الظـالمـــة
واصلي ظلمك لي، فلم يعد يدهشني شيء منك!
لقد أفنيتُ زهرة أيامي أحلم بك وأتنهد الأشعار في حبكِ وأنت عني غافلة لاهية، وطرقتُ جميع أبوابك بمنتهى اللهفة فلم يُجبني إلا جفاؤك المدمي وصمتُكِ المُوحش، وبُحتُ بالعشق بكل طريقة حتى بُحَّ صوتي وأنتِ فقط تضحكين شامتة بعذابي، وظللتُ أحتملُ جرح كرامتي وأنتِ ما زلتِ تطعنينها بكبريائك الزائفة، ودعوتُكِ لكي تشاركيني رحلة عمري فبخِلتِ عليّ حتى بإجابة، كأني لم أكن أناشد إلا تمثالا جميلا بلا قلب ولا شفقة، فاعتورني الألم واعتراني اليأس ولم يكن بدّ من الفراق!
والآن ـ وبعد كل هذا ـ تحاسبينني أنا على قسوتكِ وترمينني بالتهم؟!!
حقا فما أظلمك!
لكني رغم مرارة هذا الظلم لن أدعو عليك دعوة مستجابة، ولن أعاقبك إلا بكلمة واحدة:
ستندمين يا أميرتي.. وستسفحين الدمع مدرارا على كل ما ضيعتِ بِخُيَلائكِ القاتلة وعنادك الأعمى!
ومها تلاعب بك غرورك، فلن تجدي على وجه هذه الأرض شخصا يراك أجمل مما رأتك عيني، ولا أرق مما أحسك قلبي، ولا أذكى مما ظنك عقلي، ولا أقرب مما احتوتك روحي.. فقد كنتُ أيتها الجاحدة: مجنونك.
فامضي في غرورك حيث أخذك، واتهميني بكل ما تسببتِ أنتِ فيه بقسوتكِ وعنادك وصدك وهجرك وكبريائك الجارحة.. فغدا لا محالةَ تفهمين ما عجزتِ عن رؤيته طوال كل تلك السنين.
فاذهبي متوّجة بشعري وعذابي إلى حيث لم تذهب امرأة قبلَكِ ولن تطمح امرأة بعدَك.. لن أغفر لك هذا الحب أبدا!
محمد حمدي غانم
18/6/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.