عبودية
افتراضية!!
كنت أفكر مؤخرا كم هي مزعجة جدا سياسة الفيسبوك في عدم
عرض منشورات الصفحة لأكثر من 10% من المعجبين بها، في محاولة لابتزاز أصحاب
الصفحات لدفع نقودهم للترويج إعلانيا لصفحاتهم!
فهناك مشكلتان في هذا الأمر:
-
أن الـ 10% من الأعضاء الذين يرون
المنشورات ثابتون تقريبا، فلو أن فيسبوك أوصل كل موضوع لعشرة بالمئة مختلفين، فهذا
معناه أن كل عشرة مواضيع ستصل إلى كامل المعجبين بالصفحة، وهذا يلغي أي ضرورة
للإعلان المدفوع أصلا!!
-
أن هذه السياسة نفسها تجعل الإعلان
المدفوع عديم الجدوى.. فلو أن كل 5 دولارات نجحت في جلب ألف إعجاب للصفحة، فهذا
معناه أن المعجبين الحقيقين الذين ستصل إليهم المنشورات هم 100 فقط (10%)!!.. وطبعا
10% من هؤلاء على الأكثر هم من سيعلقون أو سيسجلون إعجابا بالمنشور.. أي أن
الدولارات الخمس ستجلب لك في النهاية 10 متفاعلين جددا فقط!!.. أي أنني مثلا أحتاج
لدفع خمسة آلاف دولار للحصول على عشرة آلاف متفاعل حقيقي مع الصفحة!.. لهذا أرى أن
من يدفع نقوده في عملية النصب هذه مخدوع بالتأكيد، ما لم تكن هذه الإعجابات مربحة
لديه بشكل ما ولا يجد مشكلة في دفع مئات الدولارات لزيادتها!
وبالمناسبة:
تغيير سياسة الفيسبوك جاء بعد موجة الثورات العربية،
وساهمت بشكل كبير في تحجيم الصفحات الكبيرة، وحبس كل فرد فينا في جزيرة منعزلة مع
مجموعة قليلة من أصدقائه.. لقد كان معي أكثر من 2400 صديق، لكني لم أكن أجد تفاعلا
إلا من خمسين شخصا منهم على الأكثر، وهم من كنت أرى منشوراتهم!!.. والأغرب من هذا
أنني سجلت إعجابي في عشرات الصفحات لاهتمامي بالسياسة والأدب والعلم وغير ذلك، لكن
بضع صفحات منها فقط كانت منشوراتها تظهر أمامي!!
وحتى لا يظن أحد أنني أتكلم عن نظرية مؤامرة، أذكركم أن
أوباما التقى برؤساء شركات التواصل الاجتماعي أكثر من مرة.. وأنا أقول دائما إن من
السذاجة أن يظن أي شاب أننا سنهزم عملاء الغرب بأدوات الغرب، أو أن جيوشنا ستنتصر
على الغرب بسلاح الغرب!.. نحن نعيش خاضيع كالدجاج في الحظيرة، وندور في فلك هيمنة تامة،
يجعلنا دائما في حاجة لأعدائنا لنأكل ونلبس ونتعلم ونتواصل ونبرمج ونصنع
ونحارب.... إلخ.
ولو أن الغرب رأي في لحظة ما أن عصر المعلوماتية خطر على
مصالحه، فسيعيدنا عقدين للوراء بقطع كابلات الإنترنت التي تربطنا به!.. وتذكروا
أننا لا نستطيع أن نتواصل معا بأي وسيلة بدون خوادم البريد والمواقع الاجتماعية وخوادم
المنتديات، التي توجد كلها في الغرب!!.. حتّى كلماتي هذه تذهب إلى أمريكا أولا قبل
أن تقرأها أنت!
وحتى إن وجدت بعض الخوادم في المنطقة العربية أو حتى في
الصين، فلا يربطنا بها أي شبكة معلوماتية، والرابط الوحيد بيننا وبين شبكة الإنترنت
هو الكابلات التي تعبر البحر المتوسط إلى أوروبا!!.. وبقطع هذه الكابلات لن تستطيع
حواسيبنا وهواتفنا التواصل!
وطبعا لن يفكر أي حاكم عربي عميل في تغيير هذا الأمر،
حتى لا يسخط عليه أسياده!
يعني باختصار: نحن نتسلى وندفع لهم ثمن هذه التسلية
يوميا مليارات الدولارات.
ملحوظة مضحكة مبكية:
دعا الاتحاد الأوروبي اليوم رؤساء الدول الأفريقية
للاجتماع، ليطلب منهم أخذ مواطنيهم اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من أوروبا
وإعادتهم إلى بلادهم، على أن ترسل الدول الأفريقية بدلا منهم العباقرة والمبدعين
وأساتذة الجامعة والهندسين وذوي الكفاءات والمهارات!!.. أي: خذوا صفيحكم، وهاتوا
ذهبكم!
وطبعا هذا هو الدور الأساسي الذي وضع الغرب عملاءه من
أجله في دول العالم الثالث: لتسليم ثرواتنا المادية والبشرية للغرب أولا بأول،
وحماية الحدود ضد هروب النوعيات غير المرغوب فيها إلى الغرب!!
من لم يشاهد منكم فيلم ماتريكس Matrix بأجزائه الثلاثة فليشاهده!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.