كانت هنا
يوما ما كنت أراها، فتختلج رموشها بارتباك، وترتعش شفتاها بطريقة فاتنة، ثم تشيح بطَرْفها الكحيل عني، لتحرمني من أن أقرأ في جمال عينيها إجابة الأسئلة التي تؤرقني.
نعم.. كنت أراها حقا، ولم يكن وهما سوّله لي شغفي، ولا حلما صوّره لي جنوني.
ونعم كنت أسمعها، فأسبح في موجات صوتها العذب إلى عالم الأساطير.
لكنها دائما ظلت قريبة بعيدة، متشحة بغموضها، يختبئ قلبها خلف ضلوعها، ويلوذ سحر عينيها برموشها المنسدلة كأسرار الليل.
كانت هنا.. وكنت أنعم بقربها..
لكنها فجأة وبمنتهى القسوة، آثرت البعد واحترفت الغياب، لتتحول من واقع جميل إلى ذكرى شجية، تناضل لتظل متمسكة بأهداب الذاكرة، كي لا تبتلعها هوة النسيان، حتى صار الشك يخالط العقل إن كانت حقا هناك، وهل جمعنا يوما مكان؟
فترى أين هي الآن، وهل يمكن أن نعود يجمعنا مكان؟
محمد حمدي غانم
6/4/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.