المتابعون للمدونة

الأحد، 18 ديسمبر 2011

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا المشير!!

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا المشير!!

لماذا لا يتوقف عاقل ليسأل نفسه هذه الأسئلة:
من هم المجندون في الجيش المصري؟.. أليسوا عينة عشوائية من المجتمع المصري؟
وما الفارق بينهم وبين الشباب الهمجي البلطجي الذي يلقي الطوب ويشعل النيران ويحرق منشآت الدولة؟
أليسوا جميعا نتاج نفس المجتمع وأعرافه ومدارسه وإعلامه وثقافته؟
وماذا تتوقع من شاب مجند منهك من أداء الحراسة في حر النهار وبرد الليل، حينما تنهال عليه كل هذه الشتائم والحجارة وقنابل المولوتوف؟
وهل حاولت أن تضع نفسك مكان هؤلاء المجندين لتقدر غضبهم وهم يحملون زملاءهم المصابين الذين أمضوا معهم شهورا في نفس المكان، يأكلون في طبق واحد، ويتقاسمون عناء الخدمات؟
ولو كنت من موظفي مجلسي الوزراء والشعب المحاصرين في الداخل، أليس من الطبيعي أن تجمع الطوب الذي ينهال عليك وتصعد أعلى المبنى لترد على مهاجميك؟
ولماذا تفترض أن يكونوا ملائكة ما دام مهاجموهم لا يستطيعون ذلك؟
وهل هناك فارق جوهري بين هؤلاء وهؤلاء في الثقافة والتعليم والتربية؟
أليسوا جميعا تربية ثقافة جماهير الكرة والألتراس المتعطشة للعنف والانتقام، وهو ما نعانيه في كل ربوع مصر من صراعات بين عائلات وقرى، وقطع طرق، وقتل ثأري؟
ولماذا تركز دينا عبد الرحمن على المجند الذي تبول على المتظاهرين، كأن هذه جريمة من جرائم الجيش، أو كأن المشير أمره شخصيا بهذا، وتنسى أن هذا التصرف ناتج عن سوء تربيته هو في الأساس، ولا يوجد في الجيش أمر اسمه التبول على الأعداء J؟
لقد كنت في الجيش، وأعرف تماما ما أتكلم عنه.. الجيش المصري لا يجند ملائكة، ولا يستبعد إلا من كان لهم ملف في أمن الدولة (ونحن نعرف الآن أن هؤلاء هم أشرف من في مصر).. الجيش في النهاية نسخة مصغرة من المجتمع المصري بكل عيوبه وآثامه، مضافا إليها وضع المجندين تحت عبء نفسي وجسدي مستمر، وخوف دائم من العقاب والعزل والحجز والحبس ودفع فاتورة العهدة، مما يجعلهم يتصرفون بطريقة حادة على الدوام.
وفي الجيش تجد جميع درجات الثقافة من الجامعة إلى الأمية، وجميع درجات الصلاح والفساد.. فهناك من يدخنون ومن يسكرون ومن يشربون البانجو، ومن يسرقون ومن يرتشون، ومن يزنون ومن يفطرون في رمضان..  وفيه من ينتحرون، وفيه من يقتلون زملاءهم وقادتهم..
وهناك مجندون إسلاميون وشعراء ومثقفون وعباقرة وموهوبون في كل مجال..
إذا كنت دخلت الجيش فأنت تعرف ما أتكلم عنه.. وإذا لم تكن دخلته، فأخبرك أنه لا يختلف في أي شيء عن أي شارع تسير فيه: به جميع نماذج البشر، وردود أفعالهم هي نفس ردود الفعل التي يجب أن تتوقعها من أي شخص في أي حارة مصرية..
لهذا لا تتوقعوا أن تسبوهم وتقذفوهم بالحجارة والنار ويستقبلوكم بالأحضان.. وعليكم أن تشكروا المشير على أنه لم يسلح هؤلاء الشباب بالذخيرة الحية، فإن أول ما سيفعلونه في غمرة غضبهم هو فتح النار على كل من أمامهم بلا تمييز، وبدون انتظار أوامر..
فإن كان هذا لا يعجبكم، فاسألوا أنفسكم: لماذا أنتم هكذا أصلا، ولماذا ربيتم أبناءكم على هذا العند والكبر والعنف وضيق الأفق!!
وإذا لم تستطيعوا ضبط أنفسكم والتصرف بتحضر، فلماذا تتوقعون هذا من أي مصري آخر؟.. ألأنه ارتدى بزة عسكرية؟
فعل الأغبياء الذين ظلوا يشتمون المجلس العسكري ويدعون أنه شيء والجيش المصري شيء آخر يكونون أفاقوا من أوهامهم، واعتقادهم الأبله بأن المجند المصري لا يمكن أن يعتدي على ((أهله)).. فما دام سهل على أهله أن يلقوه بالحجارة والنار، فلا تندهشوا من رده فعله تجاههم.. إننا في مجتمع يقتل فيه الأخ أخاه منذ أمد بعيد لو كنتم تلاحظون!!

هناك 3 تعليقات:

  1. "البزة" التي تتحدث عنها ليست إلا علامة مسؤولية

    الأمر أشبه بغضبنا على مبارك وحاشيته .. ما هم من الشعب برضه !!! ولا عشان الفرق ان اللى افسد دول الترف واللى افسد دول المعاناة !!!

    كلاهما مسؤول وفسد .. كلاهما مخطئ

    لو اننا حنتفق ان الجيش غلطان وغلط أكبر من غلط المواطن العادي لأنه في موقع مسؤولية لكنه مش المخطئ الوحيد يبقى تمام كده

    لكن لو قصدك ان الجيش معذور ومعاه حجته يبقى ارجع لأول تعليقي واقراه تاني

    ردحذف
  2. إن كان لنا أن نحاسب الجيش على شيء، فهو على تهاونه في حماية مؤسسات الدولة وتراثها ضد المخربين، وعدم استخدامه للقوة التي سلحناه بها من قوت عيالنا لكي يحمينا بها، حينما تطلب الأمر ذلك..
    للأسف: العملاء الذين تدربوا في الخارج على تحييد المؤسسات الأمنية، ينفذون ما تدربوا عليه بمهارة، وجعلوا المسئولين مهزوزين وخائفين من استخدام سلطاتهم حينما يجب.
    لقد حرم الله سبحانه قتل النفس، ولكنه استثنى من ذلك (بغير نفس أو فساد في الأرض).. وجعل حد الحرابة والقتل جزاء لمن (يحادون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا)... مخطئ إذن من يظن أن قتل هؤلاء شهادة لهم، بل هو فريضة على الجيش، سيحاسب عن تقصيره في أدائها يوم القيامة، فكل مخرب لا يقتله، يزيد رقعة الفتنة، فيموت بعد ذلك عشرات ثم مئات ثم آلاف وربما يوما نجد الملايين يموتون بسبب هذا.. وهذا الخطأ سقط فيه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، حينما حاضر المتمردون بيته في المدينة وهو خليفة المسلمين، فرفض أن يأذن للصحابة بقتالهم خشية أن يقابل الله ودمهم في عنقه.. فماذا كانت النتيجة؟
    - قتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان.
    - حدثت حرب أهلية بين المسلمين، قتل فيها الكثير من الصحابة، وانتهت بمقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    - ظلت الفتن تتابع حتى قتل بسببها الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    - ظهرت بسبب هذه الفتن المذاهب الضالة كالخوارج والشيعة، وتم تحريف العقيدة.
    - بسب هذه الفرق ظل المسلمون يتقاتلون عبر التاريخ، وقتل منهم الملايين، وما زال هذا ساريا حتى اليوم، والمنطقة على شفا حرب بين السنة والشيعة في أي لحظة!
    - ظلت الدولة الإسلامية في حالة تمزق وظهر فيها أكثر من خليفة، ما استدعى بني أمية إلى الاستعانة بالسفاح الحجاج بن يوسف الثقفي، فقتل عبد الله بن الزبير وضرب الكعبة بالمنجنيق، وذبح آلاف المسلمين في العرق وغيرها.. لكنه في النهاية وحد دولة قوية امتدت فيها الفتوحات من الأندلس إلى حدود الصين وخضعت لخليفة واحد.
    السؤال هو: هل كان قتل بعض عشرات أمام دار سيدنا عثمان أفضل، أم الرحمة المثالية التي قتل بسببها الملايين من يومها وحتى الآن؟
    الخلاصة: ولي الأمر مسئول عن أرواح الملايين، ومصير وطن ومستقبل أمة.. ولو تهاون مع أي مخرب اليوم رخص له القرآن الكريم في قتله بفساده في الأرض، فإنه قد يحمله في عنقه دماء ملايين المسلمين إلى يوم الدين!
    إن كان الإراص في استخدام القوة مذموما.. فإن التفريط في استخدامها أشد ذما..
    نحن الآن في نهاية التاريخ، ولو لم نتعلم من كل ما سبق من تجارب الأمم فلنحن لا نستحق البقاء، فليس في التاريخ مكان للأغبياء الذين يكررون نفس الأخطاء بحذافيرها.
    تحياتي

    ردحذف
  3. حقيقةً لقد سئمت من تكرار ذات الكلام مراتٍ عدة، و من تفلت و عته أولئك الحمقي في 6 إبريل و الائتلافات السفيهة الأخري و من فسادهم الخلقي و الديني الذي نراه في ألفاظهم التي يمطروننا بها ليل نهار و سبهم للدين جهاراً نهاراً و كأننا يهود و لن نثور لديننا الذي هو أهم عندنا من أي شيئٍ آخر.
    و لا يجيد أولئك الحمقي إلا إعطاء المجلس العسكري كل الذرائع التي تبرر ضرب الثورة و قتل إنجازاتها واحدةً بعد الأخري، و الأخطر من هذا تحويل الشعب كله إلي أعداء للثورة، فهم لا يرون فيها إلا حرقاً للمنشآت العامة و إتلاف لتاريخ مصر و تحدٍ لإرادتهم و رغبتهم في عودة الأمن و توفر لقمة العيش، و لم تنزل أغلبية الشعب في الانتخابات البرلمانية إلا بسبب هذه النقاط، و لو ضاعت كلها فسنري أن من سينزل ميدان التحرير و يجمع من فيه و يصلبهم و يشعل فيهم النيران هم أغلبية الشعب.

    اللهم اهد كل أحمقٍ و كل ظالمٍ يري الحق فلا يتبعه، فإن لم يهتدوا فاقبضهم إليك و أرحنا منهم يا قوي يا عزيز.
    http://someofsiasa.blogspot.com/2011/12/blog-post_1850.html

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر