المتابعون للمدونة

الخميس، 21 أبريل 2011

دُموعُ كلِّ يوم

دُموعُ كلِّ يوم

كلَّ يومٍ سوفَ تَغْشاني
تُسَطِّرُ صَفْحةَ الوهْمِ الذي حُلْمي:
"هُنا يا أنا أنا"
"في غُضونِ القلبِ في طَرْفِ المُنى"
"كلَّ يومٍ سوفَ تَلْقاني"
"تُحاولُ أنْ تُميتَ هَوايَ، لكنْ لسْتَ تَنْساني"
"سَتذْكُرُني إذا حاولْتَ تَنْساني"
"فإنّي في شَهيقٍ يُشْعلُ الجَمَرَاتِ في رِئَتَيكَ بالذّكْرى"
"وإنّي في نَدَى عينيكَ حينَ تفوحُ أشْجانا"
"هنا يا أنا أنا"
"كلَّ يومٍ سوفَ تلْقاني"
لا
سأهْرُبُ مثْلَ خَيطٍ مِن نسيجِ العُمرِ يَبْلَى
لسْتُ أعْرفُ لي رِداءً غيرَ أشْباحِ العَراءْ
وحْدي:
وتنفجرُ الشّجونُ لديَّ
أبكي:
تَصْنعُ الآلامُ لُؤْلؤتي
أكْتبُ كلَّ يومٍ:
كلَّ يومٍ سوفَ تغْشاني
ولكنّي أُمزّقُ صفْحةَ الحُلْمِ الذي عُمْري
أحبُّ شُرودَها
وجمالَ عينيها
وقصَّةَ صمْتِها
أحبُّ رحيلَها في مُهْجتي،
في نَسْمَتينِ من ابتساماتِ اللقاءِ اللا يدومْ
أحبُّ ذكاءَها
وتوقُّدَ الكَلِماتِ في هَمَساتِها بِلَظَى التّحدّي
أحبُّ عنادَها وغرورَها
وطفولةَ البنتِ الحَيِيَّةِ في ارْتعاشِ رُموشِها
وصفاءَها و بهاءَها
كلَّ الذي فيها أحبُّ وإنّما ...
لنْ نَلْتقي
لا صوتَ لي
لا كونَ لي
إنّي وحيدٌ مثْلُ أحْلامِ الشّتاءْ
وحْدي أُلمْلمُ جَمْرَها في آهِ مِدفأةِ الفُؤادْ
مزّقْتُ أبياتي، وأُلْقِمُ رُوحَها نيرانَ دَمْعاتي
كنتُ كتبْتُها حتّى تحبَّ فتيً يَتيهُ على جوادِ الشَّعْرِ
يجْمعُ لألآتِ الحُلْمِ من شَدْوِ الطّيورِ لها
ومن نورٍ ومن زهرٍ لها
ومن ليلٍ ومن نَجْمٍ زها
ومِنْ ...
لا فائدةْ
مزّقْتُ شِعْري، مثلَما مزّقْتُ أمنيَتي
إنّما لا حلَّ
سوفَ أعودُ أكْتُبُ من جديدٍ
كلَّ يومٍ، حينما تَهْوي إليَّ الذّكرياتُ
سأُشْعلُ الشّعْرَ الذي ما زالَ يغْمُرُني
وأشْربُ الوهْمَ الذي ما زالَ يُسْكرُني
وأكْتُبُ:
كلَّ يومٍ سوفَ تغْشاني
وتجْلبُ صفْحةً للحُلْمِ بيضاءَ المَدَى
تُسِطِّرُ مُهْجتي
وتكْتُبُ قصّةَ الأيّامِ بالآهاتِ والدّمْعاتِ والذّكْرى
"هُنا يا أنا أنا"
"في غُضونِ القلبِ في طَرْفِ المُنى"
"تعيشُ ولسْتَ تنْساني"
"تموتُ ولسْتَ تنْساني"

محمد حمدي غانم، 1998

هناك تعليقان (2):

  1. هذا يؤكد .. الحزن الذي يمس نفوس الشعراء كالنار تمس البخور لتفوح أحلى رائحة .. نعم الحزن يخرج إبداعاتنا على عكس الفرح .. لعلك تذكر تعجبك يوما من هذا الأمر :)

    أحببتها للغاية فشكرا لك

    ردحذف
  2. مرحبا:
    الحزن يخرج إبداعاتنا.. لهذا قلت في القصيدة: أبكي.. تصنع الآلام لؤلؤتي.. في إشارة إلى المحارة، التي إذا دخلتها شائبة أو ذرة رمل، تبكي إفرازاتها عليها فتتكون اللؤلؤة بداخلها.. فقلب الشاعر هو المحارة، والحزن هو ذرة الرمال، واللؤلؤة هي القصيدة :)
    ورغم أني لا أذكر، فلا ريب أني أندهش من كون الفرح لا يخرج إبداعاتنا، فكل شعور له إبداعاته، لكن لكل نفس ترددها الذي يجعلها تستقبل مشاعر بعينها أكثر من غيرها.
    وعموما أنا أعشق هذه القصيدة، ورغم هذا لم أضعها في الديوان المنشور، لأنها تتنقل بين عدة بحور، حتى إنني ظننت يوم أن كتبتها أنها مقطوعة نثرية، لولا أن نبهني الصديق د. أحمد بلبولة أنها ليست كذلك.
    تحياتي

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر