جحـــود
لم تَعتذرْ عمّا مَضَى = لَمْ تُبْدِ شيئًا مِن نَدَمْ
وكأنَّ قلبي صخرةٌ = لا يَستبدُّ بهِ الألَمْ
وكأنَّ حبّي عِندَها = وهمٌ يُساويهِ العَدَمْ
سُحقًا لها، فلتحتملْ = غضبًا بأعماقي احتدمْ
لمْ تَعتذرْ عمّا مَضَى = لم تُبْدِ شيئًا مِنْ شَجَنْ
وكأنَّ قلبي دُميةٌ = لَمْ يُدْمِ حِسّي مَنْ طَعَنْ
أنا حَسْبُ مأوَى قلبِها = تَحتاجُهُ وقتَ المِحَنْ
أَشفِي جراحَ غرورِها = صدري لِوحشتِها وَطَنْ
مَن ذا يُكـفـكِـفُ دمعَها = غيرُ المحبِّ المُؤتَمنْ؟
مَن ذا يُطيّبُ حُزنَها = مِنْ دُونِ مَنٍّ أو ثَمَنْ؟
مَن دائمًا يَسعَى لَها = وكأنّهُ (الشاطرْ حَسَنْ)؟
مَنْ قدْ أَذاقَ شُعورَها = مِن دهشةِ الشعرِ الحَسَنْ؟
لم يَكْفِ ذاكَ غرورَها؟ = ما تبتغي منّي إذنْ؟
إنْ لمْ تكفِّرْ ذنبَها = وتَكُنْ لأشواقي السَّـكَنْ
فإذنْ لها سأقولُها: = أنا لنْ أظلَّ المُرْتَهَنْ
هذا جحيمٌ قاتلٌ = لا ليسَ جناتِ العَدَنْ
أينَ التي مِن سحرِها = قلبي برقّتها افتَتَنْ؟
إنْ كانَ هذا حبَّها = لاخترتُ من فوري الإحَنْ!
والطيرُ إنْ أفزَعْـتَهُ = مِن تَوِّهِ هَجَرَ الفَنَنْ
لا تَندَمَنْ يومًا إذا = قدْ مالَ قلبي للأحَنّْ
لا خيرَ في مُتَبلِّدٍ = فالعشقُ إحساسٌ وفَنْ
وأنا المُليمُ بلا هُدَى = لو خافقي لهَواهُ حَنّْ
أناْ شاعرٌ، سِجنُ الفَنَا = يَغتالُني إنْ لَمْ أُغَنْ
أنا عاشقٌ حرّيتي = والآنَ مزّقتُ الشَّطَنْ
فَلْتَـنْعَمَـنْ بِجُحودِها = أناْ لنْ أعودَ الآنَ..
لنْ!
محمد حمدي
غانم
17/11/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.