انتهبوا: لا تعطوا أصواتكم للمرشحين تحت الأربعين!!
الشباب الشباب..
يؤكدون لك أن كل حلول مصر تكمن في هذه الكلمة السحرية!
وهل نسينا سريعا أن عبد الناصر كان شابا حينما حكم مصر، فاستلم مصر والسودان موحدتين إضافة إلى قطاع غزة الواقع تحت الإدارة المصرية، وبفضل شعاراته عن الوحدة العربية، سلمنا مصر وحدها بدون سيناء؟!!
وهل نسينا سريعا أن القذافي كان في السابعة والعشرين من عمره حينما حكم ليبيا؟.. فماذا فعل بليبيا وبنفسه؟
وهل نسينا أنهم غيروا دستور سوريا بعد موت حافظ الأسد ليسلموها لشاب عمره 35 عاما؟.. فماذا فعل بشار بسوريا وبشعبه؟
وهل نسينا أن من حكم مصر فعليا في السنوات الخمس الأخيرة كانت عصابة علاء مبارك وجمال مبارك وأحمد عز وجيل الشباب في الحزب الوطني؟
المخيف في الأمر أن إعلام مبارك الذي ما زال قائما بعد الثورة، تلاعب بالشباب ونافقهم ونفخ غرورهم لزجهم في الانتخابات وإطماعهم في السلطة، ليضمنوا الحصول على مجلس شعب كله عمال وفلاحين ونساء ومراهقين وفلول فيسهل التلاعب به.. أو ليضمنوا إعادة إنتاج عبد الناصر جديد وقذافي جديد وصدام جديد وبشار جديد، إلى آخر شلة المراهقين الجهلة الذين حكموا بلادنا فضيعوا أنفسهم وضيعونا.
يبدو أننا ندور في نفس الحلقة المفرغة، ونتطرف من النقيض إلى النقيض، دون أن نتعلم أبدا!
إن خفض سن الترشح لمجلس الشعب، أسوأ ضربة وجهها الفلول لهذه الثورة، وفي رأيي أنه ليس أسوأ من الحاكم الطاغية العجوز البليد، إلا الثائر الشاب الجاهل المستبد!
نصيحتي لكم: لا تعطوا أصواتكم في الانتخابات القادمة لأي شخص غير ناضج تحت سن الأربعين، لأنه من غير المعقول أن يخرج شاب من الجامعة بمصروف والده، ليذهب إلى مجلس الشعب بلا أي خبرة عملية، ولا حتى خبرة إدارة أسرته الخاصة، ليشرع لنا قوانين الاقتصاد والزراعة والصناعة والتعليم والصحة والأحوال الشخصية و... و... و...
إن عضو مجلس الشعب يراقب أداء الحكومة، ويطرح مشاكل دائرته، ويناقش الموازنة العامة ومشاريع القوانين في جميع المجالات،.. كل هذا لا يقدر على القيام به إلا شخص من الصفوة، عالي الخبرة واسع الثقافة بجميع المجالات، يحتك في حياته بجميع الفئات، وهذا يفرض بالضرورة مستوى تعليميا وعلميا وثقافيا وعمريا معينا.. هذا لا يصلح لشاب ولا فلاح ولا عامل ولا امرأة.
مجلس الشعب ليس مسرحية للمهرجين، وليس كعكة تقسم بالمحاصصة، جزء لكل طائفة دينية وعمرية ونوعية، وإلا لكان لزاما علينا أن نضع فيه ممثلين عن الأطفال والشيوخ والمعاقين والمجانين والمرضى النفسيين والمطلقين والمطلقات والعاطلين والعوانس و......
لكن في الحقيقة كل هؤلاء يمثلون سياسيا من خلال برامج الأحزاب، التي يعبر عنها سياسيون بارعون محنكون خبراء في مجالاتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.