المتابعون للمدونة

الاثنين، 28 فبراير 2011

لحظـةُ عشـق

لحظـةُ عشـق

كيمامتينِ قد التقينا فوقَ تلِّ الشوقِ والصمتُ احتوانا
لم تفترقْ نظراتُنا وتعانقتْ كفّانا
من نبضِنا نسقي الزهورَ براءةَ النجوى جُمانا
من حبِّنا صُغنا زمانا
ما فيه ليلُ الهمِّ حاصرَنا ولا الحزنُ اعترانا
***
كفراشتينِ، على جَناحِ الريحِ يحملُنا سَنانا
تَهمي بعينينا رُؤانا
كالراحلَيْنِ إلى فضاءٍ من ضياءٍ ليس يسلُكُه سِوانا
والحُلمُ يَهدينا مَدَانا
***
كالماثلَيْنِ بلا مَـثيلٍ، ضمّنا عشقٌ تَفرّدَ في سَمانا
لا أنتِ مثلُ الفاتناتِ الفانياتِ
ولا أنا أهوَى بعيني ما يُخادعُني مُزانا
فلقد عشقنا حينَ أغمضنا العيونَ
فأبصرَ القلبانِ والعقلانِ داخلَنا الجِنانا
فَدَنَى لِثغْرَينا جَنانا
***
كأَنَا وأنتِ
وليس يفصلُنا سوى جسدينِ من نورٍ تسامى في عُلانا
ألقيتُ قلبي في يديكِ
فصارَ لؤلؤةً تُضيءُ لنا
وكلِّ السائرينَ إلى هُدانا
وجعلتُ من عينيكِ محرابي
ومن سَكَنِي إليكِ ملاذَ أحلامي
ومن خوفي عليكِ نصالَ أشواكي
ومن همساتِكِ النشوى قُطوفَ ربيعِ ذكرانا
وجمعتُ عطرَ الياسمينِ
وضوءَ نجماتِ الثريا
وارتفافَ فراشةٍ تزدانُ ألوانا
وشرودَ حملانِ الروابي
وابتسامَ الفجرِ في ثغرِ الحقولِ
وعِقدَ أسرابِ النوارسِ
وائتلافَ حمامتينِ يثيرُ تَحنانا
وغزالةً بين الزنابقِ قربَ يَنبوعٍ يُداعبها النُعاسُ
وقشةً من عُشِّ عُصفورٍ  
وضحكةَ طفلةٍ تعدو لِقطّتِها
ورقصةَ موجةٍ رسمتْ لملاّحٍ شريدِ البحرِ شُطآنا
وغناءَ أزواجِ العنادلِ في الربيعِ
وخضرةَ الأشجارِ في غاباتِها العذراءِ
والغيثَ المسافرَ في السَّحابِ
وبهجةَ الترحابِ من بعدِ الغيابِ
وكلَّ ما تَهْوَيْنَ من أسمارِ نَجوانا
وعلى فُتوني واشتياقي والتهابِ لواعجي أشهدتُهم
وجعلتُهم تذكارَ لُقيانا
***
فلتشهدي
سأحبُّكُ الأمسَ البعيدَ،
وقد عشقتُكِ في غدي
وأحبُّكِ الآنَ
لا تعجبي
فإذا مضى الماضي مضى
وذَوَى كحلمٍ قد قضى
نرجو يعودُ مجددا
فَغَدَا غدا!
وغدًا زمانٌ لا يجيءُ، وإن أتى يوما مضى!
فجميعُ ما نحياه لحظتُنا التي لا تنقضي
فتصيرُ أزمانا
فانسَيْ زمانَكِ وانفضي
عنكِ المكانَا
فالآنَ لحظةُ عشقِنا
والآنَ كلُّ زمانِنا
ورحابُ هذا الشوقِ كلُّ نعيمِنا
وجمالُ دنيانا

محمد حمدي غانم،
18/7/2010

هناك تعليقان (2):

  1. قد تكون بالنسبة لك لحظة عشق..
    لكنها بالنسبة لنا لحظات ولحظات لا تنتهى من السعادة مع كل سطر وحرف خطته يداك
    دعواتنا لك بسعادة الدنيا والآخرة

    ردحذف
  2. غير معروف:
    شكرا لتقديرك أخي الفاضل..
    شهادتك غالية وأعتز بها كثيرا..
    وجزاك الله خيرا على دعائك الجميل، وأدعو الله لك بمثله.
    تحياتي

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر