من زرع الاستعلاء حصد التجاهل
خرج العلمانيون على الفضائيات بعد الاستفتاء الماضي، يسبون أغلبية الشعب المصري، ويتهمونهم بالجهل والغباء وتقاضي الرشوة والتصويت على دخول الجنة، ونسوا أن هؤلاء الذين سبوهم ينتمون لشعب لديه كرامة ولا ينسى الإساءة، ولا يمكن أبدا أن يصوت في أي انتخابات تالية لمن شتمه وأهانه.. فلماذا هم مفجوعون الآن بسبب الفوز الساحق للإخوان والسلفيين والوسط؟.. أليست هذه نتيجة طبيعية لغباء العلمانيين السياسي وغبائهم العقلي بصورة عامة؟
ثم إذا كان الإسلاميون يكتسحون الانتخابات بسبب جهل العامة كما يدعي العلمانيون، فكيف إذن اكتسح الإخوان نقابات المعلمين والمهندسين والأطباء والصيادلة والمحامين؟
هل كل هؤلاء المتخصصين جهلة أيضا؟
ومن هم النخبة إن لم يكونوا هؤلاء؟
أما النكتة الكبرى فهي أن معظم العلمانيين تخصصاتهم نظرية وأدبية وفلسفية (ومعظمهم خريجو كلية الآداب)، ولكنهم مصرون على الادعاء بأنهم أصحاب العقلية العلمية وأنصار التطور العلمي والتقنية مع أنهم لا يفقهون حرفا في العلوم، بينما في الحقيقة معظم أعلام التيار الإسلامي اليوم هم أهل العلم المادي فعلا وليسوا أزهريين، فهم أطباء وصيادلة ومهندسون وعلميون وجمعوا إلى جوار تخصصاتهم ثقافة إسلامية ودراسات فقهية، ومؤيدوهم ينتمون إلى كل قطاعات الشعب المصري بكل تخصصاته وثقافاته.. لكن يبدو أن الخطاب العلماني في بلادنا تحنط عند القرن التاسع عشر، وصار عاجزا عن رؤية الواقع على حقيقته!
لكل هذا أقول:
إذا لم يصارح العلمانيون أنفسهم بالحقيقة، وإذا لم يبحثوا عن منابع الخلل في تفكيرهم وسلوكهم، فمن المؤكد أنهم سينقرضون من مصر في خلال جيل واحد على الأكثر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.