النظام العنيد، ووقت القرارات الحاسمة
الأعداد الغفيرة المحتشدة الآن في ميدان التحرير بالقاهرة، والطوابير الطويلة التي تملأ الجسور المفضية إليه، ترسل رسالة لا لبس فيها إلى النظام العنيد:
جربتم بطش الأمن المركزي فانهار جهاز الشرطة كله يوم جمعة الغضب.
وجربتم تقديم القليل من التنازلات والكثير من الوعود، فلم تغنِ عنكم شيئا.
وجربتم بلطجية الحزب الواطي، فخسئوا وفشلوا في إفراغ الميدان أو إرهاب الثائرين وإثنائهم عن عزمهم.
وجربتم الجهاز الإعلامي الكاذب الفاجر، مع مزيج من استدرار العطف وتسول التعاطف، فلم يتغير شيء في خريطة الاحتجاج.
والسؤال الآن هو: ماذا بقي لديكم؟
نصيحتي لأركان هذا النظام المتهالك هي: ابدأوا في اتخاذ هذه القرارات فورا وبلا إبطاء، حفاظا على أمن مصر:
1- حل مجلس الشعب.
2- استقالة الرئيس وابنه من الحزب الحاكم، ومحاكمة كل أعضائه بتهمة التزوير والترويع والرشوة والسرقة.
3- عزل كل قيادات الإذاعة والتلفزيون والصحف الحكومية، وتطهير وزارة الثقافة من الفجرة والجهلة، والتخلص من جميع المنافقين في هذه الأجهزة الإعلامية، وإدخال عناصر إعلامية جديدة شابة من مختلف الأطياف السياسية والتيارات الدينية.
4- محاكمة كل قيادات وزارة الداخلية وأمن الدولة، وإعدام كل الذين أمروا بإطلاق الرصاص الحي والقناصة الذين نفذوه، والضباط الذين مارسوا التعذيب ضد المدنيين في السجون والمعتقلات، طوال العقود الماضية.
5- التحقيق في كل قضايا الفساد التي نشرت في الجرائد أو نُوِّهَ عنها في الفضائيات أو قُدِّمت عنها استجوابات في مجلس الشعب، لمحاكمة الفاسدين أيا كانوا محاكمة عادلة.
6- تشكيل حكومة ائتلافية تضم رموزا من جميع الأحزاب والتيارات السياسية والدينية المشهود لها بالكفاءة في تخصصاتها، وأقترح إسناد وزارة المعلوماتية إلى أحد الشباب الذين دعوا إلى هذه الثورة، وليكن وائل غنيم مندوب تسويق شركة جوجيل في مصر، إن كان ما زال حيا ولم تقتلوه.
هذه القرارات ولا شيء غيرها، هي ما سيجعل المتظاهرين يعودون إلى بيوتهم، وما سيمنح مصر أملا في غد مشرق، تنطلق فيه إلى المستقبل بخطى متسارعة، لتعويض العقود التي تم تحنيطها فيها خارج حركة الزمن!
ولا يهم حينها إن غادر الرئيس الآن أم ظل إلى نهاية فترته، فقد احترق سياسيا محليا ودوليا، وانتهى مسلسل التوريث السخيف الذي جثم على صدورنا لأكثر من عشر سنوات بلا رجعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.