المتابعون للمدونة

الخميس، 1 ديسمبر 2011

إلقائي لقصيدة حكاية البحر

هذه محاولتي الثانية لإلقاء قصيدة حكاية البحر.. في المرة الأولى كانت جودة الصوت أقل:



وقد سبق نشر القصيدة هنا:

بالمناسبة:
هذا هو تعليق الصديق م. نزار شهاب الدين على القصيدة، وقد نشره منذ عدة أعوام على موقعنا أدباء دوت كوم، المتوقف حاليا، وأحب نشره هنا لأنه شهادة أعتز بها للقصيدة، كما أنه يحلل بنية النص، مما قد يساعد القارئ في فك رمز القصيدة، وإدراك أبعادها المختلفة.. يقول نزار:
من أروع أعمال الشاعر والقاص محمد حمدي غانم.. عمل متكامل شعريًا: موسيقى فياضة وصور أخاذة وسرد مشهدي جميل.
لم نعرف القصة هنا في شكل سرد تقليدي، بل كانت فيما يشبه لقطات السينما وهذا من أمثلة استخدام فنون أخرى داخل الشعر.. أضف إلى ذلك أن القصيدة يدور أغلبها في الزمن الماضي، لكننا نرى ذلك من خلال استدعاء الشاعر له وهو ما يسمى بالفلاش باك (الاستدعاء)، وهو فن آخر من فنون السينما.
من الجميل أيضًا استخدام جملة مكررة بعد كل مقطع ثم تتغير مرة واحدة بشكل طفيف ثم تفجر المفاجأة في نهاية القصيدة.
استفاد الشاعر من الأسلوبين السينمائيين ليقدم خاتمة سينمائية أخرى، يخرج بها من الفلاش باك، مقدمًا مفاجأة النهاية في مشهد سينمائي، تتوّجه الجملة المكررة المتغيرة كما أسلفنا.. ويستدعي الشاعر في هذا المشهد مشهدين آخرين سردهما من قبل ليربط هذا بذاك، في لفتة دائمًا ما تثير الإعجاب وتبرز التطور الدرامي، فالمشهد الأخير تكرار لمشهدين سابقين تدعوه فيهما حبيبته إلى البحر/الحرية لكنه يأبى.. وعبر الشاعر عن تغير الموقف عن طريق تكرار نصف البيت "وتشدُّني للبحْرِ ضاحكةً" والذي انتهى من قبل بـ "وأصرخ خائفًا: لا.. لا أريد" ثم مرة أخرى بـ "فأصرخ خائفًا: لا.. لا أروم" لينتهي هذه المرة بـ "فأذعن باسمًا لندائي".
أعجبني بشكل خاص البيت القائل "كانت تحب الله و التاريخ والوطن المعذب والجراح" فهو يعطف أشياء لا علاقة بينها ظاهريًا ليستفز تفكير القارئ ليربط بينها معبرًا عن أزمة الأمة (في رأيي).
القصيدة موسيقيًا جاءت من بحر الكامل ولكن في شكل غير كلاسيكي ابتكره ـ على حد علمي ـ الشاعر الراحل محمود حسن إسماعيل وهو يتكون من خمس تفعيلات بدلاً من ست (في الصورة الكاملة للبحر) أو أربع (في الصورة المجزوءة) أو اثنتين (في الصورة المنهوكة).. وهذا القالب يذكرنا بأول من عرّفنا به وهو الشاعر محمد حسام عباس الذي أدين له شخصيًا ويدين كثير من شعراء كلية الهندسة له بفضل كبير بعد الله عز و جل.. وقد كان هو أول من عرّفنا بهذا القالب الشعري وأبدع فيه.. نعد بأن نستأذنه في نشر أعماله قريبًا إن شاء الله.
مما يستوجب التعليق في النص، الغموض الشفيف واستخدام الرمز بلا إغراب.. والنص قد يفهم على أكثر من مستوى، مستوى القارئ العادي ومستوى القارئ المثقف الذي سيلتفت للرمز ويسقطه على المرموز إليه، وكلا القارئين سيستمتع.
القصيدة بها الكثير من لمحات الإبداع ولعل بقية كتابنا وقرائنا يشاركونني في استقراء هذا النص الممتع الذي أعدت اكتشافه بعد سنوات طويلة من قراءته للمرة الأولى.
تحياتي العطرة للجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر