فتنة التحرير!!
أيا كانت نتيجة ما يحدث الآن في مصر فهي خسارة للثورة..
فلو انحاز الشعب إلى من المتظاهرين في التحرير ومن يخالطهم من البلطجية، فقد يؤدي هذا إلى تدمير الشرطة، وإسقاط المجلس العسكري والحكومة بعد مواجهات دموية، لندخل في مرحلة الفوضى وانهيار الدولة.
ولو انحاز الشعب إلى الشرطة بحثا عن الأمن، فسيقوم فلول النظام القديم بالإجهاز على الثورة وتصفيتها والتنكيل بالشباب بدعم شعبي كامل، وسنعود إلى وضع أسوأ مما كان أيام مبارك!
وفي كل الأحوال، تهدف هذه الأحداث المدبرة إلى إيجاد الذريعة لتأجيل الانتخابات الحرة القادمة بعد شهرين، والتي طال انتظار الشعب المصري لها منذ حوالي تسعين عاما، لأن هذه الانتخابات تعني وضع مصر على درب الحرية وإنشاء مؤسسات تمثل الشعب، تملك السلطة لمحاسبة كل فلول مبارك وتطهير الإعلام والشرطة بل والجيش، ومحاسبة كل لصوص الاقتصاد الذين نهبوا الشعب المصري لعقود، وتبدأ إصلاح البلد وتعميرها.. وكل هذا لا تريده أمريكا وإسرائيل وعصابة مبارك في أمن الدولة والشرطة والحزب الواطي المنحل، ورجال الأعمال اللصوص، والإعلاميين المنافقين والمثقفين الفجرة، وكل المنتفعين من نظام مبارك، الذين حظوا بالمال والنفوذ والشهرة في عهده!!
ولا أخفي أيضا أنني أشم رائحة الموساد والسي آي إيه في هذه الفتنة، فهما من يمتلكان هذا النوع من التخطيط المركب والعبقرية الخبيثة في خلط الأوراق وتفريق الحلفاء ونسف الثورات من داخلها.. ويساندهم في هذا عملاء الداخل.. والتصريحات معلنة عن الأموال الطائلة التي تدفعها أمريكا لبعض المؤسسات المصرية بحجة تدعيم الديمقراطية!!
لهذا يجب أن يلزم كل منا بيته ولا يشارك في صنع الفوضى، ولا ينزل أحد إلى الميدان إلا بدعوة متفق عليها من جميع الأحزاب والقوى السياسية والثورية، ولمطالب موحدة لا خلاف فيها.. أما استسهال النزول إلى الميدان لمطالب حزبية أو فئوية، أو كرد فعل على أي استفزاز مخطط، فهو سيسقط الثورة في المكائد المنصوبة لها، وسيثير الفوضى، ويقسم الشعب المصري إلى فريقين أو أكثر، ويهدد بتدمير البلد.
وفي النهاية، الأكثر ذكاء وتخطيطا واستخداما لعقله، هو من ينتصر.. وليس الأكثر حماسا وصراخا في الميادين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.