الزهرة الأخيرة
أرجوكِ..
ليس عندي سوى زهرةٍ وحيدة تناضل للبقاء منذ أن طغى الخريف..
فلا تنزعيها مني بمثل هذه القسوة.
إنها حلم أعيش عليه.
رحيقها ـ أو باقي رحيقها ـ مخدر آلامي.
أوراقها ـ أو باقي أوراقها ـ كتاب ذكرياتي.
وهي هي كلها ـ أو ما بقي منها ـ حياتي.
فأرجوكِ.. لا تنزِعيها مني..
إذن لانتزعتِ روحي، وانتزعتِ قلبي، وما أبقيتِ.
ستتركينَ مكاني فراغا خاويا معدما بحجم الألم..
فوقه تحلّق علامة استفهام كبيرة كأنشوطة إعدام..
نقطتها دمعة قانية من نزيف قلبي..
وتحتها لحد يفتح ذراعيه مُرحبّا يُفضي إلى الجحيم.
أرجوكِ دعي لي زهرتي..
أنا لستُ على استعداد لأفقد آخر أمل في حياتي، بكلمة قاسية منكِ، تهوي على أحلامي كالطعنة القاتلة.
فدعيني أحلم..
دعيني أعِش في حضن الزهرة، أتمثل فيها بسمة فرح لم يقدّر لها يوما أن تكتب على شفتي في حبك!
دعيني أخدع نفسي وأصدق وهمي وأشطط في خيالي وأشطح للمستحيل، دون وازع من عقل أو تفكير..
دعيني أطِر بلا جناح.. بلا سماء.. حتى لو كبلتني أثقال وجبال!
يهددني السقوط نعم، ولكنّ الأفق يجذبني إليه مع وعد بنجاة.
إذن دعيني أسعَ للوعد..
ودعي لي الزهرة..
لعلي أهديها لكِ يوما إذا أدركها الربيع!
محمد حمدي
1995
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.