لن تنجح الثورة إلا بعد
تجفيف منابع الإفساد في مصر
هناك عدة مؤسسات في مصر لم تعد تؤدي دورها منذ عقود، بل ربما انقلبت لتؤدي عكس دورها لتعمل على تدمير مصر، وهي:
1. الأزهر والأوقاف والمؤسسة الدينية الرسمية التي ضعف مستواها العلمي، وسيطر على أموالها فاسدون، وتولاها فقهاء السلطان، الذين يفتون فتاوى عجيبة تخالف أساس الشريعة، كتلك الفتوى التي تحلل الفوائد البنكية مثلا (الربا)!!.. وكل هذا أدى إلى انحصار تأثير هذه المؤسسة في الشارع إلا في الموالد والأضرحة والبدع!!
2. المؤسسة التعليمية، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم التي صارت تستحق عن جدارة اسم وزارة التغبية والتعتيم، فهي تخرج لنا أشباه متعلمين بلا هدف ولا طموح ولا مهارة ولا ابتكار، وهي السبب الرئيسي في تراجع اقتصاد البلد وتدهور هيكلها الإداري بسبب خريجيها الذين تدهور مستواهم العلمي والفكري جيلا بعد جيل، كما أنها السبب المباشر في اندلاع الثورة بسبب تزايد معدلات البطالة، نتيجة لعدم وجود أي رؤية علمية أو اقتصادية لمنظومة التعليم في مصر.
3. وزارة الإعلام بكل ما ينضوي تحتها من إعلام مرئي ومسموع ومقروء، ينتهج سياسة الكذب والتضليل وتشويه الحقائق وإفراز كل غث وفج وقبيح.
4. وزارة الثقافة بكل ما ينضوي تحتها من أدب وفن وفكر كلها أو جُلّها منحرفة مدمرة مبتذلة تدور حول الأعضاء التناسلية وتخرب العقل والضمير.
5. وزارة الداخلية التي عملت في السنوات الماضية راعيا رسميا للبلطجة والإجرام وحاميا شرعيا لعصابة مبارك، ومجففا لمنابع الإسلام والالتزام والإرادة والتفكير، ولم تقم بدورها في فرض الأمن والنظام وحماية الأخلاق في المجتمع ومنع البلطجة والجريمة.
6. المؤسسة التشريعية، التي أصدرت قوانين مهلهلة لا تردع الجريمة ولا تعاقب على الفاحشة، بل قننت الفساد والإفساد والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
وما لم يتم إصلاح كل هذه المؤسسات فستظل منابع الإفساد مفتوحة، لتستمر في تخريج أجيال جاهلة استهلاكية منحرفة، ونخبة مشوهة فاجرة، ومسئولين فاسدين مرتشين لصوص، وحكام طغاة متجبرين.
ملحوظة:
بسبب تدمير مبارك لكل هذه المؤسسات كي لا تكون شوكة في ظهره تهدد حكمه، لم تفده شيئا عندما قامت الثورة ضده.. فالإعلام المصري عجز عن الوقوف أمام الجزيرة وكان بلا أي مصداقية عند الشعب المصري.. والمثقفون المنافقون لم يغيروا شيئا من قناعات الثائرين ولم يتبعهم أحد.. وفقهاء السلطان من الديانتين أفتوا فضاعت فتاواهم في الهواء هباء!.. حتى القنوات الإسلامية ذات الشعبية أغلقها مبارك قبل الثورة بشهور، ولو أنه تركها لكان ضغط عليها لتهدئة الثائرين وإقناعهم بخطورة الخروج على الحاكم.. لكن سبحان الله: أغلقها قبل الثورة فخسرها، وأعيد فتحها بعد الثورة فعادت أجرأ وأقوى وأكثر تأثيرا مما كانت!
وصدق الله العظيم إذ يقول:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.