الحب أغلى من النقود في مصر!
رأيت هذه الصورة على الفيسبوك:
فعلقت قائلا:
"لو لم يكن يعلم أنها مادية لما أهداها ٢٠٠ جنيه.. وأظن
أنه طلب منها شراء الهدية التي تعجبها ليوفر الوقت ووجع الدماغ ورد فعلها الممتعض
على اختياره!
كما أن فاطمة ذكية.. لو احتفظت بهذه الورقة فسيقل سعرها
كل يوم أمام الدولار، ولن تستطيع أن تشتري بها دبدوبا بعد عشر سنوات!"
***
ثم تذكرت أنني في طفولتي كنت أرى ورقة نقدية في إطار
زجاجي معلقة على حائط شقتنا القديمة (خاصة أنني أمضيت أوقاتا ثمينة من طفولتي
أتخيل كم الحلوي التي يمكني شراؤها بها لو استطعت إخراجها من الإطار!)، فذهبت
لسؤال أمي عنها، فأعطتها لي، وهذه صورتها:
10 قروش أهداها أبي رحمه الله لأمي منذ أربعين عاما، ما
زالت تحتفظ بها.. ويدل مظهرها على أنها كانت جديدة تماما لحظة أن أهداها لها، رغم
تآكل حوافها بسبب الزمن.
على الوجه الأول كتب لها:
بحبك بحبك بحبك
حمدي وزينب
وعلى الوجه الآخر كتب التاريخ: 1/1/1976 (قبل مولدي بعام
ونصف).
اتضح أن أمي حفظها الله لم تكن مادية واحتفظت بالورقة
النقدية، التي كانت حينها أغلى من قيمة الـ 200 جنيه الآن (لا أستطيع الآن أن ألوم
مصطفى لو غضب من فاطمة أو خاصمها).. وتأكّد ما قلته في تعليقي على الـ 200 جنيه:
لم تعد للنقود أي قيمة مادية بعد مرور الزمن!!.. ولكنها أعادت لنا ذكرى جميلة،
وأثبتت أن الحب ـ في مصر بالذات ـ أغلى من المال، وأنه لم يكن مجرد كلام شعراء، بل
كلام خبراء اقتصاد أيضا!
ذهبت قيمة النقود وذهب أبي، وبقيت الذكرى!
رحمه الله وغفر له.ثم باستيضاح مزيد من التفاصيل من الست الوالدة، اتضح أن أبي رحمه الله كان أذكى من مصطفى.. فقد قطع العشرة قروش نصفين، وأرسل نصفها إلى أمي حينما كانت خطيبته، وأخبرها أنه سيجمع النصفين معا حينما يجمعهما الزواج معا.. وقد فعل هذا (وهذا سبب وجود الشريط الأبيض اللاصق على ظهر ورقة العشرة قروش) ووضع الورقة بعد لصقها مع صورة زفافهما في برواز.
الله يرحمه كان حويطا :)
المشكلة الآن أنني أفكر في بيع هذه القطعة الأثرية
النادرة، فلا أظن أن أحدا غيري معه ورقة من فئة العشرة قروش!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.