ملحمة العباسية: الجيش والشعب يد واحدة
الهدف من مسيرة عيال التحرير إلى العباسية في منتهى الوضوح: فقد ظن هؤلاء العيال المأجورون والمخدوعون أن الشعب المصري سينضم إلى مسيرتهم، وأنهم سيكررون نفس سيناريو يوم عيد الشرطة، مرة أخرى في يوم عيد ثورة 52.
لقد سمعت محمد عادل في اتصال بالجزيرة مباشر مصر في بداية المسيرة يقول: نحن حوالي 10 آلاف، بل زاد العدد الآن ووصل عشرين ألفا.. وهي مبالغة لتشجيع الناس للنزول والانضمام إليهم.
وكان هؤلاء يظنون أنهم سيحاصرون مبنى وزارة الدفاع بمئات الآلاف، فلو واجههم الجيش بالعنف يثور عليه الشعب، ولو تركهم يحاصرون الوزارة، فسيضطر المجلس العسكري في النهاية للإذعان إلى مطالبهم، والتي سيرتفع سقفها تباعا إلى المطالبة بتنحي المجلس العسكري!!
لكن الشعب المصري أوعى من أن ينجر إلى هذا المخطط العبيط، فلم ينضم إلى المسيرة أحد من خارج التحرير، ولم يزد عدد المشاركين فيها عن ألفين أو ثلاثة آلاف، ووقف أمامها أهل العباسية الكرام ليربوا هؤلاء العيال بعلقة ساخنة معتبرة.
ولو صح ما يزعمه هؤلاء العيال عن أن من هاجمهم هم مجموعة من البلطجية، فالسؤال المنطقي هو: وهل وقف أهالي العباسية يتفرجون على ثوار مصر وهم يضربون من البلطجية؟.. إن فعلوا هذا، فمعناه أنهم متضامنون مع البلطجية، وأن الثوار ليسوا ثوارا بل هم البلطجية الحقيقيون المنبوذون من الشعب!
إن صدقنا أن ما حدث في العباسية كان هجوما من البلطجية، فإن سكوت أهالي العباسية على ما حدث لهؤلاء العيال دليل على تضامنهم من الجيش والشرطة ورفضهم لتصرفات هؤلاء الغوغاء الذين يريدون إشعال الفتنة.. ولو أن الشعب المصري رأى أي خطأ فيما حدث لهؤلاء العيال في العباسة، لرأيت مليون مصري في الميدان يطالبون بالقصاص.. وهذا معناه أن هؤلا العيال لا يفهمون الشعب المصري، ولا يفقهون شيئا في السياسة، ولا يقدرون العواقب (فالسير في الشوارع يجعلهم عرضة لكل أنواع الاعتداءات والاحتكاكات من جميع المتآمرين، إلا لو كانوا يقصدون هذا فعلا ويقولون شكل للبيع!!)، وإضافة إلى كل هذا: هم فاشلون إعلاميا ورغم كل القنوات المفتوحة لهم لم يستطيعوا تبرير تصرفاتهم!!.. أنا أقول لك: كل الإصابات التي لحقت بهم يستحقونها وأكثر.. هذه نتيجة طبيعية للغباء العقلي، وأرجو أن يكون لديهم على الأقل ذكاء عاطفي، يجعلهم يتعلمون من الألم فلا يكرروا نفس الأخطاء مرة أخرى!
للأسف: البعض مصر على عدم الفهم.. الشعب المصري قالها لهم سلميا في الاستفتاء ولم يفهموا.. قالها لهم في المليونيات الكبيرة التي حينما تقتصر عليهم وحدهم لا تتعدى بعضة آلاف ولم يفهموا.. قالها لهم في علقة العباسية وعلقة الإسكندرية ولم يفهموا.. أنا أحذر أن صبر الشعب المصري بدأ ينفد.
أرجو أن يتعلم عيال التحرير الدرس مما حدث، ويفهموا أن الشعب المصري ليس ساذجا مثلهم، وأنه واع بالمخاطر التي تحيط بمصر، ويفهم جيدا أن أي مساس بالجيش المصري يهدد أمنها القومي، وأننا لن نسمح أبدا بأن نكرر مأساة ليبيا واليمن وسوريا، وأن الوسيلة الوحيدة لانتقال السلطة، هي عبر صناديق الاقتراع، وبالمسار الذي حدده الشعب في الاستفتاء، وأي محاولة لتجاوز هذا سيقف لها الشعب بنفسه، كما رأينا في العباسية.
لهذا تذكروا دائما هذه القاعدة: لا أحد يمنعكم من انتقاد المجلس العسكري، لكن الشعب المصري لا يقبل سب قادة جيشه، ولا يقبل الهتافات بإسقاط المجلس العسكري، ولا يسمح أبدا بالمسيرات تجاه المناطق العسكرية.. وعلى كل إنسان أن يعرف حجمه جيدا ويلزم حدوده، فمصر ليست لعبة لنتركها في يد مجموعة عيال!
ملحوظة1:
كلمة عيل ليست إهانة، بل حقيقة.. العيل هو من يعوله غيره، وهؤلاء طلبة جامعة وثانوية، وإلا فكيف يعقل أن يعتصم موظف يعول نفسه في ميدان التحرير لثلاثة أسابيع؟.. كما أن هؤلاء العيال لم تتم تربيتهم أصلا، وسبابهم البذيء لقادة الجيش مسجل ومنشور، ولا تجدون منهم إلا قلة أدبهم مع كل من ينصحهم على النت.. هؤلاء أسوأ من في مصر، ولو أنهم فعلا هم من سيأتون لنا بحقوقنا فأنا أفضل الظلم عليهم!!.. فليس أسوأ من الظلم إلا أن يطالب بالحق الجاهل سيء الخلق، فهو قادر على إشعال الفتن وهدم الدولة على رؤوسنا جميعا!.. وقد أثر عن علي بن أبي طالب قوله: إياك ومصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك!
ملحوظة2:
ما حدث في العباسية يجعلنا نتساءل جديا عن هوية الرجال الأبطال الذين شاركوا في موقعة الجمل وصمدوا أمام الرصاص والقنابل الحارقة إلى صباح اليوم التالي، فمن تابع موقعة العباسية، لم يسمع إلا أنباء عن هروب المشاركين فيها، واستغاثات لفتح ممر آمن للعودة إلى التحرير!!
ملحوظة3:
في ضوء ما حدث في العباسية، فلنراجع مرة أخرى هذا الكلام الذي نشره د. محمد عباس في مقال له قبل أسبوع من جمعة 8 يوليو: يظهر موقع إسرائيلي اسمه موقع "فيلكا إسرائيل" جزءا من التخطيط الإسرائيلي الأمريكي للتدخل في الثورات العربية.
إن الخطة تعتمد "استراتيجياً" على استغلال رغبة الناس المشروعة في الحرية والكرامة والتخلص من الفساد وتحويل رغبات الناس إلى فوضى عبر إقناع الناس أن طريق الإصلاح من داخل النظام مغلق وان الحل هو ثورة شاملة.وذلك عبر إنشاء خمسة أنواع من الشبكات :
1- شبكة "الوقود" : من شباب متعلم وعاطل عن العمل ثم ربطهم بطريقة غير مركزية.
2 - شبكة "البلطجية" من خارجين عن القانون وأصحاب جرائم كبيرة من المناطق النائية، ويفضل غير السوريين.
3 - شبكة "الطائفيين العرقيين" من شباب محدود التعليم، من كل طائفة أو عرقية مع تحت سن 22 سنة.
4 – شبكة "الإعلاميين" من قادة مؤسسات المجتمع المدني الممولة أوروبيا وليس أمريكيا.
5- شبكة "رأس المال" من التجار وأصحاب الشركات والبنوك والمراكز التجارية
وعن طريقة استخدام الشبكات، والربط بينها، تقول الخطة:
يتم استغلال طموح الشباب في الشبكة الأولى (شبكة الوقود) عبر عبارات جذابة و استغلال قدرات أعضاء الشبكة الثانية (شبكة البلطجية) عبر: أعمال القتل المحترفة و إحراق الأبنية العامة بشكل سريع وباستخدام مواد سريعة الاشتعال.والتدريب على اختراق السجون والمراكز الشرطية وأبنية الأمن.
ويتم استغلال أعضاء الشبكة الثالثة (شبكة الطائفيين العرقيين) عبر: شحن مشاعرهم استغلال صغر سنهم وقلة معرفتهم بالتاريخ والجغرافيا وإيصالهم إلى حافة الاستعداد لأي شيء.
كما يتم توظيف وتطوير قدرات الشبكة الرابعة (شبكة الإعلاميين) على قيادة الناس (الرأي العام) عبر:
- تمكينهم من التواصل مع أجهزة الإعلام
- تسويقهم كأشخاص وطنيين يدعون إلى المجتمع المدني.
- إعداد كوادر مدربة على التقنيات الإعلامية الحديثة كالمدونات والانترنت تخدم هؤلاء في التواصل مع الجمهور.
- عقد اجتماعات معهم بشكل دوري وتوحيد جهدهم
أما الشبكة الخامسة (شبكة رؤوس الأموال)، فيتم استغلال خوفهم على مالهم وكونهم من أهالي المدينة، بحيث يجب تثبيت ما يلي:
- ربط التجار بمسئولين تجاريين في السفارات الأوروبية تحت ستار العلاقات التجارية.
- اختراقهم بواسطة علاقات جنسية يتم تصويرها لابتزازهم بها لاحقا.
واحتوت الخطة، في فصلها "التنفيذي" على سيناريوهات عدة، وتفاصيل دقيقة لكيفية البدء والتحرك، واستغلال الشبكات، وطريقة التحرك.
- عندما يبدأ التحرك في الشارع يجب وبأقصى سرعة إثارة الناس وتحويل المطالب العادلة إلى مطالب أعلى سقفا هي إسقاط النظام وتنفيذ ما يلي:
- إدخال الشبكة الثانية "شبكة البلطجية" إلى المسرح فورا لمهاجمة كل من المتظاهرين والأمن.
- إدخال الشبكة الرابعة (الإعلاميين والمأمول عندهم أن سينقسم الجيش وتنهار أجهزة الأمن وتنهار الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.