المتابعون للمدونة

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

أيها العلماني: أضف إلى معلوماتك!

أيها العلماني: أضف إلى معلوماتك !

هذه حقائق بسيطة، يجب أن يعلمها كل علماني، قبل أن يلقي باتهاماته الجزافية ضد الإسلاميين:

أولا: الإسلام ليس شيئا مستقلا عن السياسة لكي يتم إبعاده عنها أو إقحامه فيها.. فالإسلام مهيمن على الحياة بكل ما فيها، جاء لضبطها وإخضاعها لشرع الله وإصلاحها لحياة الإنسان، لهذا فصّل الإسلام علاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة الإنسان بالإنسان وعلاقة الإنسان بربه.. لهذا فالإسلام مهيمن على السياسة والاقتصاد والأدب والفن والعلم والمجتمع والعبادات والمعاملات وكل ما يأتي في بالك وما لا يأتي.

ثانيا: لا يوجد كهنوت في الإسلام عند أهل السنة والجماعة، لهذا لا توجد أي خطورة من اشتغال فقهاء الإسلام بالسياسية، فهم غير مقدسين، وفتاواهم هي مجرد آراء تؤخذ منهم أو ترد عليهم، وهذا في الحقيقة يلغي الفرق بين الفقيه والسياسي، فكلاهما يطرح رأيه مدعما بحجته ومنطقه على الناس، وكل إنسان يتبع ما يقتنع بصحته.
وإلا، فهل سمعتم أن الأزهر يريد تشكيل الحكومة، أو أن السلفيين يطالبون بعرش مصر أو أن الإخوان يزعمون أنهم الأصلح للحكم بالحق الإلهي؟.. كل القوى الإسلامية اليوم تكوّن أحزابا سياسية وستطرح نفسها على الناخبين، وكل شيء سيكون بالعرض والطلب.

ثالثا: الإسلاميون ليسوا فقهاء أصلا.. الإخوان المسلمون مثلا أطباء ومهندسون وأساتذة جامعة ومحامون وغير ذلك.. وبالتالي فهم مدنيون أكثر من العلمانيين أنفسهم!.. فبأي حجة تريدون منعهم من العمل في السياسة؟

رابعا: حتى الدعاة السلفيون هم مدنيون وأكثرهم ليسوا أزهريين وفقهاء متخصصين.. محمد حسان مثلا خريج كلية الإعلام، وبالتالي دوره ووظيفته هو توعية الناس، ومعرفته بالإسلام وأحكامه هي ثقافة اكتسبها بجهده الشخصي مثلها كأي ثقافة أخرى!
نفس الحال ينطبق على الشيخ أبي إسحق الحويني (خريج كلية الألسن قسم اللغة الإسبانية وعُيّن فيها معيدا)، وعبد المنعم الشحات (مهندس)، ومحمد إسماعيل المقدم (طبيب)... إلخ.

خامسا: ما هو تعريفكم للدين أصلا؟.. أليست كل المعتقدات أديانا؟
ما الذي يجعل الإسلام من حيث التعريف الشكلي مختلفا عن البوذية أو الهندوسية أو البهائية أو الوثنية أو المجوسية أو الماركسية أو الليبرالية؟.. كل هذه معتقدات لها أتباع يؤمنون بها ويظنون أنها أفضل النظم لتسير الحياة.
ولو قلتم لي إن الأديان يؤمن أتباعها أنها نزلت من السماء، فأنا أقول لكم إن من ليسوا أتباعها لا يؤمنون بأنها كذلك!
مثلا: الماركسي الملحد يؤمن أن الإسلام هو اختراع من رجل بدوي اسمه محمد بن عبد الله.. وبالتالي السؤال هو: لماذا يريد إدخال ماركسيته في السياسة وهي من وضع ماركس، ولا يريد إدخال الإسلام في السياسة وهو من وضع محمد بن عبد الله في نظره؟.. ما الفارق؟
فإن قلتم لي إن أتباع الأديان يتعصبون لأديانهم، لقلت لكم: وأيضا أصحاب المذاهب والفلسفات والنظريات يتعصبون لها، وبسبب النازية والشيوعية والليبرالية دخل العالم حربين عالميتين مات فيهما أكثر من 150 مليون إنسان، وبسبب الصراع بين الشيوعية والليبرالية فقد العالم في القرن الماضي أكثر من ربع مليار إنسان!
فأيهما أوجب بالفصل على السياسة: الشيوعية واليبرالية أم الأديان؟
وألم يفصل الغرب النازية عن السياسة بسبب كوارثها على أوروبا والعالم في الحرب العالمية الثانية؟.. فلماذا لا نفصل نحن شيوعيتهم وليبراليتهم عن السياسة ونحن نعلم كوارثهما؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر