المتابعون للمدونة

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

نحن الفلول!!

نحن الفلول!!

قامت الثورة في الأساس بسبب اختلال التوازن الطبقي، والظلم الاجتماعي.. فحوالي 20% من المجتمع، يملكون 80% من الثروة.. 20% من المجتمع المصري تعني حوالي 16 مليون منتفع ومتربح من عصر مبارك وعصابته، في الحكومة والحزب الوطني وإدارات الدولة المختلفة، ورجال الأعمال وقطاع الاقتصاد، والشرطة وأمن الدولة وأجهزة الأمن السرية، ومرتزقة التلفزيون والإذاعة والسينما والصحافة ووزارة الثقافة والأحزاب الكرتونية والعلمانيين الذين يتلقون الدعم الخارجي تحت واجهة مؤسسات المجتمع المدني، والقوادين ممن يتكسبون من عرق الراقصات والداعرات في الخمارات والمواخير وشواطئ العري، إضافة إلى تجار السلاح والمخدرات والمهربين، وجيش من المنافقين والبلطجية يخدم كل هؤلاء.
وهذا يعني أن من نسميهم الفلول ليسوا 16 شخصا، بل 16 مليون شخص، في أيديهم مليارات نعجز عن حصرها، وتحت سيطرتهم إدارات الدولة ووسائل الإعلام وأجهزة الأمن ومؤسسات الاقتصاد وجيوش من البلطجية والمرتزقة!
من يفهم هذه الحقيقة ستتضح له إجابات كل الأسئلة الغامضة عن عدم جدية محاكمة مبارك وعصابته حتى الآن، وعن سبب الفتن التي تندلع بصورة دورية لعرقلة الثورة ومنع انتقال السلطة، وعن عجز الجيش عن محاسبة كل هؤلاء إن أراد هذا!!
إنه ببساطة الصراع بين الثورة والثروة!
اسألوا أنفسكم مثلا: لماذا ما يزال ساويرس حرا طليقا رغم أنه من أخطبوطات عصر مبارك، وكل تصريح له يدينه، وهناك عشرات القضايا المقدمة ضده للنائب العام، منها قضية الجاسوس الأردني؟
ولماذا لم يحاكم أحمد عز ولا أبو العينين حتى الآن؟
ولماذا يجلس فاروق حسني في بيته معززا مكرما، بل استضافه أبو حمالات في برنامجه على قناة التحرير، كأنه أحد من قاموا بالثورة، وهو أكبر مجرمي عصر مبارك، وجلس في منصبه ربع قرن، محطما رقما قياسيا لم ينافسه فيه إلا مبارك؟!
يا سادة: هؤلاء الفلول ليسوا فلولا.. إنهم الدولة نفسها وأعصابها ودماؤها.. وهم لن ينتظروا بلا حراك إلى أن يصل الإسلاميون إلى السلطة ليحاسبوهم ويصادروا أموالهم ويعدموهم ويحبسوهم في السجون!!!
تريدون الحقيقة؟.. نحن الفلول.. عدد بلا عدة، ولا خطة ولا وعي!!
وهم سيعملون كل ما بوسعهم لجعلنا نقتل بعضنا بعضا وندمر ثورتنا بأيدينا، ليستمتعوا بثرواتهم التي نهبوها منا، وهم يشربون الخمر في جماجمنا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر