المتابعون للمدونة

الجمعة، 25 فبراير 2011

إلى الشعوب العربية التي لم تبدأ ثورتها بعد!

إلى الشعوب العربية التي لم تبدأ ثورتها بعد!
الـــــــــريـــــــــــــــــــــــاح


كان صباحًا صحْوًا، حينَ وجدتُ القُمْقُمَ بينَ الكُتُبِ
لغْزٌ برّاقٌ تتطاحنُ داخلَه الأرياحُ بغضبِ
جاهدْتُ لأفتْحَه قَسْرا فاسْـتعْصى، واستدعى عَجَبي
أنَّ الأرياحَ بداخلِه أخذتْ تتشكّلُ كالسُّحُبِ
واصْطنعتْ وجْهًا، كلّمني في صوتٍ كفحيحِ اللّهَبِ
قالتْ: "فلْتُرْدِفْ أسْئلتي بجوابٍ وافٍ مُقْتَضَبِ"
"إنْ أنتَ أصبْتَ ستملِكُني وأُريكَ القوّةَ عَنْ كَثَبِ"
"أمّا إنْ أخْفقْتَ فوَيْلَكَ: لنْ تَجِدَ مكانًا للهَرَبِ"
فاسْتهْوَتْ لُعْبتُها نفْسي، أنْصتُّ بقلبٍ مُرْتقبِ
"هلْ تعْرفُ بُلْدانًا تقْلبُ رأسَ الأشياءِ على عَقِِبِ؟"
"الدّينُ تراه كإ رهابٍ، والجَهْل كنوزًا مِن ذَهَبِ!"
"ضيَّعتِ الماضي والحاضرَ والآتي بضميرٍ خَرِبِ!"
"يطْعنُها الأعْداءُ فَتَغْرَقُ سكْرَى في اللهوِ وفي الطَرَبِ!"
"هلْ تعْرفُ شعْبًا مُنْقادًا يعْبُدُ تَمْثَالا من حَطَبِ؟"
"أطْعمهمْ ذُلا من جوعٍ، آمنهمْ موتًا من رُعُبِ!"
"هلْ تعْرفُ أحياءً موتى يبْدونَ كألواحِ الخشبِ؟"
"يمْشونَ بسلسلةِ القهْرِ إلى اللقْمةِ في وادي النَّصّبِ"
"ما معنى الخبْزِ لمقتولٍ؟.. ما معنى العزّةِ يا عربي؟"
أًلْجِمْتُ ولمْ أَسْطِعْ قَولا، فانتفضتْْ تضْحكُ في صَخَبِ
وانفجرتْ تنتهكُ القُمْقُمَ واللّحْظةَ وجميعَ الحِقَبِ


مقطع من قصيدة "الرياح"، من ديوان انتهاك حدود اللحظة
محمد حمدي غانم، 2000

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر