المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

ثورة الشباب وتفجير الكنيسة!!

ثورة الشباب وتفجير الكنيسة!!

يعتبر خطاب مبارك في عيد الشرطة ـ وهو خطابه الأخير قبل قيام ثورة 25 يناير ـ شهادة وفاته السياسية مختومة بختم النسر وشعار الجمهورية!
ففي هذا الخطاب تجاهل تماما ما حدث في تونس كأنه لم يكن، ولم يعد بأي إصلاحات أو يقدم أي تنازلات، بل واصل التحدث بصيغة الأنا، صيغة الفرد الذي يقرر ويمنح ويمنع، لا صيغة مصر وحكومتها وشعبها.
وفوق هذا، أثنى مبارك على حبيب العدلي ووزارة الداخلية، متجاهلا تماما أي إشارة إلى ضحايا التعذيب الوحشي مثل الشهيدين خالد سعيد وسيد بلال، بل والأنكى أنه قال صراحة إن الحرية وحقوق الإنسان لا قيمة لهما لديه أمام حفظ الأمن والاستقرار، وهي رسالة لا لبس فيها موجهة إلى الشرطة تقول بوضوح: اضربوا وعذبوا واقتلوا كما يحلو لكم، فقد أطلقت أيديكم لحفظ الأمن!
لهذا، بعد أن سمع الشباب الداعين إلى مظاهرات 25 يناير هذا الخطاب، رفعوا سقف مطالبهم من إقالة حبيب العدلي إلى تنحي مبارك!
وليس هذا كل شيء، ففي هذا اليوم أعلن حبيب العدلي أن جماعة جيش الإسلام الفلسطينية هي المسئولة عن تفجير كنيسة الإسكندرية، وأنها على صلة بالقاعدة، وهو كلام مضحك للغاية، فالقاعدة لا تستهدف الكنائس، والفلسطينيون لم يبيدو الصهاينة بعد لكي تنقصهم الأهداف الاستشهادية، كما أنه لا يوجد عاقل أو حتى مجنون يرضى أن يفجر نفسه في وسط ناس مسالمين يوم عيدهم منتظرا جنة الشهداء!!.. خاصة أن أي طفل يعرف أن النصارى في الإسلام هم أهل ذمة، ومن آذاهم فقد برئت منه ذمة الله ورسوله.
وطبعا أنكرت جماعة جيش الإسلام أي صلة لها بالأمر، والمعروف عن القاعدة والتنظيمات الجهادية أنها تعلن مسئوليتها عن عملياتها كنوع من الدعاية.
والمخيف أن مبارك أكد في خطابه أن مصر ليست أقل من الدول الغربية التي شنت حروبا استباقية وأراقت الدماء من أجل الحفاظ على أمنها، وقال إنه حذر كثيرا من مخاطر التغيرات الإقليمية على أمن مصر.. وهذه رسالة مرعبة تعني أنه كان ينوي الدخول بنا في كارثة عسكرية يورطنا فيها في حرب ضد حماس أو حزب الله أو كليهما بدعوى محاربة الإرهاب، وهو المخطط الخبيث الذي أطفأه الله سبحانه بثورة الغضب، التي قلبت الطاولة على رؤوس جميع المتآمرين!
لكن ما لفت نظري، هو أن تفجير الكنيسة عاد للظهور مجددا، بعد بلاغ عن مسئولية حبيب العدلي عن التفجير.. وهذه الخطوة لها تفسيران لا ثالث لهما:
1- فإما أن حبيب العدلي فعلا وراء التفجير، كجزء من المخطط للحرب على حماس وحزب الله، وأن هذا الأمر قد انكشف وسيحاكم عليه هو ومن خلفه.. ولعنا نذكر التفجير الذي قيل إنه وقع في كنيسة في رفح المصرية أول أمس ولم يسفر عن وقوع ضحايا.. إنها نفس اللعبة كما هو واضح!!
2- وإما أن هذه مناورة لدفع موضوع تفجير الكنيسة مرة أخرى إلى الواجهة، حيث سيقدم حبيب العدلي في دفاعه عن نفسه كل الأدلة التي تثبت براءته وتورط جماعة جيش الإسلام، مما سيحول الرأي العام من الشعب الثائر في ميدان التحرير وكل محافظات مصر، إلى عدو خارجي متربص بأمن مصر ووحدتها الوطنية، وبالتالي تموت الثورة، ويعود المخطط الإجرامي لإبادة الجيش المصري في حرب غير متكافئة على الإطلاق ضد أناس يدافعون عن دينهم وأرضهم وحريتهم.
وأيا يكن الأمر، فأنا على يقين أن الله سبحانه وتعالى سيحبط مكرهم، فكلنا نرى تدخل العناية الإلهية لنصرة عباده المستضعفين منذ احتلال العراق وأفغانستان والحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، وكلها انتهت بخسائر فادحة للمجرمين، إضافة إلى كوارث طبيعية ابتلاهم الله بها في أمريكا وأوروبا، وانهيار اقتصادي أضعف موقف أمريكا وأوروبا أمام روسيا والهند والصين وكوريا الشمالية وفنزويلا وإيران، مما أدى إلى تساقط حلفائهم تباعا في تونس ومصر، والبقية تتري.
وصدق الله سبحانه:
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر