المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

طاقات مصر المهدرة

طاقات مصر المهدرة

في الاستفتاء الأخير، كان هناك حوالي 45 مليون مصوت فوق سن 18 سنة.. وهذا معناه أن في مصر حوالي 40 مليون إنسان تحت سن 18 سنة، يعتبرهم القانون المصري أطفالا، ومعظمهم عالة لا ينتجون شيئا كما أرادت لهم الدولة!
فلننظر إذن إلى الـ 45 مليون الباقين:
-       سنستبعد حوالي 5 مليون من طلبة الجامعات والمعاهد والعجائز على المعاش.
-  نصف من بقي (20 مليون) من النساء.. وهن لا ينتجن شيئا تقريبا سواء كن عاملات أم ربات بيوت، مع يقيني أن ربة البيت هي امرأة منتجة، لكن إن كان من تربيهم منتجين، وهذا غير موجود في مصر!.. لكن لكي لا نختلف، تقول الإحصائيات إن 52% من النساء في مصر ربات بيوت.. هذا يعني أننا سنستبعد 10 مليون ربة منزل.
-       لدينا حوالي 10 مليون عاطل!
إذن: لدينا في مصر 40 + 5 + 10 + 10 = 65 مليون إنسان عالة على 20 مليون إنسان عامل.. لكن المشكلة أن ليس كل من يعمل هو منتج (تذكر أن منهم 10 مليون امرأة)، فلدينا 5 مليون موظف حكومي لا ينتجون شيئا حقيقيا فهم إداريون ومدرسون وأطباء وجيش وشرطة وما إلى ذلك، ولدينا أناس يعملون في التجارة والخدمات، كل مهمتهم النقل والبيع والشراء والسمسرة.. يمكننا أن نفترض تفاؤلا أن المنتجين هم ربع العاملين، وهذا يقول إن في مصر حوالي 5 مليون منتج، يعيش على جهدهم 80 مليون إنسان لا ينتجون شيئا!.. أي أن 94% من سكان مصر يعيشون على ما ينتجه  6% فقط من السكان!.. أي أن كل فرد في مصر مسئول عن إطعام 16 فردا آخرين غيره، وطبعا لا أحد من المنتجين يمكن أن ينجح في هذا عمليا!
إذا أدركنا هذه الصورة المخيفة بمثل هذا الوضوح، فسيكون منطقيا أن نعلم لماذا صارت مصر مدينة بأكثر من ترليون جنيه، ولماذا صرنا نستورد كل شيء، وندمر الأرض الزراعية ونغلق المصانع، ويتحول شبابنا إلى عاطلين معطلين، فنحن في فوضى لا في دولة، وكل من يديرون هذه الفوضى من الساسة والمثقفين مصرون على أن نتبع نمطا غربيا مريضا في الفكر والإدارة والتعليم لا يناسبنا بأي حال من الأحوال.
مثلا: سن البلوغ في أوروبا يصل إلى 18 سنة لأنها بلاد باردة.. بينما عندنا سن البلوغ هو 14 سنة وأقل، وأول شيء يجب أن نفعله هو إعادة تعريف الطفولة إلى سن 14 عاما لا 18، لأننا أمة فتية نصف سكانها من الأطفال والشباب ولا يمكننا تعطيلهم عن العمل فهذه كارثة، بينما أوروبا أمة تموت لأن معظم سكانها من الشيوخ وكبار السن، وهي مهتمة بمد سن المعاش للاستفادة من العدد الأكبر من السكان، بينما لا يعنيها كثيرا تقليص سن الطفولة، بسبب قلة عدد الأطفال لديها.. المصيبة أننا نقلد الغرب في رفع سن الطفولة ورفع سن المعاش، بينما يجب أن نخفض الاثنين، لأنا شعب مريض لا تتوافر له الرعاية الصحية الكافية لهذا لا ننتظر إنتاجا من المسنين عندنا فهم متهالكون صحيا، ولأننا يجب أن نفرغ المناصب سريعا لوفير فرص العمل لأجيال الشباب.
بعد هذا علينا تغيير نظام التعليم، لنسمح للأطفال بالتدرب على العمل من سن العاشرة، والعمل الفعلي من سن 14 سنة.. الشريحة من سن 14 إلى 22 سنة التي تضيع عمرها في التعليم لتضاف إلى طابور البطالة، قد تحتوي على أكثر من 10 مليون شاب، يمتلكون من الطاقة والصحة والحماس والعزيمة ما يكفي لإعمار صحراء مصر كلها.
ولا يسألني أحد كيف سنوجد لهم عملا ونحن لم نوظف من هم أكبر منهم.. فحينما تتغير رؤيتنا للتعليم والعمل، فلن نحتاج إلى مكاتب ليجلس عليها خيرة الشباب يوقعون الأوراق، فعملهم المبكر سيجعلهم يحترمون العمل اليدوي والإنتاج، وسنستثمرهم في إنشاء المدن الصناعية والسكنية واستصلاح الأراضي الزراعية في الصحراء.. أرجو قراءة مقترحاتي في هذا الموضوع بروية:
موجة حضارية جديدة، وتعليم جديد، وامرأة جديدة أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر