الحزم هو الذي يحقن دماء الأبرياء
والفتنة أشد من القتل
يقولون لك إن هذه ثورة وكل شيء مباح باسمها للثوار، بينما كل شيء ممنوع على قوات الأمن لحرمة النفس والدم والإفراط في العنف.
ويؤكدون لك أن من ماتوا ليسوا بلطجية، فمنهم شيخ أزهري وطبيب وطفل وما شابه..
في الحقيقة نحن لن نعرف حرمة النفس أكثر من القرآن الكريم، وقد استثنى من هذه الحرمة القاتل والمفسد في الأرض ومن يحارب الله ورسوله:
(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة.
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {34}) المائدة.
لهذا حينما أتكلم عن حق قوات الأمن في استخدام القوة، التي قد تصل إلى القتل إن لزم الأمر، فأنا أتكلم عن المخربين المعتدين المفسدين في الأرض.. سموهم ثوارا، سموهم بلطجية.. الذي يحمل حجرا ويلقيه على أي إنسان يشرع في جريمة قتل، لأن هذا الحجر لو صدم رأس إنسان أو وجهه أو عينه فقد يقتله.. فلماذا لا تذكّرون هؤلاء أولا بحرمة النفس.. وماذا يريدون أصلا من وراء مهاجمة قوات الأمن؟
ومن يلقون النار لإحراق المباني بما فيها على من فيها.. أليسوا مفسدين في الأرض مخربين قتلة؟
ثم إن ترك هذه الفوضى تتمادى هو ما قتل الشيخ والطبيب وغيرهما في الأساس.. سواء كان من قتلهم مندسون، أو حتى بسبب وجودهم وسط هذه الفوضى بين من يلقون الحجارة على الجنود ويخطفون بعضهم، ويقذفون كرات النار على مباني الدولة ليحرقوها, مما أوجب على من يدافعون عنها إطلاق الرصاص.. من يريد المحافظة على حياته، ينهاه عقله عن الوقوف بين هؤلاء أساسا!
لقد بدأ الأمر بشاب مضروب.. فأي عقل ومنطق في تصرف الشباب بعنف وهمجية تؤدي في النهاية إلى قتل أكثر من 13 شخص وإصابة أكثر من 500؟.. هل جاء هذا بحق الشاب المضروب، الذي لا نعرف أصلا إن كان له حق أم كان مخطئا منذ البداية؟
إن الحزم وعقاب المفسدين بقوة في الحال، هو الذي يمنع الفوضى وتفاقم الفتنة ويحفظ النفس والأمن والممتلكات.
فلا تستمرئوا سياسة التهييج والتحريض، والقص واللصق وتوزيع الاتهامات.. الفتن تتأجج وتلتهب حينما يصر كل طرف على أنه المصيب والآخر مخطئ، وكل منهما يجد في تصرفات الآخر ما يجعله مستريحا نفسيا عند قتله، بل ربما يكون مستلذا بهذا أصلا!!
فاسألوا أنفسكم دائما: إلى أين تريدون أن تصلوا بالوطن من وراء كلماتكم.. وتذكروا أن الفتنة أشد من القتل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.