سراب أمــــل
من يدري؟
ربما يُورقُ الأملُ يوما على غُصنه الفَينان..
تطلع عليه شمس الحنان، فتفوح منه عطور البهجة، وتنمو منه ثمار النجاح.
من يدري؟
ربما عاد الغائب يوما يعدَ طول أَبابة..
عاد ومن خلفه يدفعه إلى الأمام شعاع الفجر المشرق..
يقشعرّ بدنه وهو يتخيل لذة اللقاء، ويسير بخطى وئيدة كأنه يخشى أن يسحق ظله المرتجف، أو كأنه في حلم يخشى أن يوقظ نفسه منه!
من يدري؟
ربما جف الدمع يوما، وردمت البسمةُ أخاديدَه في الخدين.
ربما ارتفع المنجل من فوق رقبة الفَزِع، وتمطّى في رئتيه الهواء بعد طول اختناق.
ربما يموت الخريف.. يحمل أوراقه المصفرّة وأشواكه، ويمشى منكّسَ الرأس كسيفَ الخاطر دحيقا.
ربما يئس اليأس يوما، وملّ أن يتكئ برماحه على الصدور الحزينة، وذهب لينتحر على شطآنِ الحلم المتجدد.
من يدري؟
من يدري يا حبيبتي، ربما حقق القدر إحدى معجزاته والتقى بنا طريق، وذابت بيننا أطنان الجليد، وتراخى بينا كل سور.
من يدري يا حبيبتي ماذا يخبئ الغد.
فقط سأظلّ أعيش على الأمل، ولو كان واهيا.
ومن يدري؟!
محمد حمدي، 1994
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.