمَا
هُنا سيَقُوم حانوتٌ كبيرٌ كي يُنافسَ (عمَّ محمودِ) الفقيرْ؟
يَحتلُّ
طعمُ الكِيكِ والبُنْبُونِ طعمَ كلامِهِ الحُلوِ المُثيرْ؟
وأَمَا
هنا سيُقيمُ وغدٌ يَشتري غَدْرًا حبيبَ العُمرِ بالمالِ الكثيرْ؟
ليصيرَ
سِعْري في النهايةِ لَحمِيَ الضَّاني يُجمّدُهُ المُبَرّدِ في بُخارِ الزَمْهريرْ
أو
ظِلَّ بُؤسِي حينَ تَدهسُهُ (الشِّروكي) وَهْيَ تَعبرُ بالأميرةِ حاجزَ الفقرِ
المَريرْ؟
كلُّ
الأغاني سوفَ تَقتلُها الشتائمُ في الصراحةْ
كلُّ
الدقائقِ سوفَ تَقفزُها العقاربُ في الإزاحةْ
كلًُّ
القواريرِ المُضيئةِ سوفَ تَركلُها البجاحةْ
والطوبُ
والرملُ الغبيّةُ تَستبدُّ بكلِّ ساحةْ
آهٍ
هَيَا ذِكرَى وذكرَى تِلوَ ذكرَى في استباحةْ
كلُّ
المعاني تُشترَى وتُباعُ، حقًّا في سماحةْ!
محمد حمدي غانم، 1996
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.