فانظروا ماذا تتناقلون
التفاهات والأكاذيب والتلفيقات التي يتناقلها الناس عبر الإنترنت، من الكثرة والغزارة بحيث يعجز المرء عن حصرها.. لكن أخطرها هو ما يحتوي على أحاديث موضوعة، وتخاريف منسوبة للإسلام وهو منها براء.
ومن أمثلة هذا رسالة انتشرت عبر البريد والمنتديات، تنقل حديثا مكذوبا لا أساس له من الصحة يقول:
تتجلى عظمة الخالق.. في الحديث القدسي الشريف.. قال سبحانه وتعالى:
(يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك. وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم.. وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام.. وجعلت لك متكأ عن يمينك و متكأ عن شمالك.. فأما الذي عن يمينك فالكبد.. وأما الذي عن شمالك فالطحال.. وعلمتك القيام والقعود في بطن أمك.. فهل يقدر على ذلك غيري؟؟
فلما أن تمّت مدتك، وأوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن يخرجك فأخرجك على ريشة من جناحه.
لا لك سن تقطع.. و لا يد تبطش.. ولا قدم تسعى .. فانبعث لك عرقين رقيقين في صدر أمك يجريان لبنا خالصا.
حار في الشتاء و باردا في الصيف.. وألقيت محبتك في قلب أبويك.. فلا يشبعان حتى تشبع ... ولا يرقدان حتى ترقد..
فلما قوي ظهرك واشتد أزرك بارزتني بالمعاصي في خلواتك ولم تستحي مني.. ومع هذا إن دعوتني أجبتك وإن سألتني أعطيتك.. و إن تبت إليّ قبلتك)
***
قال الشيخ حامد بن عبد الله العلي هذا الحديث لايصح ، لايُعرف له أصل ولا إسناد أصلاً!
وقد بحثت بنفسي في كل كتب الحديث الموجودة في برنامج المحدث، فلم أجد هذا الحديث!
***
والسبب الذي جعلني أشك في هذا الحديث، هو عدم منطقية هذا الكلام:
"وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام"
أولا: الطفل معزول في الرحم، ولا علاقة له بالطعام في المعدة والأحشاء!!
ثانيا: الطفل أصلا لا يستخدم جهازه التنفسي ولا أنفه، إلا بعد خروجه من الرحم، فالهواء والغذاء يصلان إليه عبر الحبل السري مباشرة، لهذا لا يشم شيئا في الرحم!!
لهذا يا عباد الله رجاء: استخدموا عقولكم قبل أن تعملوا كنقلة لكلام مفترى على الله سبحانه يروجه أعداء الإسلام للتشكيك في صدقه!!!
ولا ينقل أحدكم أي شيء منسوب إلى القرآن أو السنة دون أن يكلف نفسه عناء التأكد من وجوده وصحته أولا!!
وبالمناسبة: احذروا من الرسائل التي تطلب منكم التصويت لنصرة الرسول أو الإسلام أو ما شابه في مواقع بلغات لا تفهمونها، لأن التصويت في الغالب يكون على أشياء أخرى (كإلغاء التجنيد الإجباري مثلا) وأشياء لا تعنينا، لكن بعض الخبثاء يتسلون باستغلال سذاجة من يمررون أي رسالة تأتيهم بلا تفكير!!
صدقت أستاذي العزيز في هذا الكلام
ردحذففكثير في هذا الزمان من ينقلون هذه الاحاديث الموضوعة المكذوبة عن النبي - صلي الله عليه وسلم - وكثير مارددت علي هؤلاء ببطلان ما يضعون من احاديث فبعضهم كان والحمد لله يستجيب والآخر يجادل [ بغير التي هي أحسن ] وكان من حججهم الواهية التي تدل علي عدم معرفتهم بخطورة ما يضعون: أنها علي سبيل الموعظة والتحبيب في فعل الخير كما في حديث الرجل وصلاة الفجر والشيطان، والمشكلة أنه أصبح بمقدور كل من يشارك بحديث أن يتأكد منه بالبحث في جوجل مباشرة والحمد لله هناك الكثير من المواقع التي تبين هذه الأحاديث، لكنهم لا يهتمون أو لا يفقهون