المتابعون للمدونة

الخميس، 17 فبراير 2011

اخرجوا من القاهرة قبل فوات الأوان!

اخرجوا من القاهرة قبل فوات الأوان!

كتبت هذا الكلام منذ عام، متحدثا عن سيناريو الاعتداء الأمريكي أو الإسرائيلي على مصر:
لا يحتاج شل القاهرة ـ المشلولة أصلا ـ إلا إلى ضرب عدة كباري تربطها بالجيزة، وتدمير كباري الطريق الدائري، وتدمير محطات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف، وستجدون ساعتها أن الحرب قد انتهت قبل أن تبدأ، والروح المعنوية تحت الصفر.. والمرعب أن كل مقار الوزارات ومجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء ومجمع التحرير ومبنى الإذاعة والتلفزيون وعشرات غيرها من المباني الحيوية والإدارية، محصورة كلها في وسط البلد في منطقة صغيرة، وتدميرها لا يحتاج إلا إلى عدة صواريخ شديدة التدمير أو أم القنابل، ولا أدري لماذا لا يفكر أحد في نقل هذه المقار خارج القاهرة، وتفريقها على 6 أكتوبر وحلوان والعبور وغيرها، على الأقل لتقليل الزحام وسط القاهرة، أو إنشاء مدينة حصينة خارج 6 أكتوبر محاطة بأسوار منيعة ووسائل دفاع متطورة، وتزويد كل المقرات الحكومية فيها بملاجئ حصينة وأنفاق سرية على أعماق تزيد على ثلاثين مترا لمقاومة صواريخ الأنفاق الحديثة، وجعل هذه المدينة العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، لتصعيب شل الحكومة بضربة واحدة في بداية أي حرب!.. على الأقل سيحمي هذا الحكومة من الهجمات الإرهابية في غير زمن الحرب!
طبعا الإجابة واضحة: وهي أن أحدا هنا لا ينتظر الحرب ولا يسعى إليها، والكل سيفعل المستحيل لتجنبها، حتى لو طالبتهم أمريكا بالرقص عرايا على شاشات التلفاز، فهم يعرفون جيدا أن أي حرب قادمة ستنتهي قبل أن نقرأ خبرها في الصحف!!
***
ما ذكرني بهذا الكلام، هو ثورة 25 يناير، وسيطرة المتظاهرين على ميدان التحرير، مما شل حركة المواصلات في القاهرة، وعطل المحال التجارية والمكتبات ومقار الشركات المحيطة به، والأخطر أن هذا جعل مجمع التحرير رهينة تحت أيدي المتظاهرين وهو مفصل إداري حيوي يحتاجه الناس لاستخراج الكثير من الأوراق وجوازات السفر.. وبعد أن امتدت المظاهرات حاصر المتظاهرون مباني الوزارات القريبة ومجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء، مما شل الحكومة بالكامل تقريبا، وجعل تنحي الرئيس أمرا حتميا!
السؤال هو: لماذا لم يفكر أحد في هذا الاحتمال ويحتَط له مبكرا؟
وألم يطالب كثيرون من قبل بنقل الوزارات خارج القاهرة لتقليل التكدس المروري؟
ومَن العبقري الذي فكر أصلا في إنشاء مجمع التحرير؟.. هل يعقل أن يوضع 13 ألف موظف معا في مبنى واحد، ليتردد عليه عشرات الآلاف من المواطنين يوميا، مما يعني خنق المواصلات في قلب القاهرة؟
وماذا لو احترق هذا المبنى لأي سبب، أو تم قصفه في الحرب، وهو يحتوي على أطنان من الأوراق الرسمية الهامة التي تحوي مصالح المواطنين؟
وماذا لو احتله بعض الإرهابيين؟.. ألم يشاهدوا فيلم الإرهاب والكباب؟
واضح طبعا مدى بلادة النظام السابق وكل مسئوليه، فلم يكن لديهم أي رؤية استراتيجية، ولا نية لإصلاح أي شيء، أو حساب أي احتمالات، وهو ما نأمل أن يتغير في المرحلة القادمة.
نرجو من السيد الرئيس القادم تنفيذ ما يلي:
1- إخراج كل الوزارات من قلب القاهرة وتفريقها على أطرافها في 6 أكتوبر وحلوان والعبور وغيرها، بحيث يسهل الوصول إليها عبر الطريق الدائري.. أرشح أيضا إخراج مباني النقابات والصحف ودار القضاء وغيرها من هذه المنطقة.. فعل هذا يتطلب تفعيل الحكومة الالكترونية، وربط كل الوزارات والمصالح الحكومية معا عبر شبكة حكومية مؤمنة، حتى لا يظل المواطنون يجرون هنا وهناك وراء سراب الروتين لمجرد توقيع ورقة.
2-    تفكيك مجمع التحرير، وضم كل إدارة موجودة فيه إلى الوزارة التي تنتمي إليها.
3- إلغاء محطة قطار رمسيس، وتحويلها إلى ورشة صيانة أو مخزن أو ما شابه، لتخفيف الضغط على قلب القاهرة، وإنشاء محطة جديدة خارج شبرا، لأن محطة شبرا نفسها لا تصلح، فالمنطقة التي توجد فيها مختنقة بما يكفي ولا تتحمل كل هذا الضغط، ويا ليت أي مسئول عاقل ينقل موقف شبرا الملاصق لهذه المحطة، لأنه السبب الرئيسي في اختناق المرور أمام الخارجين من القاهرة يومي الأربعاء والخميس.. وأرى أن أنسب موضع لمحطة القطار الجديدة هو بالقرب من الطريق الدائري خارج شبرا، ويجب مد محطة المترو من محطة شبرا إلى هذه المنطقة، مع إخراج موقف السيارات من عبود إلى هذه المنطقة أيضا.. هذا سيجعل هذه نقطة مفصلية هامة يلتقي عندها محطة القطار بمحطة المترو بالطريق الدائري بموقف السيارات، وبهذا يستطيع القادم إلى القاهرة التحرك إلى أي اتجاه بمنتهى البساطة، ويخف الزحام عن القاهرة وشبرا بصورة غير مسبوقة.
4- كل مبنى حكومي يتم إخلاؤه من وسط البلد لا يمكن بيعه أو استخدامه لأغراض أخرى فهذا لن يخفف الزحام، وأرى أنه يجب هدمه لتحويله المنطقة إلى مسطح أخصر، ومنع دخول السيارات إلى وسط البلد، وبهذا تصبح متنزها جميلا تذهب إليه العائلات للاستمتاع بالنيل والخضرة والتسوق من المناطق التجارية، ويذهب السياح إلى المتحف المصري دون التأذي من الضوضاء والزحام والتلوث والفوضى والقبح.
أرجو أن تجد هذه المقترحات أذنا مصغية، وأن يكون هناك أحد تعلم أي شيء مما حدث.. ولا يجب أن يتذرع أحد بارتفاع تكلفة هذه المقترحات، فنحن لا نريدها أن تحدث جميعا في يوم وليلة.. يمكن أن يتم التخطيط بحيث يتم نقل مبنيين أو ثلاثة كل عام تدريجيا، بحيث يتم إنجاز المطلوب في عشر سنوات مثلا، وهذا أفضل من البلادة الحكومية السابقة، التي كانت تعمل بمبدأ ما لا يدرك كله، يجب أن يترك كله!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر