القذافي وعلي عبد الله صالح يتنافسان على برونزية الرحيل!
كل الحكام العرب ملة واحدة: حثالة، خونة، كلاب مسعورة، سفاحون، لا يترددون عن قتل شعوبهم للمحافظة على الثروات التي ينهبونها، لكنهم أغبياء لم يفهموا الدرس بعد، ولم يتعلموا من بطء فهم شين الهاربين، ولم يتعظوا من عناد اللا مبارك.. فكل قطرة دم يسفكونها تقربهم من نهايتهم، فالشعوب العربية اليوم تختلف جذريا عن الشعوب الخانعة التي حكموها طيلة العقود الماضية، فاليوم امتزج الغضب بالأمل بالحماس في نفوس الشباب، فصنع سبيكة ساحرة لا يمكن صهرها أو فلّها بأي وسيلة كانت.
وأنا أرشح القذافي لبرونزية السقوط، وأشهد له بالإبداع في الإجرام، فقد استجلب مرتزقة من الأفارقة بطائرات عسكرية، ليحتل بهم البلد الذي يحكمه ويقهر بهم شعبه!!.. هذا تفرد في الغباء لا يوصف، فقد جعل كثيرا من أفراد الشرطة والجيش ينضمون إلى الشعب الثائر لحماية بلدهم وأعراضهم من الغزاة!
والآن، هناك جرائم بشعة يرتكبها القذافي وكلابه ضد أهلنا في بنغازي ـ التي عشت فيها عاما كاملا في طفولتي ـ والقتلى يتساقطون بالعشرات أمام المدافع المضادة للطائرات التي يوجهونها إلى صدورهم، وإن شاء الله لن يذهب دمهم سدى، ولن يفلت هذا المجرم وكلابه من العقاب.
أما في اليمن فلا يختلف الوضع كثيرا، وبدأنا نسمع في اليومين الأخيرين عن إلقاء القنابل اليدوية على المتظاهرين العزل.. نفس الإجرام ونفس الوحشية والخسة والنذالة، والاستكلاب في التمسك بالسلطة.
اللهم انتقم من المجرمين، واحفظ عبادك وانصرهم فهم مظلومون ضعفاء لا نصير لهم غيرك، وطهر بلادنا من هؤلاء الحكام الخونة السفاحين، واستخلف غيرهم لا يكونون أمثالهم، يا رب العالمين.
ملحوظة:
ما يحدث الآن في الوطن العربي، أثبت فشل كل الأطروحات القُطرية التي روجها المتأمركون، فثورة تونس ألهمت مصر، التي ألهمت بدورها كل المظلومين في اليمن وليبيا والبحرين والكويت وجيبوتي والجزائر والأردن والعراق وحتى إيران وتركيا.. إنها أمة واحدة تعيش في منطقة واحدة، وأي شيء يحدث في أي جزء منها يؤثر على باقي الأجزاء، لهذا أرى أن ما يحدث الآن أحيا مشروع الوحدة العربية، بدون زعماء ولا منظّرين، فكل إنسان في الوطن العربي الآن يشعر بإخوانه من الخليج إلى المحيط، ويتفاعل مع ما يحدث لهم، ويستلهم تجاربهم، ويستدل بأحلامهم على الطريق.. وهذا ما كان عملاء أمريكا يحاولون قتله فينا طوال السنوات الماضية، فإذا بمحمد البوعزيزي يبعثه فجأة من حيث لم يحتسب أحد.
وأنا أقول إن سقوط ثالث رئيس عربي لن يؤدي إلى سقوط باقي الرؤساء والملوك العرب فحسب، بل سيمتد هذا إلى باقي شعوب القارة الأفريقية المطحونة، وسيمتد أيضا إلى باقي الدول الإسلامية غير العربية، وإلى جمهوريات آسيا الإسلامية التي يحتلها الروس والصينيون ولا يعترف باستقلالها أحد.. لقد انطلقت شرارة الحرية، ومع كل حاكم يسقط يتضاعف الأمل والحماس في النفوس، حتى يصير الشاب الأعزل أقوى من البندقية والمدرعة.
لعل هذا يفسر الصمت الأمريكي والأوروبي العجيب إزاء كل هذه الجرائم، رغم أنهم كانوا يتمنون يوما كهذا يصطادون فيه القذافي، لكن في ظل هذه الظروف، بقاء القذافي على كرسيه أحب إليهم من بقائهم هم على كراسيهم، فلو استمر تساقط أحجار الدومينو، فستفقد أمريكا وأوروبا كل سيطرتهما على ثروات بلادنا المنهوبة، وستخرج كل المردة من قماقمها، وتنقلب موازين القوى في العالم رأسا على عقب.
فسبحان الله الملك الحق، الذي ينصر عباده المستضعفين من حيث لا يحتسب أحد، وبأبسط الأسباب التي لا يتوقعها أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.