هل الثورات العربية أمريكية؟
من غير المنطقي أن يظن أحد أن أمريكا سعت لإسقاط بن علي ومبارك، فهي لن تجد أشر منهما على الأرض لمحاربة الإسلام.
إذن فلماذا كانت أمريكا توثق انتهاكات النظم العميلة لحقوق الإنسان، وتمول منظمات حقوق الإنسان والجماعات المعارضة لهذه النظم؟
في الحقيقة، أمريكا كانت تلعب لعبة توازنات معقدة لإيجاد وسائل ضغط على النظم الديكتاتورية تضمن بها تبعيتها الدائمة، وتجمّل بها صورتها لدى الشعوب باعتبارها من رعاة الحرية والديمقراطية إلى آخر هذه الشعارات.
واليوم إن حاسبت الشعوب الغربية حكوماتها عن مساندتها للطغاة العرب، فستجيبهم بثقة: نحن الذين مولنا كل جمعيات حقوق الإنسان وحركات المعارضة!
لقد كانوا يلعبون على جميع الحبال، ويستغلون الجميع لخدمة مصالحهم، ويضمنون أن الفائز في هذه اللعبة العبثية دائما سيكون من الموالين لهم!!
لكن الله سبحانه مكر بهم، فمفاجأة ثورة تونس قلبت المائدة على الجميع، وأشعلت الثورات الشعبية العربية، وخرجت كل الأمور عن السيطرة، وبرز المارد الإسلامي على الساحة مؤيدا بأغلبية الشعب، والإسلاميون هم أقوى خصوم الغرب والهيمنة الاستعمارية والمشروع الصهيوني، ولهذا ستكون الحرب ضدهم ضروسا ولن تتوقف أمريكا وإسرائيل عن الدسائس لمحاولة منعهم من الوصول إلى السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.