لي مع الأستاذ أحمد الشربيني رحمه الله ذكريات كثيرة، فأنا أقابله في الندوات الأدبية منذ أكثر من 17 عاما في معظم أنحاء المحافظة.. كما أني كنت أواظب على حضور الندوة التي أسسها بنادي شباب الشعراء.
أما عن شعره، فيكفيني أن أقول إنني أطرب له، فهو يمتاز بالعاطفة الجياشة ولا يخلو من عمق الفكرة والنقد الاجتماعي.. ومن المؤكد أنه أثّر فيّ رغم أني كاتب فصحى في الأساس ومقل في العامية.. وقد كنت أقولها صراحة إنه الوحيد من الجيل القديم في قصر الثقافة الذي أطرب لشعره.
وقد كان أ. احمد الشربيني سريع البديهة، وتخرج منه صور وتشبيهات بديعة وطريفة أثناء تعليقه على الأعمال الأدبية.. وأذكر أننا كنا في قصر ثقافة دمياط منذ عامين، وقرأ علينا أحد الشباب قصيدة غير موزونة، فعلق البعض على كسر أو اثنين بها، فقال أ. أحمد بصراحة إن القصيدة تخلو من أي وزن نهائيا، وإنه من غير المنطقي الكلام عن أي كسور بها، وأشار إلى نافذة مفتوحة وقال:
- لا يمكن أن أقول مثلا إن هناك ثقبا أو اثنين في هذه المساحة!
وطبعا هذا تشبيه واحد فقط من سيل التشبيهات المبتكرة الذي تسمعه منه في جلسة واحدة.
لقد فاجأني موت أ. أحمد الشربيني بنفس قدر ما صدمني، فلأول مرة أكتشف أن عمره 63 عاما، فحيوته وشبابه المتجدد وقربه الحميم من جيل الشباب كانت تعطيني انطباعا دائما أنه لم يتجاوز الخمسين من عمره بأي حال من الأحوال!.. لقد كان من أولئك المحظوظين الذين يستطيعون الاحتفاظ بجذوة حماسهم وحيوتهم متوهجة رغم مرور الزمن، دون أن يتراكم عليها رماد السنين وهموم الحياة.
رحمك الله يا أ. أحمد الشربيني.. ستظل ذكرياتك حاضرة معنا دائما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.