الرسالة وصلت يا مبارك!!
هناك أمر صار مؤكدا للجميع في مصر، وهو أن كل قرار يصدر ضد عصابة مبارك، تتبعه مباشرة أحداث فتنة ملتبهة!
ورغم أن هذه الملحوظة واضحة للعيان ويتناقلها الجميع في كل وسائل الإعلام، إلا أنهم لم يفهموا الرسالة الواضحة التي وراءها:
فمبارك في كل مرة يرسل إلى المجلس العسكري رسالة لا لبس فيها، تقول بوضوح:
- إنني ما زلت أمسك خيوط اللعبة في يدي، وأتباعي بالملايين من أمن الدولة وقيادات الشرطة الفاسدة والحزب الوطني ورجال الأعمال اللصوص والإعلاميين المنافقين والبلطجية، وأستطيع في أي لحظة إثارة الفتنة، مستغلا غباء نفس الغوغاء الذين قاموا بالثورة ضدي.. وبالتالي أنتم لا تستطيعون محاكمتي أنا وعائلتي، لأني ساعتها أستطيع حرق مصر كلها!
ومع ما حدث في مسرح البالون وما يحدث في الآن ميدان التحرير، بعد صدور الحكم بحل المحليات، يجب أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة:
- ما هي الجمعية الأهلية التي قررت تكريم أسر الشهداء، ومن يقف وراء الفكرة ومن يمولها؟
- لماذا تم اختيار مسرح البالون الواقع على بعد خطوات من مبنى التلفزيون الذي تعتصم أمامه أسر الشهداء وعلى بعد خطوات من ميدان التحرير؟.. ألم يكن من السهل تكريم أسر الشهداء في قاعة المؤتمرات في مدينة نصر، أو في أي مكان آخر يبعد عن هذه المنطقة الملتهبة؟
- كيف تم حشد عشرة آلاف شاب ثائر في ميدان التحرير بعد حدوث المواجهات في مسرح البالون بهذه السرعة؟.. ألا يعني هذا أن هناك جهة منظمة كانت جاهزة برجالها لترويج الشائعات على الفسيبوك وتويتر لتهييج الشباب؟
- لماذا ظل بعض الشباب يهاجمون وزارة الداخلية منذ الصباح الباكر وإلى الآن؟.. ما الهدف من هذا؟
من الواضح أن كل المؤشرات تشير إلى وجود تخطيط وتنظيم في الأمر، وأن هذا لم يكن لينجح لو لم تقف وراءه أحزاب سياسية وقنوات فضائية (يدعم معظمها المجرم نجيب ساويرس) وشباب يدّعي الثورية، كلهم عملوا على تمزيق الشعب المصري إلى فريقين قبل الاستفتاء وبعده تحت شعار الدستور أولا، وضللوا الشباب المتحمس وأججوا لديهم مشاعر السخط ضد الحكومة والمجلس العسكري والشرطة بل والإسلاميين وعامة الشعب المصري، ليكونوا وقودا حيا لكل فتنة قادمة، فاستفزازهم سهل، وتحريكهم لمواجهة الشرطة والحكومة لخدمة أغراض أعداء الثورة أسهل، فالغضب يعمي العيون والعقول!
وفي النهاية مبارك وعصابته سينتصرون، فالمجلس العسكري أضعف وحده من أن يواجههم، ونجح الإعلام المضاد في وضعه في مرمى الانتقاد وشكك الناس فيه وفي حكومته، ولن يجرؤ على محاكمة مبارك وعائلته وهو يرى النتائج الكارثية لكل خطوة جيدة يتخذها في صالح الثورة والشعب، وستضرب الثورة نفسها ويمزق المصريون بعضهم بعضا، ما داموا بهذه السذاجة وعدم الوعي!
والأسوأ من كل هذا، أن سير الأحداث بالشكل الحالي يشير إلى تأجيل الانتخابات الحرة التي يحلم بها الشعب المصري وينتظرها منذ حوالي 90 عاما، فكل الانتخابات السابقة تم تزويرها، منذ أيام (سرقوا الصندوق يا محمد، لكن مفتاحه معايه) وحتى آخر انتخابات أجراها مبارك فكانت أحد أسباب الثورة!!
لهذا أوجه هذا النداء:
يا شباب: لم يعد هناك أي داع لأي مظاهرات على الإطلاق.. اتركوا الأمور تهدأ حتى نذهب إلى أول انتخابات نزيهة في تاريخ مصر، لأنها هي التي ستأتي بمجلس الشعب المنتخب، ثم الرئيس المنتخب والحكومة التي ننتظرها.. وهذه هي الطريقة الوحيدة لمحاكمة مبارك وعصابته والثأر من قتلة الثوار، فمجلس الشعب المنتخب يستطيع مساءلة الجميع، وسن القوانين التي تعاقب المفسدين (فقوانين مبارك تحمي الفساد ولا تعاقب إلا الشرفاء)، والرئيس المنتخب هو الذي يستطيع محاكمة كل القيادات الفاسدة في الشرطة، بل والجيش نفسه.. لهذا أقول إن أي إنسان يساعد في تعطيل هذه الانتخابات، هو في الحقيقة يعمل مع الثورة المضادة ويحمي مبارك وعصابته سواء أدرك هذا أم لم يدركه!
ألا قد بلغت، اللهم فاشهد.