يا للعبط!!
بالأمس، كسب مبارك تعاطفا كبيرا من الشعب بعد خطابه الأخير، خاصة من ذوي الأعمار الأكبر سنا.
لكن ما حدث اليوم وما زال مستمرا في الحدوث، أمر غريب فعلا، فهو يقلب الأوضاع رأسا على عقب، وردة فعل الناس تجاهه متوقعة ومنطقية للغاية، فسينضم الملايين ممن كانوا صامتين حتى الآن، إلى جبهة المطالبين بالرحيل الفوري لمبارك، فهذه البلطجة الإجرامية الوحشية تؤكد أن وزير الداخلية الجديد لا يختلف عن القديم، ورئيس الوزراء الجديد لا يختلف عن القديم، والحزب الوطني ما زال هو نفس الحزب الواطي، وأن مصر تدار بواسطة مجموعة من البلطجية محدودة الخيال، تتمتع بقدر هائل من الغباء السياسي يفوق الوصف، فبدلا من بدء الحوار مع الشباب بعد تنازلات مبارك الأخيرة، بهدف امتصاص غضبتهم وفض الاعتصام، سواء من خلال المحادثات عبر الإنترنت، أو من خلال شاشات تلفاز توضع في الميدان، أو حتى بواسطة مفكرين وسياسيين بارزين ينزلون بأنفسهم إلى المتظاهرين، فوجئنا جميعا بأن التواصل الوحيد لديهم هو الهجوم ببلطجية الحزب الوطني ووزارة الداخلية، والضرب بالعصي والقذف بالحجارة، والطعن بالسكاكين، وإلقاء القنابل الحارقة على المتظاهرين العزل!!
والأغبى من كل هذا، هو إعادة الإنترنت اليوم بالذات قبل تنفيذ هذه الجريمة، لكي يبدأ الشباب في بث غضبهم عبره، والدعوة ليوم حسم جديد ومظاهرات مليونية!!
إيه العبط ده؟!
لقد قدّم هذا التصرف المجنون خدمة هائلة لكل أعداء مبارك، فستنضم إليهم سيول من الغاضبين الجدد، والصحفيين والمثقفين الذين كانوا على الحياد، إضافة إلى غضب الشارع العالمي بعد مشاهدة كل هذه الجرائم على الهواء مباشرة!
إما أن هذا النظام يحفر قبره بيده ببلاهة، أو أن هناك من يتعمد هذا تمهيدا للانقلاب على مبارك غدا أو بعد غد!!
اللهم خلصنا من الظالمين والأغبياء يا رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.