المتابعون للمدونة

الأحد، 1 مايو 2011

حنين الذكريات

حنين الذكريات

ما زلتُ أحلمُ أن تعودَ حبيبتي.. طالَ الغيابْ
ما زلتُ أحضِنُها بصدري في جنونٍ.. كالسرابْ
مِن غيرِها أبدو كطفلٍ تائهٍ.. في الدربِ والناسِ استَرابْ
كلُّ المُنى مِن دونِها دونَ الترابْ
كلُّ الثواني دونَ مَرآها عِقابْ
وتَنهُّدي فَيحُ اللَّظى.. والنبضُ في صدري عذابْ
والقلبُ ظمآنٌ لِبَسْماتٍ عِذابْ
مِن ثغرِ فاتنةٍ زَكِيٍّ كالمُلابْ
وشرودِ عينيها النقيِّ كما السَّحابْ
والرمشِ كالسيفِ السليلِ على الرقابْ
وحريرِها المكنونِ من تحتِ الحجابْ
والوجهِ ذي الحُسنِ العُجابْ
وتوردِّ الخدينِ من فرطِ التهابْ
ودمُ الجريحِ بِلَحْظِها ـ لهما خِضابْ
وتَوتُّرِ الشفتينِ حينَ تفرُّ من عينَيَّ في خَجَـلٍ مُهابْ
وتلاحقِ الأنفاسِ يُبهرُها خُشوعٌ واضطرابْ
وتَشابُكِ الكفينِ إطراقَ ارتباكٍ وارتقابْ
فكأنما قالتْ حياءً دونَ صوتٍ: لا اقترابْ!
فأطيعُ رغمي: لا اقترابْ!
وأظل ظمآنا على شطآنِها دونَ الشرابْ
مترقبا ـ كالليثِ ـ أقنصُ لمحةً من عينِها فورَ انتهابْ
لتضيءَ ليلَ صبابتي مثلَ الشِّهابْ
يا ويحَ هذا القلبِ: أنَّى كلُّ هذا السحرِ غابْ؟
أنّتْ لأحزاني الوحوشُ بكلِّ غابْ
وبِدَوْحِها انزوتِ الطيورُ كئيبةً، وبمحنتي ناحَ الغرابْ!
وأتوهُ في الأشواقِ والعمرُ اغترابْ
والدربُ مزروعٌ بشوكٍ كالحِرابْ
والحزنُ والهمُّ الصِّحابْ
والحلمُ كالأرضِ اليَبابْ
واليأسُ أوصدَ كلَّ بابْ
لكنْ برغمِ الجُرحِ إنّي لستُ أحملُ ضدَّها إلا العتابْ
يا قلبَها القاسي الذي أوجاعَ مَنْ يَهوَى استطابْ!
طالَ الطِّلابْ
إن كنتَ حيا قلْ لها هذا الخِطاب:
لو أيقنَتْ يوما بأني قد فُتِنتُ بحبِّها والقلبَ ذابْ
فلمَ اجتنابٌ واحتجابْ؟
فَلتُنقذِ الصبَّ المشرّدَ في هَواها بالإيابْ
وَلْـتُـبْدِ لي تَحنانَها أو دُفعةً تحتَ الحِسابْ!
مِن قبلِِ أن يَذْوِي الشبابْ
هل آنَ أن ألقى الجوابْ؟
محمد حمدي غانم
1/5/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر