المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

حينما يكون القتل واجبا!

حينما يكون القتل واجبا!

إن كان لنا أن نحاسب الجيش على شيء، فهو تهاونه في حماية مؤسسات الدولة وتراثها ضد المخربين، وعدم استخدامه للقوة التي سلحناه بها من قوت عيالنا لكي يحمينا بها، حينما تطلب الأمر ذلك..
للأسف: العملاء الذين تدربوا في الخارج على تحييد المؤسسات الأمنية، ينفذون ما تدربوا عليه بمهارة، وجعلوا المسئولين مهزوزين وخائفين من استخدام سلطاتهم حينما يجب.
لقد حرم الله سبحانه قتل النفس، ولكنه استثنى من ذلك (بغير نفس أو فساد في الأرض).. وجعل حد الحرابة (القتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل أو النفي) جزاء لمن (يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا)... مخطئ إذن من يظن أن قتل هؤلاء العابثين شهادة لهم، بل هو فريضة على الجيش، سيحاسب عن تقصيره في أدائها يوم القيامة، فكل مخرب لا يقتله أو يعتقله ويعاقبه إن استطاع، يزيد رقعة الفتنة، فيموت بعد ذلك عشرات ثم مئات ثم آلاف، وربما يوما نجد الملايين يموتون بسبب هذا حينما تنهار الدولة ويتفتت الوطن.
وهذا الخطأ سقط فيه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، حينما حاصر المتمردون بيته في المدينة وهو خليفة المسلمين، فرفض أن يأذن للصحابة بقتالهم خشية أن يقابل الله ودمهم في عنقه.. فماذا كانت النتيجة؟
-       قتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان.
-  حدثت حرب أهلية بين المسلمين، قتل فيها الكثير من الصحابة، وانتهت بمقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
-       ظلت الفتن تتتابع حتى قتل بسببها الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-       ظهرت بسبب هذه الفتن المذاهب الضالة كالخوارج والشيعة، وتم تحريف العقيدة.
-  بسب هذه الفرق ظل المسلمون يتقاتلون عبر التاريخ، وقتل منهم الملايين، وما زال هذا ساريا حتى اليوم، والمنطقة على شفا حرب بين السنة والشيعة في أي لحظة!
-  ظلت الدولة الإسلامية في حالة تمزق وظهر فيها أكثر من خليفة، ما استدعى بني أمية إلى الاستعانة بالسفاح الحجاج بن يوسف الثقفي، فضرب الكعبة بالمنجنيق وقتل عبد الله بن الزبير، وذبح آلاف المسلمين في العراق وغيره.. لكنه في النهاية وحد دولة قوية امتدت فيها الفتوحات من الأندلس إلى حدود الصين وخضعت لخليفة واحد.
السؤال هو: هل كان قتل بعض عشرات أمام دار سيدنا عثمان أفضل، أم الرحمة المثالية التي قتل بسببها الملايين من يومها وحتى الآن؟
وألم يحارب أبو بكر الصديق رضي الله عنه المرتدين والقبائل التي امتنعت عن أداة الزكاة إلى بيت مال المسلمين، فمنع بذلك تفتت الدولة الوليدة وانتشار الفوضى فيها؟
الخلاصة: أي دولة يجب أن يكون لها أنياب ومخالب، ويد باطشة تفرض بها النظام وتطبق القانون وترهب المفسدين عن الخروج عليها وإشاعة الفوضى فيها.. ووليّ الأمر مسئول عن أرواح الملايين، ومصير وطن ومستقبل أمة.. ولو تهاون مع أي مخرب رخّص له القرآن الكريم في قتله أو معاقبته بفساده في الأرض، فإنه قد يحمل في عنقه دماء ملايين المسلمين إلى يوم الدين!
إن كان الإفراط في استخدام القوة مذموما.. فإن التفريط في استخدامها أشد ذما..
لو لم نتعلم من كل ما سبق من تجارب الأمم فنحن لا نستحق البقاء، فليس في التاريخ مكان للذين يكررون نفس الأخطاء بحذافيرها.

هناك تعليقان (2):

  1. جاءني تعليق على هذا المقال طلب صاحبه عدم نشره، وقد احترمت هذا لكني أحتاج للرد على كل حال..
    يركز التعليق على أن هذه ثورة وعلى حرمة النفس وأن ممن قتلوا شيخ وطبيب وما شابه..
    في الحقيقة نحن لن نعرف حرمة النفس أكثر من القرآن الكريم، وقد استثنى من هذه الحرمة القاتل والمفسد في الأرض ومن يحاربون الله ورسوله:
    (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة.
    (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {34}) المائدة.

    وأنا أتكلم في مقالي عن المخربين المعتدين المفسدين في الأرض.. سموهم ثوارا سموهم بلطجية.. الذي يحمل حجرا ويلقيه على أي إنسان قد شرع في جريمة قتل، لأن هذا الحجر لو صدم رأس إنسان أو عينه أو وجهه فقد يقتله.. فلماذا لا تذكرون هؤلاء أولا بحرمة النفس؟
    ومن يلقون النار لإحراق المباني على من فيها؟. أليسوا مفسدين في الأرض مخربين، قتلة؟
    ثم إن ترك هذه الفوضى تتمادى هو من قتل الشيخ والطبيب وغيرهما.. لقد بدأ الأمر بشاب مضروب.. فأي عقل في التصرف بعنف وهمجية تؤدي فقي النهاية إلى قتل أكثر من 11 نفس وإصابة أكثر من 500؟.. هل جاء هذا بحق الشاب المضروب، الذي لا نعرف أصلا إن كان له حق أم كان مخطئا منذ البداية؟
    إن الحزم وعقاب المفسدين بقوة في الحال، هو الذي يحفظ النفس والأمن والممتلكات..

    و لا أدري لماذا استهجن البعض كلامي عن فتنة مقتل سيدنا عثمان، وإني لم أقل رأيا لم يقله الصحابة أنفسهم (وقد أثبت التاريخ بعد ذلك صواب رأيهم، وخطأ اجتهاد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه).. يقول الشيخ محمد حسان:
    وأُخبر عثمان بذلك (أي بقدوم من خرجوا عليه)، فجمع عثمان الناس في المسجد، وقام على المنبر خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وأخبرهم بحقيقة القوم، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار: اقتلهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (من دعا إلى نفسه أو إلى أحد وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله، واقتلوه)، أتدرون ماذا قال الحيي التقي النقي؟ لقد قال: (كلا، بل نعفو ونقبل، ونبصرهم بجهلنا، ولا نقتل أحداً حتى يرتكب حداً أو يبدي كفراً)

    وذهب بعض الصحابة إلى عثمان رضي الله عنه؛ ليعرضوا عليه الأمر في خفية، فقالوا: يا خليفة رسول الله! أرسل إلى البلاد أن يبعثوا إليك مدداً لقتال هؤلاء، أتدرون ماذا قال؟! قال بيقين وثبات عجيبين: (ما أحب أن ألقى الله وفي عنقي قطرة دم لامرئ مسلم) يا سبحان الله! فأشاروا عليه مشورة ثانية فقالوا: فلتخرج إلى الشام إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه؛ فإن الأمر في الشام على خير ما يرام. فقال: (والله! ما كنت بالذي يختار جواراً على جوار رسول الله) فأشاروا عليه أمراً ثالثاً أشار به معاوية فقال: أرسل إليك جيشاً من الفرسان لحفظ حياتك؟! أتدرون ماذا قال؟! قال: (يزاحمون أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار في المدينة؟!). فقال معاوية : إذاً: ستغتال! فقال عثمان : (حسبي الله ونعم الوكيل!) الله أكبر!
    من خطبة للشيخ محمد حسان:
    http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=143080

    ردحذف
  2. بالمناسبة يا صاحب التعليق الذي لم ترد نشره:
    أنا لا أعرفك.. رغم أنك تفترض هذا دائما..
    أنا والله لا أقرأ الفنجان ولا أملك أي بلورة سحرية :)

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر